فهم الاتجاه الأساسي للعلاقات بين الصين وآسيان
صحيفة الشعب الصينية:
لقد كان الهدف الرئيسي من القمة الـ 20 لرابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة مؤخرا هو تسريع عملية التكامل بين دول آسيان، والتحضير لاستكمال إنشاء سوق موحد بالمنطقة في عام2015. لكن، وسائل الإعلام الغربية تعمدت إلى إبراز قضية بحر الصين الجنوبي كـ ” أهم قضايا” القمة. حيث تعمدت هذه الأخيرة ودول منفردة إلى تحديد توجه القمة وتضخيم قضية بحر الصين الجنوبي، وخلقت معارضة بين الصين وآسيان، وأطلقت ضجيجا متعمدا بعنوان:” الصمود أمام الضغوطات الصينية، من أجل قضية بحر الصين الجنوبي”، مما يبين التدخل الخطير الذي يمارسه الغرب اتجاه الجهود التي تبذلها رابطة آسيان لتعزيز ” عملية الاندماج”. كما أن اتخاذ الغرب قضية بحر الصين الجنوبي بهذه الحماسة قبل قمة آسيان يكشف مرة أخرى التدخل الخارجي القوي في الشؤون الإقليمية.
ومع ذلك، يبقى تعميق التعاون من اجل الاستمرار في التنمية هو الاتجاه الأساسي للعلاقات بين الصين وآسيان. وإن خلق الخلافات في العلاقات الصينية وآسيان ليس ما يتمناه الجانبان. حيث أن التنمية هي ابرز سمات التعاون القائم بين آسيان وكل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية أي الدول “10 +3″، وأصبحت المنطقة احد المحركات الرئيسية للاقتصاد في العالم اليوم. وقال سورين بيتسوان الأمين العام لآسيان بوضوح أن المهمة الرئيسية التي تواجه آسيان حاليا هي تحقيق التكامل بين دول آسيان بحلول عام2015. وتحتاج آسيان الآن إلى القيام بتعزيز التنمية والحد من مشكلة التدخل، وتوسيع ثمار التنمية من خلال تعميق التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
يتفق الاتجاه العام للتنمية والمصالح المشتركة للصين وآسيان مع تحقيق السلام في بحر الصين الجنوبي. وقد تم التوقيع على وثيقة “سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي” المعروفة بـ “الإعلان” قبل عقد من الزمن، ولم يحدث من قبل صراع عسكري على نطاق واسع في بحر الصين الجنوبي، ولم يسمع أن احد بلدان هذه المنطقة فقدت حريتها في التنقل في بحر الصين الجنوبي. لكن بعد تحول قضية بحر الصين الجنوبي إلى ” مشكلة”، أخذت بعض البلدان الكبيرة عمدا زمام المبادرة في المنطقة بنية إنشاء خلافات ذات الصلة في العلاقات بين الصين وآسيان، وإن إثارة قضية بحر الصين الجنوبي في قمة آسيان الأخيرة هو مثال نموذجي.
الصين لم تعارض في تطوير صياغة إعلان “سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي” مع دول آسيان. ومنذ توقيع ” الإعلان” عام 2002، أصبح تطوير قانون سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي هو الهدف الرئيسي،وعقدت فرقا من كلا الجانبين مشاورات ذات الصلة.وموقف الجانب الصيني يبقى متفتحا اتجاه صياغة إعلان “سلوك الأطراف المعنية في بحر الصين الجنوبي” في ظروف ملائمة،وعلى استعداد للعمل بنشاط مع دول آسيان لتعزيز عملية تنفيذ الإعلان،وتنفيذ التعاون العملي،لبدء صياغة مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي.
عقدت الصين ودول آسيان اجتماع كبار المسؤولين حول ” الإعلان” في بالي ،اندونيسيا في العام الماضي،و متابعة تنفيذ ” الإعلان” مؤشر على التوصل إلى توافق في الآراء بين الصين وآسيان. كما عقدت الصين عددا من الحلقات الدراسية، وأصدرت بيانا مشتركا مع دول آسيان.والصين تتخذ إجراءات ملموسة وواضحة،وتأمل في متابعة تنفيذ ” الإعلان” من خلال الحوار والتشاور مع دول آسيان وإقامة الثقة المتبادلة لخلق جو ايجابي يساعد على حل قضية بحر الصين الجنوبي.وهذا يتفق مع المصالح المشتركة للدول الآسيوية.
إن السلام والاستقرار والتنمية يعود بالمنفعة على الصين وآسيان وجميع بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادي. وقد حققت الصين وآسيان نتائج مثمرة في التبادل الاقتصادي،وترابط اقتصادي لم يسبق له مثيل.و أظهرت احدث نتائج معهد تنمية الموارد في كومبوديا أنه بدعم من الصين، تحصل السكان المحليين على موائد ملموسة من بعض المشاريع الإنمائية. و إن جو الثقة المتبادلة في التسوية السلمية لقضية بحر الصين الجنوبي تتخذ تدريجيا شكل نشط. بطبيعة الحال،تواجه التنمية المشتركة بين الصين ودول آسيان العديد من المشاكل التي يتعين حلها في اقرب وقت ممكن،على سبيل المثال، زيادة تعزيز العمل المشترك، وزيادة التنسيق الجمركي وتوسيع التكامل الاقتصادي والتجاري.
قمة آسيان ليست المناسبات الملائمة لمناقشة مشكلة بحر الصين الجنوبي، ولا يمكن التعجيل في حل مشكلة بحر الصين الجنوبي.وأول شيء ينبغي فعله، هو بدأ عملية بناء الثقة المتبادلة بين البلدان المعنية.وتعزيز التشاور والتواصل بطريقة بناءة، وخلق منفعة متبادلة وفوز مشترك في بعض المجالات يمكن التعاون فيها،والمساعدة في خلق مناخ جيد يساعد على حل قضية بحر الصين الجنوبي.