مبعوث صيني يدعو لبذل جهود لتخفيف التوترات الإسرائيلية الفلسطينية في المكان المقدس
دعا مبعوث صيني يوم الخميس الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس لتجنب تصعيد التوترات بعد دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، قال ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون إن الصين تقلق بشدة من تصاعد التوترات في أعقاب زيارة بن غفير.
وذكر في مجلس الأمن أنه في السنوات الأخيرة، كثفت الإجراءات أحادية الجانب في المكان المقدس بالقدس الشرقية المشاكل والمواجهات، ما تسبب في نشوب صراعات دامية عدة مرات، مؤكدا على أن هذا يعكس حقا حساسية مكانة وطابع المكان المقدس.
وقال “إن الصين تدعو إلى استعادة السلام والهدوء في المكان المقدس والحفاظ عليهما، كما تدعو الأطراف المعنية إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد”، مضيفا “أنه يجب على إسرائيل، على وجه الخصوص، وقف كل التحريضات والأعمال الاستفزازية، فضلا عن الامتناع عن اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب قد يؤدي إلى تدهور الوضع”.
وفي الوقت نفسه، أكد على أن الصين تؤيد التمسك بسيادة القانون الدولي والالتزام بالإجماع الدولي المتعلق بالقدس، لافتا إلى أن قرارات مجلس الأمن تدين بشكل قاطع كل الإجراءات التي تهدف إلى تغيير التكوين الديمغرافي، وطابع ومكانة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية. كما أشار إلى أنه يتعين على الأطراف المعنية الحفاظ بجدية على الوضع الراهن للمكان المقدس في القدس واحترام الوصاية الأردنية على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.
وبعد أن أعرب الزعيم الإسرائيلي عن التزامه بالحفاظ على الوضع الراهن للمكان المقدس، تأمل الصين في أن يتحول هذا الالتزام إلى سياسات وإجراءات بناءة، بحسب تشانغ.
وأردف أن ما يكمن وراء الدائرة المتكررة من التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو التأجيل المتكرر في تنفيذ حل الدولتين، لافتا إلى أن الحقائق أثبتت مرة أخرى أن الإدارة المُجزأة للأزمات تلعب بصعوبة دورًا فعالًا، ناهيك عن إمكانية استبدالها بحل شامل وعادل.
واستطرد أنه يجب على المجتمع الدولي، بإحساس مُلح، تعزيز استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب وقت ممكن، وذلك على أساس حل الدولتين، وحل القضايا المتعلقة بالقدس وكذلك قضايا الوضع النهائي الأخرى، فضلا عن تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل في أقرب وقت ممكن، قائلا أنه يجب على الدول ذات التأثير الكبير تحمل المسؤولية ولعب دور بناء بشكل فعال.
وفي الوقت نفسه، تدعم الصين إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، لتكون عاصمتها القدس الشرقية. كما ستواصل الصين العمل مع المجتمع الدولي لتقديم مساهمات إيجابية في التسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم والأمن المشترك في الشرق الأوسط، وفق ما ذكره تشانغ.
جدير بالذكر أن اجتماع مجلس الأمن المنعقد يوم الخميس كان بناءا على طلب الصين والإمارات.