جوانب من عادات الأقليات العرقية الصينية خلال عيد الربيع
تعد الصين إحدى الحضارات الأربع القديمة في العالم، حيث تتحلى بتاريخ عريق وثقافة رائعة وتقاليد شعبية متنوعة، وهي بلد متعدد الأعراق، ولكل مجموعة عرقية عادات مختلفة عند الاحتفال بعيد الربيع الذي يعتبر أهم الأعياد للشعب الصيني.
وبالنسبة لأبناء قومية تشوانغ الذين يعيشون في جنوبي الصين، يهنئ الناس بعضهم بعضا في اليوم الأول من العام الجديد الصيني، متمنين أن تكون السنة الجديدة مفعمة بالحظ السعيد. وبالإضافة إلى ذلك، يحتفل أبناء قومية تشوانغ بعيد “تشي لي” الذي يُحتفل به في الثلاثين من الشهر الذي يصادف فيه عيد الربيع. ووفقا للأسطورة، فقبل أكثر من 100 عام، عادت قوة مسلحة من فلاحي أبناء قومية تشوانغ منتصرة بعد قتالها ضد غزاة أجانب. وفي ذلك الحين، كان عيد الربيع قد انقضى، ومن أجل الترحيب بهم، احتفل أبناء قومية تشوانغ بالعيد مرة أخرى لهم في الثلاثين من هذا الشهر.
ويشعل أبناء قومية يي النار خلال عيد الربيع، لأن النار في نظرهم ترمز إلى النور والعدالة والازدهار، وهي قوة جبارة يمكنها تدمير كل الشرور، ويمكن للنار أن تجلب الفرح والحب والسعادة للناس.
ويجهز أبناء قومية منغوليا الذين يعيشون في شمالي البلاد الكثير من لحم الضأن اللذيذ ومختلف منتجات الألبان قبل عيد الربيع. وفي ليلة رأس السنة الجديدة، يرتدي الناس أزياء منغولية جميلة، وتجلس الأسرة بأكملها حول المائدة، حيث يتناولون الطعام اللذيذ لاستقبال العام الجديد. وفي صباح اليوم الأول من العام الجديد، يرتدي الرجال والنساء أزياء تقليدية مختلفة ويتوجهون إلى الشوارع لزيارة الأقارب والأصدقاء.
ويسكن أبناء قومية بويي في حدود الصين الجنوبية الغربية. وفي صباح اليوم الأول من العام الجديد، تتدافع فتيات قومية بويي لجلب الماء خارج المنزل، لأن الفتاة التي تجلب الماء أولا إلى المنزل ستكون الفتاة الأكثر حظا في العام الجديد. ويحب أبناء قومية جينغبوه هناك إجراء أنشطة الرماية قبل عيد الربيع، والفتيات هن المنظمات والحكام لهذا النشاط، حيث يعلقن محافظ مطرزة على أعمدة من الخيزران، تتمايل من جانب إلى آخر في أعلى الشجرة، ويطلبن من الشباب الرماية، وتمنح الفتيات النبيذ جائزةً للشاب الفائز. وتحتوي المحافظ عادة على عملة معدنية وبعض حبات الذرة وبعض الخرزات الزخرفية كرمز للسعادة.
ويسكن أبناء قومية قاوشان في مقاطعة تايوان الصينية، ولديهم عادات مختلفة للاحتفال بعيد الربيع. وعشية رأس السنة الجديدة، تجتمع كل عائلة من الصغار والكبار حول مائدة مستديرة مع قدر ساخن لتناول العشاء. وعند الأكل، لا يتم تقطيع الخضار بالسكين، بل يتم غسله وطهيه مع الجذور للتعبير عن أمنياتهم بطول العمر لوالديهم. وإذا خرج أحد أفراد الأسرة، فعلى الآخرين أيضا جعل مقعده خاليا، ووضع ملابس الشخص على المقعد للتعبير عن اشتياق الأسرة إليه.
وقبل أيام قليلة من عيد الربيع، تكون القرى التي يسكنها أبناء قومية هاني مزدهرة، حيث تنشغل النساء بطهي طبق شهي يسمى”بابا”، وهو كعكة مصنوعة من الأرز اللزج والسكر الأبيض. ويكون الأولاد مشغولين بقطع الخيزران والاستعداد لعمل أراجيح. ولأن أبناء قومية هاني بغض النظر عن الجنس والعمر يحبون التأرجح. وخلال عطلة عيد الربيع، يرتدي الجميع ملابسهم المفضلة للتأرجح على الأراجيح، مما يُظهر مشهدا حيويا ومتناغما في كل مكان.
ومن عادة أبناء قومية دوار، الذين يعيشون في شمال الصين، تقديم التهاني بالعام الجديد خلال عيد الربيع، حيث يرتدي الناس أزياء العيد الزاهية ويزورون الأقارب والأصدقاء ويهنئون بعضهم بعضا. ويعد كل منزل طعاما محليا شهيا يسمى”كعكة على البخار”، ويكرم صاحب المنزل الضيوف بهذه الكعكة. وفي اللغة الصينية، يشبه لفظ “كعكة” متجانسة لفظ “مرتفع”، مما يعني أنه في العام الجديد، سيتحسن مستوى المعيشة بشكل أكبر. وخلال العيد، ينظم الناس أيضا أنشطة غناء ورقص ورياضة لمدة نصف شهر.