شي وماكرون يعقدان إجتماعاً غير رسمي في الصين
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا غير رسمي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم (الجمعة) في مدينة قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.
ورحب شي ترحيبا حارا بزيارة ماكرون إلى قوانغتشو، معربا عن سعادته البالغة بلقائه مرة أخرى. تجول الزعيمان في حديقة الصنوبر بالقرب من جبل باييون، وتحدثا في غير كُلفة وتوقفا في بعض الأحيان للاستمتاع بالمناظر الفريدة لتلك الحديقة الواقعة في جنوبي الصين. تناول الزعيمان الشاي بالقرب من الماء وهما يستمتعان بالمنظر ويناقشان الماضي والحاضر. استمع شي وماكرون إلى لحن قوتشين “الجبل العالي والمياه المتدفقة” في قاعة باييون. ثم دعا شي الرئيس ماكرون لتناول العشاء.
قال شي إنه كي يفهم المرء الصين اليوم، يجب عليه أن يبدأ بفهم تاريخها. وأضاف أن قوانغتشو هي مهد الثورة الديمقراطية في الصين وطليعة الإصلاح والانفتاح في البلاد، موضحا أن قوانغتشو تعمل الآن بنشاط على تعزيز تنمية منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى، وتواصل لعب دورها كقاطرة للتنمية عالية الجودة.
خلال إطلاع ماكرون على الميزات الرئيسية والعناصر الأساسية للتحديث الصيني النمط، أشار شي إلى أن الصين تعمل على دفع عجلة التحديث الصيني النمط بطريقة شاملة. وقال إن التحديث الصيني النمط نظرية وممارسة للتحديث الاشتراكي بخصائص صينية، تبلورت تدريجيا من خلال مواصلة الإصلاح والانفتاح والتنمية المبتكرة، لافتا إلى أن التحديث الصيني النمط يتوافق مع القوانين العامة للتحديث وله خصائص فريدة في الوقت نفسه.
وقال شي في حديثه إلى ماكرون “لدينا ثقة كاملة في التنمية المستقبلية للصين. ونرحب بفرنسا لمواصلة المشاركة بنشاط في معرض الاستيراد والتصدير الصيني، ومعرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، من أجل توسيع السوق الصينية”.
وقال ماكرون إن الصداقة الحقيقية تعني التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل. وأضاف أن فرنسا تقدر دعم الصين المستمر لها ولأوروبا لتكونا مستقلتين وموحدتين، ومستعدة للعمل مع الصين لتبادل احترام المصالح الأساسية لكل منهما مثل سيادة البلدين ووحدة وسلامة أراضيهما، وفتح أسواقهما أمام بعضهما البعض، وتعزيز التعاون التكنولوجي والصناعي، وكذا التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، لمساعدة بعضهما البعض على تحقيق التنمية والازدهار.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أشار شي إلى أن أسبابها معقدة وأن امتداد فترة الأزمة لا يخدم مصالح أحد. وقال إن وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية، وإن التسوية السياسية هي الحل الصحيح الوحيد.
وقال إن الصين لن تتعامل مع قضية أوكرانيا من منطلق المصالح الأنانية، لكنها دائمًا ما تدافع عن النزاهة والعدالة. وذكر أنه يتعين على جميع الأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها وبذل جهود مشتركة لتهيئة الظروف لتسوية سياسية.
وأضاف شي أن الصين ترحب بتقديم فرنسا اقتراحا ملموسا لحل سياسي للأزمة، ومستعدة لدعمه ولعب دور بناء.
وقال ماكرون إن فرنسا على اقتناع أيضًا بأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية يجب أن تأخذ في الاعتبار الشواغل المشروعة لجميع الأطراف، مؤكدا أن فرنسا تولي أهمية كبيرة لتأثير الصين الدولي، ومستعدة للعمل بشكل وثيق مع الصين لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية مبكرة للأزمة.
وقال شي إن التبادلات العميقة ورفيعة المستوى التي أجراها مع ماكرون في بكين وقوانغتشو على مدى يومين عززت التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة، وحددت مسار التعاون المستقبلي بين الجانبين على المستويين الثنائي والدولي.
وذكر شي أنه سعيد بتماثُل أو تشابه وجهات النظر بينه وماكرون بشأن العلاقات بين الصين وفرنسا، والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، والعديد من القضايا الدولية والإقليمية، ما يدل على المستوى الرفيع والطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الصينية-الفرنسية. وقال إنه يود الحفاظ على اتصال استراتيجي وثيق مع ماكرون والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا إلى آفاق جديدة.
شكر ماكرون الرئيس شي على حسن ضيافته وترتيباته الدقيقة، وقال إنه بالإضافة إلى التبادلات الودية المتعمقة بين الزعيمين التي جرت خلال الزيارة، فقد أكسبته الزيارة إدراكا وتقديرا كاملين لتاريخ الصين الطويل وثقافتها الرائعة، وفهما أفضل لمفاهيم الحوكمة الصينية الحديثة.
وأوضح ماكرون أن الزيارة كانت ناجحة ومرضية، ما سيعزز العلاقات الثنائية نحو تنمية أكبر. وأعرب عن استعداده للحفاظ على اتصال استراتيجي وثيق مع شي، ورحب بزيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا العام المقبل.