خبير: الحرب التجارية لعبة محصلتها سلبية
قال الخبير البريطاني الشهير في الاقتصاد العالمي مارتن وولف إن الحروب التجارية هي ألعاب محصلتها سلبية وإن العالم الغربي بحاجة إلى العمل بشكل أوثق مع الصين.
صرح وولف، كبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة ((فاينانشال تايمز)) ومقرها لندن ومؤلف الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان “أزمة الرأسمالية الديمقراطية”، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة حصرية أُجريت معه مؤخرا، بأن “الحروب التجارية بشكل عام (هي) حروب محصلتها سلبية بالنسبة للدول، ما لم تتمكن من تحسين معدل تبادلاتها التجارية من خلال فرض الحواجز”.
وحذر من أن تسييس التجارة يؤدي عادة إلى نتائج مهدرة لأن القرارات المتعلقة بما ينبغي إنتاجه يتخذها الساسة وليس الأسواق التنافسية.
كما علق الخبير، الذي وُصف كتابه الأخير بأنه صيحة تنبيه لعالم الاقتصاد، على ما إذا كان عالم من الاكتفاء الذاتي هدفا أحمق.
وقال إن “الخطر يكمن في ضياع فرص كبيرة لشراء مجموعة أوسع من السلع والخدمات الأرخص والأعلى جودة”، مضيفا “إن المعروض العالمي في الأسواق العالمية سيولد دائما منافسة واستخداما أكبر لوفورات الحجم والنطاق مقارنة بالمعروض الوطني”.
وأشار إلى أن “تكاليف الاكتفاء الذاتي أكبر بالنسبة للدول الأصغر، ولكن حتى الدول الأكبر ستعاني من تكاليف كبيرة”.
ودعا بريطانيا والعالم الغربي إلى العمل بشكل أوثق مع الصين، معربا عن اعتقاده بأنه من المعقول تماما أن تواصل الصين النمو بشكل أسرع من بقية العالم، وأن تنهض لتصبح أكبر اقتصاد في العالم.
وقال إنه يتعين على الدول الغربية “إيجاد طريقة للتعاون السلمي مع الأنظمة المختلفة عنا. وأهم هذه الأنظمة حتى الآن هو النظام الصيني. وهذا يعني أننا بحاجة إلى التعاون في التجارة والاقتصاد، وعلينا التعاون في مجال البيئة، وعلينا أن نتعاون من أجل الحفاظ على السلام، الذي بدونه لن يكون هناك مستقبل للبشرية”.
وذكر أن “أكثر ما يشغلني هو أننا، بصرف النظر عن ضعف الرأسمالية الديمقراطية، لن نتمكن من مواصلة التعاون الضروري للحفاظ على سلام الكوكب وازدهاره…وهذا يتوقف على أن يتوصل الجانبان، الغرب والصين، إلى طريقة للتعايش تنجح في عالم مختلف تماما، عالم كنا نملكه، وتوقعناه قبل 15 عاما”.
وفي حديثه عما يسميه أزمة الرأسمالية الديمقراطية والنمو الهائل في أجزاء أخرى من العالم النامي، قال “إنه جزء مهم للغاية من تحول الاقتصاد العالمي بعيدا عن البلدان المتقدمة القديمة على مدى السنوات الـ20 الماضية. لقد بدأ في أوائل التسعينيات، لكنه أصبح حقيقة اقتصادية وسياسية وبيئية ضخمة، حقيقة واقعة”.
وذكر وولف أنه “لم يكن الأمر حتميا فحسب، بل كان مرغوبا فيه. لا يمكنك أن تتخيل أن عالما عادلا سيشهد مثل هذه التفاوتات الهائلة إلى الأبد”، مضيفا أنه مع ذلك “يخلق بعض المشكلات الكبيرة جدا جدا والمهددة للعالم، بما في ذلك خطر الحرب”.
بالنظر إلى الأمام في العقود المقبلة، قال وولف لـ((شينخوا)) “من الصعب جدا التنبؤ بالمستقبل. لا أعتقد أنه ستكون هناك صين أخرى. من الواضح أن الهند
في صعود، ولكن نهوضها أبطأ بكثير وإمكاناتها، باعتقادي، محدودة إلى حد ما”.
كما ألمح إلى أن “الغرب لن ينمو بشكل أسرع مما كان عليه”.