خبراء سوريون: دور تاريخي للصين في إنهاء خلاف دام سنوات بين السعودية وإيران
وكالة أنباء شينخوا-
تحليل إخباري:
أكد عدد من الخبراء السياسيين في سوريا أن الصين لعبت دورا تاريخيا في الشرق الأوسط بعد أن نجحت في إنهاء الخلاف المستمر منذ سنوات بين السعودية وإيران، مبينين أن هذا التقارب سينعكس إيجابا على جميع الأزمات الإقليمية الحالية تقريبا.
واتفقت السعودية وإيران يوم الجمعة الماضية على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من الخلاف، وجاء هذا الإعلان بعد أربعة أيام من المحادثات بين مسؤولين من الجانبين في الصين، التي توسطت في اتفاق المصالحة بين البلدين. ورأى الخبراء أن إصلاح العلاقات المقطوعة أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولهذا السبب يُنظر إلى دور الصين في التقريب بين البلدين على أنه “تاريخي”.
وقال الدكتور أسامة دنورة، الخبير السياسي السوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) ” نحن نتحدث عن وجود فعال للصين لأول مرة في تاريخ هذه المنطقة كراعٍ للتفاهم أو فك الاشتباك لصدام إستراتيجي بين دولتين إقليميتين مهمتين”.
وأضاف دنورة، وهو خبير في الشؤون السياسية والدولية، أن الصين تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز الكبير بفضل “علاقاتها المتوازنة” بين البلدين، وهو أمر لم تتمكن القوى الأخرى من تحقيقه، حيث أن سياساتها الخارجية لهذه القوى تستند في المقام الأول إلى الهيمنة ولغة العقوبات بدلا من سياسة الشراكة.
واوضح إنه “على عكس الولايات المتحدة التي ليس لديها علاقات متوازنة بين إيران والسعودية، نجحت الصين في إقامة هذه العلاقات المتوازنة التي لا تقوم على مبدأ الهيمنة بل على مبدأ الشراكة التي مكنتها من لعب الدور”.
وشدد على أن النهج الصيني لا يقوم على فرض الهيمنة، مما يظهر الاختلاف بين النهجين الصيني والأمريكي في التعامل مع الدول الأخرى، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة عادة ما يكون لها نمطان من العلاقات مع دول العالم الثالث، الأول هو الهيمنة، والثاني هو العداء والحصار والعقوبات، وعلى العكس من ذلك، جمعت الصين بين قوتين من خلال سياسة الشراكة.
وقام الخبير السوري بتحليل الوضع، قائلا إن الصين تنتشر بشكل أكثر فاعلية في الفضاء السياسي الدولي أكثر من أي وقت مضى، مضيفا أن الصين يمكن أن تدخل بثقل اقتصادي وإستراتيجي كعامل مؤثر لممارسة جهود إيجابية للتوصل إلى مصالحة بين البلدين.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، اعتبر دنورة أن هذا الاتفاق يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على الأزمة التي استمرت 12 عاما في البلاد، مبينا أن المقدمات تبدو واعدة ويمكن أن تؤدي إلى انفراج محتمل بين سوريا والمملكة العربية السعودية.
بدوره، قال محمد العمري، وهو خبير ومحلل سياسي، إن الصين تدرك أهمية الحوار السعودي الإيراني، الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على إيجاد حلول للأزمات في المنطقة، وخاصة في دول سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وذكر العمري أن “الصين تعتبر أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذا في تسهيل الوساطة وحل النزاعات” ، مشددا على أن استئناف العلاقات بين إيران والسعودية أمر حاسم لتعزيز الأمن والاستقرار وتقليل التوتر الإقليمي.
من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي علي يوسف أن الجهود الصينية توجت بعد سلسلة من المفاوضات بمصالحة بين السعودية وايران، مبينا أن هذه المصالحة تحمل العديد من الرسائل العالمية والإقليمية.
وقال الكاتب السوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “من أهم هذه الرسائل أن الولايات المتحدة ستتنحى عاجلا أم آجلا عن القطبية العالمية، وفي مكان آخر هي رسالة أن الصين قادمة بقوة لحجز مكانها في الترتيب العالمي”.
وبيّن يوسف أن اتفاق المصالحة جاء في وقت تسعى فيه الصين إلى تعزيز التعاون الدولي والابتعاد عن الحروب العبثية التي تقودها واشنطن في عدة أماكن في العالم.