موقف الصين لحل الأزمة الأوكرانية سلمياً يلقى صدى إيجابياً في الصحافة العربية
تقرير إخباري:
“أطلقت بكين مقترحا للسلام في أوكرانيا… ويقوم المقترح الصيني على عدد من النقاط، أهمها احترام سيادة كل الدول، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحماية المنشآت النووية….”، هذا أبرز ما جاء في مقالة نُشرت تحت عنوان “حكمة الصين في مقاربة الحرب الأوكرانية وضعتها في صدارة المشهد الجيوسياسيي”، في شبكة ((الشرق الأوسط)) يوم 25 الشهر الجاري.
وأصدرت الصين يوم الجمعة الماضي وثيقة توضح خلالها موقفها من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، وتقترح فيها حلا للأزمة يعالج كلا من الأعراض والأسباب الجذرية، مؤكدة أن الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للتطبيق إزاء الأزمة الأوكرانية.
واعتبرت المقالة في شبكة ((الشرق الأوسط)) أن خطوة بكين (لحل الأزمة الأوكرانية) وجدت في الواقع صدى كبيرا، مشيرة إلى أن الصين بدأت “تتحول إلى مقصد لرؤساء دول يؤدون أدواراً فاعلة كيفما نظرنا إليها”، مبينة أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو سيزور بكين بدءا من 28 فبراير/ شباط الجاري، كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى رغبته لزيارة الصين.
وذكرت المقالة أن خلاصة مقاربة الصين هنا أن روسيا لا تتحمل وحدها مسؤولية الحرب، بل الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، يتحمل مسؤولية كبيرة لأنه تجاهل باستمرار المخاوف الأمنية الروسية. “والركيزة الثانية للموقف الصيني أنه لا بدّ من صوغ مفهوم أمني مشترك في المنطقة والعالم يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف ولا يهيمن عليه الغرب”.
وقال إن “الموقف الصيني يبدو عقلانيا، وهذا ما يعطيه مصداقية لا يستطيع أحد إنكارها”.
ورأى أنه لا شك في أن الصين درست الأزمة الأوكرانية وتداعياتها من كل الجوانب قبل أن تتقدم بمقترحها للسلام مع مرور السنة الأولى على انطلاق الأزمة الأوكرانية. “وها هي تصبح وجهة لزعماء الدول، لا بحثا عن الاتفاقات التجارية (…)، بل لتبادل الأفكار ونسج التفاهمات المحتملة…”
كما نشرت شبكة ((رأي اليوم)) مقالة في يوم 24 الشهر الجاري، قالت فيها إن الصين أطلقت مبادرة لإنهاء الأزمة الأوكرانية تتضمّن اثنتي عشرة نقطة تشمل رؤيتها للوصول إلى حل دبلوماسي يُحقّق السّلم الدولي، “وتموضع الصين نفسها من خلال هذه الرؤية … للعب دور بناء في تحقيق السلام”.
وأضافت أنه “في نظرة شاملة على البنود 12 التي اشتملت عليها وثيقة الحل، يظهر أن بكين درست مضمونها بدقة لتحقيق شروط الإنصاف والبعد عن الانحياز لطرف ومراعاة مصالح كافة الأطراف”.
وانتقدت المقالة تصرفات الغرب قائلة “إلا أن الإشارات الأولية التي جاءت من الدول الغربية تكشف حجم الصلف والعجرفة والغرور لقادة تلك الدول الذين أبدوا تشكيكا في نوايا بكين”.
وفي هذا الصدد، أشادت التعليقات الواردة على المقالة المنشورة بالمقترح الصيني، لكنها رأت في الوقت نفسه أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لن يسمح بحلول منطقية تهدد هيمنته.
وقال أحد المعلقين إن “الغرب الاستعماري بقيادة أمريكا لن يفرط بهيمنته وسطوته وسيطرته العالمية ببساطة أو سهولة… ولن يسمح للآخرين بتقويض تلك الهيمنة والسيطرة على الساحة الدولية”.
في حين أشار معلق آخر إلى أن “مبادرة الصين (…) أتت لتقول للغرب أن طريق العدالة واحد وليس له وجه آخر، وهو أن يتنازل الغرب عن عجرفته وليوافق على نظام عالمي متعدد الأقطاب يشارك فيه الجميع من أجل تحقيق السلم والعدالة المنشودة”.
وكان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد أوضح أن وثيقة الصين تقدم “مساهمة مهمة”.
ويعتقد مراقبون أن خطة السلام تخدم مصالح طرفي الصراع وتستجيب للشواغل المشتركة للمجتمع الدولي، ما يدل على التزام الصين بالموضوعية والنزاهة وكذلك الدور الذي تلعبه، كونها دولة رئيسية مسؤولة، في أوقات التحديات العالمية الخطيرة.