الصين وهندوراس تقيمان علاقات دبلوماسية
قعت الصين وهندوراس بيانا مشتركا في بكين الأحد حول إقامة العلاقات الدبلوماسية.
وتم توقيع البيان من قبل عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، ووزير الخارجية الهندوراسي إدواردو رينا بعد إجراء محادثات بينهما.
ووفقا للبيان، قررت جمهورية الصين الشعبية وجمهورية هندوراس، تماشيا مع مصالح ورغبات الشعبين، الاعتراف ببعضهما البعض وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء، اعتبارا من تاريخ التوقيع على هذا البيان.
وقال البيان إن الحكومتين تتفقان على تطوير العلاقات الودية بين البلدين على أساس مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، والمساواة، والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.
وأضاف البيان أن حكومة جمهورية هندوراس تعترف بوجود صين واحدة فقط في العالم، وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين.
وقال البيان إنه يجب على حكومة جمهورية هندوراس أن تقطع “العلاقات الدبلوماسية” مع تايوان اعتبارا من هذا اليوم، وتتعهد بعدم تطوير أي علاقات رسمية أو تبادلات رسمية مع تايوان. وتقدر حكومة جمهورية الصين الشعبية هذا الموقف لحكومة جمهورية هندوراس.
وخلال محادثاته مع رينا، أشار تشين إلى أن مبدأ صين واحدة هو توافق سائد في المجتمع الدولي وعرف أساسي معترف به على نطاق واسع في العلاقات الدولية.
وقال تشين “لقد اتخذت هندوراس قرارا مهما بالاعتراف بمبدأ صين واحدة والانضمام إلى التيار الرئيسي للعالم، والذي يتوافق تماما مع المصالح الأساسية وطويلة الأجل لهندوراس وشعبها، وهو أيضا خيار للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب الغالبية العظمى من الدول”.
وأضاف أن الصين تقدر بشدة موقف هندوراس الواضح وتصميمها الراسخ على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وقال تشين إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وهندوراس أمر نزيه وعادل، وهو اتجاه تاريخي لا يمكن لأي شخص أو قوة إيقافه.
ودعا تشين الجانبين إلى تعزيز التضافر والتنسيق بينهما، وتسريع المشاورات بشأن الاتفاقيات الثنائية المهمة وآليات التعاون. كما رحب بهندوراس في دعمها وانضمامها إلى مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية.
وقال إن الصين ستدعم بالكامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هندوراس وتحسين مستوى معيشة شعبها، مضيفا أن الصين مستعدة لتوسيع واردات منتجات هندوراس المميزة، وتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في هندوراس، والمشاركة في بناء مشروعات البنية التحتية واسعة النطاق في هندوراس، وإعطاء الأولوية لتنفيذ مشروعات تعود بالفائدة على مستوى معيشة شعبها.
وأشار تشين إلى أن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وهندوراس لن تعود بالنفع على الشعبين فحسب، بل سيكون لها أيضا تأثير مهم على تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول النامية وتعزيز ديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية.
ومن جانبه، قال رينا إن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين هندوراس والصين فتحت حقبة جديدة من العلاقات الثنائية واتخذت خطوة تاريخية ستعود بالنفع على الشعبين بشكل كبير.
وأوضح أن هندوراس تتعهد بالالتزام بمبدأ صين واحدة، ومستعدة للعمل مع الصين لزيادة تعزيز العلاقات الثنائية، ودفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات بأقصى سرعة، وتقوية الاتصال والتنسيق في المجالات متعددة الأطراف من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.
وعند حضور مؤتمر صحفي مشترك مع رينا بعد محادثاتهما، قال تشين إن هندوراس اختارت الوقوف مع 181 دولة في العالم واتخذت قرارا سياسيا بالاعتراف والتعهد بالالتزام بمبدأ صين واحدة وإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين دون أي شروط مسبقة، وهو الأمر الذي يتوافق تماما مع المصالح الأساسية وطويلة الأجل لهندوراس وشعبها.
وأضاف تشين أن “هذا يثبت مجددا تماما أن التمسك بمبدأ صين واحدة هو الخيار الصحيح بما يتماشى مع المصالح العامة للعالم واتجاه العصر”.
وقال: “نريد أن نوضح لسلطات تايوان أن الأنشطة الانفصالية لما يسمى ‘استقلال تايوان’ تتعارض مع إرادة ومصالح الأمة الصينية، وتتعارض مع الاتجاه التاريخي، ولن تؤدي إلا إلى طريق مسدود”.
وأكد رينا استعداد هندوراس لتعزيز التعاون مع الصين في مجالات التمويل والتجارة والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والسياحة، والحفاظ على اتصال وتنسيق بشكل أوثق في ظل أطر متعددة الأطراف.
كما أدلى متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بتصريحات اليوم بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وهندوراس.
وفي إشارة إلى أن هندوراس بلد مهم في أمريكا الوسطى، قال المتحدث: “هذا هو الخيار الصحيح الذي يتماشى مع الاتجاه السائد ويدعمه الشعب. والصين تقدر ذلك بشدة”.
وقال إن الصين باتباع المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون الودي مع هندوراس في مختلف المجالات لصالح البلدين والشعبين.