مقالة خاصة: عودة السياح الصينيين تساهم في ازدهار قطاع السياحة في مصر
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
أمام أهرامات الجيزة الشهيرة في مصر، وقفت مجموعة من السياح الصينيين برفقة أحد المرشدين السياحيين المصريين لتستمتع بهذا الأثر التاريخي قبل سفرها في رحلة إلى محافظة أسوان بصعيد مصر لزيارة معبد أبو سمبل.
وقال المرشد السياحي عباس سيد (38 عاما) إن تزايد أعداد السياح الصينيين في مصر منذ بداية العام أثر بشكل إيجابي على عمله وعمل نظرائه من المرشدين وشركات السياحة التي تعمل مع السياح الصينيين، وكذلك على قطاع السياحة المصري بشكل عام.
وأضاف سيد أن “عودة السياحة الصينية إلى مصر قوية جدا، وهي لا تحدث فرقا فقط بالنسبة للمرشدين السياحيين المصريين الناطقين بالصينية، ولكن أيضا لكل الذين يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في مجال السياحة في مصر”، معربا عن سعادته بالتدفق المتزايد للسياح الصينيين إلى بلاده.
وأشار إلى أن الوجهات المفضلة للسياح الصينيين في مصر هي القاهرة، حيث يزورون الأهرامات والمتاحف، بالإضافة إلى محافظتي الأقصر وأسوان حيث يرون المعابد الضخمة، ومدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر.
وأكد المرشد السياحي المصري أن “الصينيين كونهم ينتمون إلى حضارة قديمة أيضا، فإنهم ينظرون إلى المواقع الأثرية المصرية باحترام وتبجيل”، واصفا الصينيين بأنهم “شعب مسالم ومجتهد ويسعى إلى مستقبل مشرق”.
وفي تلك الأثناء، كانت مجموعات من السياح الصينيين من مختلف الأعمار تلتقط صورا تذكارية بمحيط أهرامات الجيزة، مستمتعين بزيارتهم للموقع التاريخي الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.
وقال تشن يي شين، وهو سائح من مدينة قوانغتشو جنوبي الصين، إنه وصل إلى مصر صباح الإثنين الماضي وسيقضي في البلاد تسعة أيام وثمان ليال، وانه يشعر بالشغف تجاه هذه الزيارة إلى مصر.
وأضاف السائح الصيني، “لقد شاهدت الكثير من الأفلام الوثائقية عن مصر وأنا مهتم حقا بالتعرف على الحضارة المصرية وزيارة المواقع الأثرية بالبلاد”، مشيرا إلى أن الطائرة التي استقلها إلى مصر كانت “مليئة بالسياح الصينيين”.
وتعد السياحة واحدة من الصناعات الأساسية في مصر، وتمثل نحو 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في البلد العربي الأكثر سكانا.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن عدد السياح في مصر انخفض من أكثر من 13 مليون في عام 2019 إلى حوالي 3.7 مليون في عام 2020 بسبب وباء فيروس كورونا الجديد كوفيد-19، ثم تعافت السياحة في مصر تدريجيا لتجذب نحو 8 ملايين سائح في عام 2021، واستمرت في الانتعاش طوال عام 2022 لتقترب من مستويات ما قبل كورونا.
وقال أحمد فوزي المالك والرئيس التنفيذي لإحدى شركات السياحة بالقاهرة إنه “منذ عودة السياحة الصينية في يناير الماضي بعد اختيار الصين مصر لتكون من أولى الوجهات السياحية للسائح الصيني، فإن شركات السياحة المصرية التي تستقبل السياح الصينيين تعمل بشكل جيدا جدا”.
ويعتبر المسؤولون المصريون الصين من أهم الدول المصدرة للسياحة، وأن عودة السياح الصينيين من شأنها أن تساهم في تعزيز قطاع السياحة في مصر.
ومع توقع تدفق المزيد من السياح الصينيين لزيارة المواقع الأثرية والسياحية في مصر مرة أخرى، فإن الحكومة المصرية وشركات السياحة في البلاد تستعد لاستقبالهم.
وقال محمد أحمد سلامة رئيس قطاع المكاتب السياحية بالهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، التابعة لوزارة السياحة والآثار، إنه “بمجرد أن علمنا باقتراب إعادة فتح سفر السياح الصينيين إلى مصر، بدأنا استعداداتنا ومواصلة عملنا الترويجي بمختلف أوجهه لجذب المزيد من السياح الصينيين”.
وأضاف أن”العلاقات السياحية والثقافية بين مصر والصين لطالما كانت محل اهتمام من الدولتين”، مشيرا إلى “عمق وعراقة” العلاقات المصرية – الصينية والجهود المشتركة بين الجانبين لزيادة عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر.
وأكد سلامة لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مصر تعمل جاهدة على زيادة حصتها من سوق السياحة الصينية عاما بعد عام، من خلال الحملات الترويجية والتسهيلات التي تستهدف السياح الصينيين، وقال “إننا نأمل أن تكون مصر على رأس المقاصد التي يزورها السائح الصيني”.