شينخوا والسفارة الصينية بالقاهرة ينظمان ندوة حول مخرجات القمة العربية – الصينية
وكالة أنباء شينخوا-
تقرير إخباري:
نظمت السفارة الصينية بالقاهرة والمكتب الإقليمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالشرق الأوسط، يوم (الأربعاء)، ندوة تحت عنوان “الصين والعرب: التكاتف معاً لبناء مجتمع صيني – عربي ذي مصير مشترك وخلق مستقبل جديد للعلاقات الودية بينهما”.
وجاءت الندوة التي عقدت بمشاركة عدد من الدبلوماسيين والخبراء السياسيين ورؤساء ومديري عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية في ضوء مخرجات القمة الصينية – العربية الأولي، التي عقدت مؤخرا بالعاصمة السعودية الرياض، وفي إطار سعي السفارة الصينية بالقاهرة ووكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)) لتعريف الإعلام المصري بالأهمية العالمية للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني وللإسهام في دعم وتعزيز العلاقات الصينية – العربية والتعريف بأهم مخرجاتها.
وفي كلمته الافتتاحية، تناول السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ جهود اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمينها العام الرئيس شي جين بينغ في قيادة الحزب والشعب الصيني خلال عام 2022 نحو الوقاية من فيروس كورونا الجديد والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودفع قضايا الحزب والدولة لتحقيق إنجازات جديدة، انطلاقا من روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.
كما تناول لياو تطور العلاقات الصينية – العربية في ضوء القمة المشتركة التي عقدت مؤخرا بالرياض واتفاق الجانبين على العمل بكل الجهود لبناء المجتمع الصيني – العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
وأشار إلى السبل الأربعة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، خلال القمة، لبناء المجتمع الصيني – العربي للمستقبل المشترك، والمتمثلة في التمسك بالاستقلالية وصيانة المصالح المشتركة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك، والحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك، وتعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة.
وبدوره، تناول تشانغ هاو المدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالشرق الأوسط، بتفسير وتحليل كلا من الأهمية العالمية للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، واتجاه السياسة الخارجية للصين في المستقبل وتأثير ذلك على العلاقات بين الصين والدول العربية.
وقال تشانغ، في كلمته، إن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني عزز توقعات المجتمع الدولي لاستقرار الصين ورسم مستقبلا مشرقا لتنمية الصين، بما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في العالم المتقلب وتعزيز ثقة الشعوب وذلك عكس ما يتسم به الاقتصاد العالمي بالانكماش.
وأضاف أنه في إطار اتجاه الصين لدفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية إلى الأمام، فإن الصين تلتزم بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي والسعي نحو الصداقة والتعاون مع الدول الأخرى، والانفتاح على العالم الخارجي وانتهاج استراتيجية متبادلة المنافع، ولعب دور نشط في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمية.
وأشار إلى أن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني حدد “بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية” باعتباره الهدف السامي لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، ما ضخ قوة دافعة أكبر في بناء مجتمع مصير مشترك صيني – عربي، كما اتضح ذلك خلال القمتين الصينية – العربية والصينية – الخليجية.
ومن جانبه، أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هناك مساعى حثيثة لتطوير العلاقات العربية – الصينية، مشددا على أن هذا ليس فقط بهدف تحقيق التوازن في علاقات الدول العربية مع القوى الكبرى الأخرى، بل وأيضا لأن لهذه العلاقات العربية بالصين قيمة ومردودا كبيرين وتحقق مصالح واسعة للدول العربية.
ولفت عزت في كلمته إلى أن التواصل الدبلوماسي على مستوي القمة بين العواصم العربية والصين، أكثر كثيراً من أي دولة أخرى، مشيرا إلى أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قام بزيارة الصين سبع مرات منذ عام 2014، بواقع زيارة كل عام تقريبا، كما كان الدفء المتبادل والترحيب الحار الذي استقبل به الرئيس الصيني في الرياض”.
فيما تناول الدكتور طارق السنوطي نائب رئيس تحرير جريدة ((الأهرام))، تطور العلاقات الصينية – العربية وما تميزت به من قوة وزخم خاصة منذ إطلاق منتدى التعاون العربي – الصيني عام 2004، وانعكاس ذلك إيجابا على التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 330 مليار دولار العام الماضي بزيادة قدرها 37% عن عام 2020.
وقال السنوطي في كلمته إن السياسة الصينية في التعامل مع ملفات التعاون العربي أثبتت نجاحا واضحا خلال السنوات الماضية سواء على مستوي الملفات الاقتصادية والتي تتبني فيها الصين سياسة ما يسمي بـ “آليات التنفيذ” لكل مشروع يتم الاتفاق عليه بين الجانبين.
وأكد على أهمية مواصلة التعاون في المرحلة المقبلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بما في ذلك مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعة والنقل والمواصلات، والطاقة، وحماية البيئة والزراعة والأمن الغذائي، والسياحة، وتنمية الموارد البشرية، والملكية الفكرية والثقافة وحوار الحضارات والتعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا، والإعلام، والصحة والتنمية المستدامة، والرياضة وغيرها.
فيما وصف أحمد سلام المستشار الإعلامي الأسبق بالسفارة المصرية ببكين وخبير الشئون الصينية، العلاقات العربية – الصينية بالمتميزة والممتدة عبر التاريخ، مؤكدا أنها تعد في الوقت الحالي نموذجا للتواصل والتعاون والحوار في كافة المجالات.
وقال سلام، أحد المشاركين في الندوة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه “ينظر إلى جمهورية الصين الشعبية على أنها شريك موثوق به لتحقيق بناء رابطة المصير المشترك وأهداف التنمية الشاملة”، مضيفا أن التعاون الصادق بين العرب والصين أثمر عن تعزيز العلاقات في شتى المجالات، وزاد من التطلع لإطلاق مبادرات لتعزيز هذا التعاون، بما يسهم في تعظيم الروابط بين الحضارتين والثقافتين.