شاب عربي يذيع صيته على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين
وكالة أنباء شينخوا-
مقالة خاصة:
مع اقتراب عيد الربيع، أو رأس السنة الصينية التقليدية، ينشغل الصينيون بالاستعداد للعام الجديد وشراء السلع وحزم حقائبهم للعودة إلى مساقط رؤوسهم، بينما يقوم أشرف الكامل، وهو شاب سعودي، بتصوير الفيديوهات في القرى بمدينة قوانغتشو بجنوبي الصين، ليعرض كيفية الاحتفال بعيد الربيع في المناطق الريفية الصينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يتحدث أشرف اللغة الصينية بطلاقة، بينما يجرب الحياة الريفية مثل مطاردة البط وأكل اللب وتقطيع السمك إلى جانب طهي الدجاج، حافظ أشرف، ولقبه الصيني “أَفوُ”، على تحديث محتويات حسابه على تطبيق “دوين” بشكل يومي مؤخرا.
قال أشرف إنه يعشق الأرياف الصينية بشكل خاص لأنها ظلت محافظة على الثقافات التقليدية بشكل جيد، مشيرا إلى أن “الصين والمملكة العربية السعودية متشابهتان ثقافيًا، ومناطقهما الريفية متشابهة إلى حد كبير أيضًا، وهذا يذكرني ببلدي”.
منذ أن فتح أشرف حسابه على تطبيق “دوين” للتواصل الاجتماعي في يوليو/ تموز عام 2021، جذبت مقاطع الفيديو الخاصة به أكثر من 600 ألف متابع وحوالي 13 مليون إعجاب في حسابه، فأصبح مشهورا نسبيا على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية.
قال أشرف إنه لم يخطط أن يصبح مشهورًا على الإنترنت عن قصد، بل بدأ تصوير أول مقطع فيديو بتشجيع من زملائه الصينيين، حيث كان يريد التعبير عن تشجيعه لأهل مقاطعة خنان التي تعرضت للأمطار الغزيرة، ولقي هذا المقطع استحسانًا كبيرا من الصينيين وتلقي نحو 60 ألف “إعجاب”.
لقد أسعده هذا النجاح غير المتوقع بشدة، فوقع في حب التصوير تدريجيا آملا في عرض حياته في الصين ومشاركتها مع الجميع. وفي الحقيقة، قبل نجاحه على مواقع التواصل الاجتماعي، حقق أشرف مسبقًا نجاحًا كبيرا في أعماله التجارية في الصين.
التحق أشرف بجامعة جينان في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين عام 2012، حيث تعلم اللغة الصينية إلى جانب دراسته لتخصص التجارة الدولية. وبعد تخرجه في الجامعة، بدأ حياته العملية في قطاع التجارة أولا، وثم ركّز على السوق المحلي المزدهر لملحقات الهواتف المحمولة وأسّس علامته التجارية الخاصة، ثم عهدت شركته إلى المصانع المحلية في قوانغدونغ، وبدأ تصدير ملحقات الهواتف المحمولة عالية الجودة إلى الدول العربية.
لم يتوقع أشرف أنه سيكرّس المزيد من الوقت والحماس لممارسة هوايته على مواقع التواصل الاجتماعي في يوم ما. وذات مرة، صادف أشرف آندي لاو، وهو نجم سينمائي شهير من هونغ كونغ بجنوبي الصين، أثناء زيارته لموقع لتصوير الأفلام في الصين، وبعد ذلك قرر أن يتعلم من الممثل المحترف ويحسن قدرته على التمثيل أمام الكاميرا.
وبفضل التصوير، زار أشرف كثيرا من الأماكن في الصين، وأكثر ما أثار إعجابه كان انضمامه إلى حشد الجماهير لمشاهدة مراسم رفع العلم الوطني الصيني في ميدان تيان آن من بالعاصمة الصينية بكين، وذلك في حوالي الساعة الرابعة صباحاً قبل شروق الشمس.
بعد قضاء أكثر من عشر سنين في الصين، أصبح أشرف يتحدث اللغة الصينية بطلاقة. وقال أشرف: “بعد مكوثي الطويل هنا، أصبحت الصين موطني الثاني.”
ومع قيام الصين بتحسين تدابير الاستجابة لكوفيد-19 مؤخرا، يتطلع أشرف إلى مستقبل تجارته الخارجية بكل إيجابية أيضا، ويستعد لاستقبال أخيه الذي سيأتي في زيارة للصين قريبًا.
وقال: “أقترح على الشباب العرب أن يأتوا إلى الصين لتطوير الأعمال واستكشاف المستقبل، فالصين لن تخذلهم بالتأكيد.”