مبعوث صيني يشدد على ضرورة الالتزام بحل سياسي لقضية شبه الجزيرة الكورية
شدد مبعوث صيني يوم الإثنين على الحاجة للالتزام بالاتجاه الصحيح للتسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية.
وفي هذا السياق، قال داي بينغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن التوتر والمواجهة أصبحا، مرة أخرى، بارزين في شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يشهد الوضع المزيد من التصعيد.
وأكد لمجلس الأمن أن هذا لا يصب في مصلحة أي طرف، مضيفا أنه شيئا لا تود الصين رؤيته.
وأردف “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس والالتزام بالاتجاه الصحيح للتسوية السياسية مع الامتناع عن أي عمل يمكن أن يزيد من حدة التوتر ويتسبب في سوء التقدير”.
واستطرد قائلاً إنه من أجل حل قضية شبه الجزيرة الكورية، هناك حاجة إلى التركيز أولاً على جوهر القضية، والذي يتمثل جوهرها في الأساس في الأمن.
وقبل الانتقال من الهدنة الحالية إلى آلية السلام في شبه الجزيرة الكورية، واجهت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية منذ فترة طويلة ضغوطا وتحديات وتهديدات أمنية هائلة، بحسب داي.
ومنذ بداية هذا العام، كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأنشطة العسكرية المشتركة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، مستهدفة كوريا الديمقراطية. فإن هذه الخطوات ليست سوى خطوات استفزازية لكوريا الديمقراطية تؤدي إلى تفاقم الشعور بانعدام الأمن. لذلك، يتعين على الدول المعنية التفكير بجدية في العلاقة السببية، وفق ما ذكره داي.
وبما أن الولايات المتحدة أعربت مرارا وتكرارا عن استعدادها للانخراط في حوار غير مشروط مع كوريا الديمقراطية، يتعين على واشنطن اتخاذ خطوات ملموسة لبدء الحوار والحفاظ عليه، بحسب داي.
ومن أجل التوصل إلى حل لقضية شبه الجزيرة الكورية، يتعين على مجلس الأمن لعب دور بناء. ونظرا إلى حساسية الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية وتعقيده، فإن الإجراءات والمناقشات التي يجريها المجلس يجب أن تساعد في تهدئة الوضع وتعزيز الثقة المتبادلة، وفق داي.
وأوضح أن قرارات مجلس الأمن بشأن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قرار متكامل، ولا ينص على فرض عقوبات على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية فحسب، بل يدعو بوضوح أيضا لاستئناف المحادثات السداسية وتهدئة التوترات وتعزيز الحلول من خلال الوسائل السياسية والحوار، لافتا إلى السعي الحصري للعقوبات وتكديسها لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود.
وأردف أنه من أجل إخراج قضية شبه الجزيرة الكورية من مأزقها ، يتعين على جميع الأطراف تبني النهج الصحيح لمنع الانتشار النووي وتجنب المعايير المزدوجة.
لقد دفعت الولايات المتحدة والدول المعنية إجراء مناقشات حول القضية النووية لكوريا الديمقراطية، بينما تتهرب من مسؤولياتها من خلال الانخراط الصارخ في التعاون النووي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي يتعارض مع أغراض وأهداف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وسيؤدي إلى انتشار المواد النووية الصالحة لصنع الأسلحة النووية، حتى من خلال محاولة تكرار المشاركة النووية في المنطقة، بحسب داي.
هل مثل هذه الأعمال انتشارا نوويا خارجيا؟ إن مثل هذا النهج الانتقائي لعدم الانتشار لن يتسبب في تأثير خطير وسلبي على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى تفاقم خطر اندلاع صراعات عسكرية في المنطقة، والتي يجب على العالم أن يتوخى الحذر الشديد تجاهها، وفق داي.
وقال داي إن الصين كدولة مجاورة، تأمل بصدق في الاستقرار وليس الفوضى في شبه الجزيرة الكورية، ولا ترغب في وقوع قضية شبه الجزيرة في حلقة مفرغة.
وختم قائلا إن الصين تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس ومراعاة الصورة الأكبر للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، فضلا عن اتباع نهج المسار المزدوج والمبدأ المرحلي والمتزامن، وتسهيل عملية حل قضية شبه الجزيرة الكورية سياسيًا بشكل مشترك، مؤكدا على أن الصين مستعدة للعب دور بناء.