مقالة خاصة: نجاح منتدى “بوآو” يحفز التنمية عالية الجودة للسياحة الريفية
في قرية بايقانغ، يحمل كل شيء دليلا على الثقافة القديمة لصيد الأسماك، مثل المنازل القديمة المبنية بالطوب وموانئ العبارات التاريخية وقوارب الصيد الرثة.
تقع قرية بايقانغ غير ذائعة الصيت في بلدة تانمن في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين، ويمتد تاريخها إلى ما يصل إلى ألف عام.
وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات، تتمايل أوراق أشجار النخيل على خلفية المحيط الأزرق في بلدة بوآو، وتنتشر الفنادق الفاخرة في الأفق، وتسير السيارات في الشوارع التي تصطف على جانبيها الأشجار. وفي هذا المكان اللطيف، سيعقد منتدى بوآو الآسيوي اجتماعه السنوي في الفترة من 28 إلى 31 مارس الجاري.
وفي السنوات الأخيرة، وبفضل منتدى بوآو الآسيوي، بدأت العديد من القرى في بلدة بوآو والقريبة منها في تطوير السياحة الريفية، مع ظهور فنادق الإقامة المنزلية والحانات والمقاهي لتلبية الطلب المتزايد للسياحة. وكانت قرية بايقانغ من بين القرى التي استفادت من هذا الازدهار.
وفي هذا السياق؛ قال وو شو شيان، صاحب فندق للإقامة المنزلية: “منزلي يعمل بكامل طاقته هذه الأيام. في الواقع، ظل عملنا جيدا جدا منذ عطلة عيد الربيع المنصرم”.
وأضاف وو أن الأعمال تصبح “في أوجها” في الفترة المحيطة بالاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي.
وقال وو: “نحن لا نقدم خدمات الإقامة فحسب، بل نقدم الطعام المحلي أيضا. ويساعد والدي في الطهي، وهو طباخ رائع. يمكنه طهي الطعام الحار وغير الحار”.
وفي عام 2017، بدأت السلطات المحلية في مدينة تشيونغهاي، التي تشرف على بوآو و بايقانغ، في المساعدة في تطوير السياحة الريفية في القرية بناء على ثقافتها لصيد الأسماك وتاريخها، لتجمع بين أنشطة مثل صيد الأسماك وتذوق الطعام والجولات القروية للزوار.
وتتمتع العناصر التاريخية القديمة، مثل المنازل المبنية بالطوب، والبئر القديمة ومجموعة متنوعة من القطع الأثرية، بدرجة جيدة من الحفظ، وتتداخل مع العناصر الحديثة مثل مقهى وحانة كاريوكي.
واجتذبت أعمال السياحة المزدهرة العديد من رجال الأعمال المحتملين.
واستأجر شيويه تسوي يوان، من سكان بكين، منزلا في قرية بايقانغ، ويستعد هو وشريك تجاري لإنشاء استوديو بحثي يركز على النباتات العطرية.
وبدوره؛ قال شيويه: “هنا (المكان) قريب من البحر والميناء وبوآو، وثمة ثقافة صيد وتاريخ عريقان. أعتقد أنه مثالي”.
ومن جانبها؛ قالت ليو لي، 25 عاما، من مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين، والتي تدير فندق إقامة منزلية في قرية بايقانغ: “عقد منتدى بوآو الآسيوي اجتماعاته بالقرب من هنا لسنوات عديدة، حيث البنية التحتية رائعة، وأرى إمكانات هائلة”.
ويمكن العثور على حالة مماثلة في قرية ليوكه الخاضعة لإدارة لجنة قرية موتسيون في بلدة بوآو.
ويعود تاريخ قرية ليوكه إلى زمن بعيد. وفي الماضي، كان السكان المحليون عندما يحتاجون إلى الخروج من قراهم أو خارج المقاطعة، كان عليهم الانتقال إلى هنا، قرية ليوكه. وتدريجيا، أصبحت القرية محطة توقف للسياح، ومن هنا جاء اسمها “ليوكه” (إقامة الضيوف).
وفي السنوات الأخيرة، واستجابة لحملة النهوض الريفي في الصين، بذلت السلطات المعنية جهودا لجذب السياح إلى القرية من خلال برامج لزيارة المعالم السياحية والمشاريع الترفيهية.
وعلى سبيل المثال، يمكن للقرويين والسياح الاستمتاع بجمال نهر وانتشوان على امتداد “حزام للمناظر الطبيعية” بطول 1.2 كيلومتر. ولجذب الشباب، طورت سلطات القرية مشاريع مثل التخييم على ضفاف النهر والتجديف بقوارب الكاياك.
واستثمر رائد الأعمال تشوان كه بين في قطاع السياحة المحلي.
بدوره؛ قال تشوان: “لدينا ثقافة غنية هنا، وهي بالتأكيد جذابة للزوار. ويمكن أن يؤدي تطوير السياحة هنا إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، خاصة للشباب، الذين يذهبون عادة إلى المدن الكبيرة للعثور على عمل”.
وأعرب وو شوي شيان، صاحب فندق الإقامة المنزلية في قرية بايقانغ، عن ثقته بمستقبل السياحة الريفية بالقرب من بلدة بوآو.
وقال وو: “آمل أن يأتي المزيد من الناس للاستمتاع بثقافة قريتنا ومناظرها الطبيعية”.