شركات صينية تتنافس على صناعة الاتصالات الافريقية
صحيفة الشعب الصينية:
حصلت صناعة الاتصالات الافريقية على أكثر من 21 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات في الفترة ما بين عامي 2007 و2009، وسوف تحصل على أكثر من 70 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات بحلول عام 2012. لذلك، تتنافس شركات الاتصلات الدولية العملاقة على صناعة الاتصالات الإفريقية ذات الأرباح الوافرة. دخلت شركات الاتصالات الصينية السوق الافريقية في تسعينات القرن الماضي، بعد عشرات السنوات من التنمية، حطمت الشركات الصينية بما فيها هواوي وتشونغشينغ تنظيم صناعة الاتصالات في افريقيا تماما مما قد أصبحت قوة لا يمكن تجاهلها.
تتميز منتجات الشركات الصينية بالنوعية الممتازة والأسعار الرخيصة
كانت منتجات الصادرات الصينية مرادفا للنوعية الممتازة والأسعار الرخيصة. واحتلال الشركات الصينية الحصة الكبيرة من سوق صناعة الاتصالات الافريقية يعتمد على الأسعار ذات القوة التنافسية والخدمات العالية المستوى.
على سبيل المثال، إن الهاتف المحمول الذكي “سان فرانسيسكو” بشركة تشونغشينغ يماثل نوع من الهواتف المحمولة لشركة كوريا الجنوبية في قطع الغيار، ولكن سعره أرخص بـ 50% تقريبا مقارنة مع الأخير. والهاتف المحمول الذكي Ideos لشركة هواوي يباع بمائة دولار أمريكي في نيجيريا فقط. وقالت شركات كوريا الجنوبية لصناعة الهواتف المحمولة باعجاب إن الهواتف المحمولة الصينية كأنها بدون كلفة. وقال السفير المغربي لدى الصين جعفر حكيم لعلج إن السبب الرئيسي لنجاح شركات الاتصالات الصينية يرجع إلى الأسعار، كما روح عمل الشركات الصينية هو أحد الأسباب أيضا. والجدير بالذكر إن الشركات الصينية ترغب في المشاركة في المصالح دائما، مما يمكن تحقيق المكاسب المتبادلة.
يرى ليو يو فا، نائب مدير معهد البحوث الصيني للقضايا الدولية أن الشركات الصينية تتمتع بالتفوق التقني النسبي، وهذه التقنيات الرخيصة والممتازة تلائم القدرة الاستهلاكية لدول وشعوب افريقيا، لهذا السبب قد أنشأت قاعدة السوق في افريقيا لتوسيع أعمالها، ومن جهة أخرى، اهتمت شركات الاتصالات الصينية بتنمية السوق وصيانتها.بالإضافة إلى ذلك، ظلت شركات الاتصالات الصينية تعمل في مجال المسؤوليات الاجتماعية بشكل جيد.
جمع الأموال والصداقة يدفع أعمال الشركات الصينية في افريقيا
مع تباطؤ نمو الاقتصاد الغربي والقيود النقدية لشركات الاتصالات الغربية، أسهمت في زيادة حجم أرباح شركات الاتصالات الصينية في أعمالها الافريقية اسهاما كبيرا، بحيث ذكرت مجلة //التمويل الدولي// أنه حتى نهاية يناير عام 2010، قدمت بنك الصين للتنمية القروض الالتزامية بقمية 17.4 مليار دولار أمريكي و14 مليار دولار أمريكي لهواوي وتشونغشينغ. إن حكومة الصين تتبع الأعراف الدولية لتقديم القروض السياسية لشركاتها ذات القوة الفعلية لتوسيع الأعمال الأفريقية.
وقالت شينغ هو يوان، مديرة مركز بحوث الاستثمار الخارجي لمعهد بحوث التعاون التجاري والاقتصادي الدولي التابع لوزارة التجارة الصينية، إن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أبدا مهما كانت قيمة المساعدات الخارجية أو التجارة الخارجية. إن نشاط الشركات نشاط تجاري يمارس حسب مبدأ المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة وعدم التمييز، وهذه هي المزايا السياسية لشركات الصينية.بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم الصين وأفريقيا للمرحلة المشتركة من التنمية. إن الصين أكبر دولة نامية في العام بالمقابل أن افريقيا المنطقة الأكثر تركيزا في الدول النامية في العالم،لذلك، تمر الصين وافريقيا بمراحل التنمية المشتركة، ولديهما مشاكل مشتركة كثيرة،ومن السهل أن تقبل دول افريقيا مفهوم التنمية الاقتصادية للصين.
المنافسات والتحديات معقدة ومتعددة
مع النمو السريع للأعمال الافريقية، تكون المنافسة والتحديات التي تواجهها الشركات الصينية معقدة ومتعددة، بحيث لا تواجه تفوقات تنافسية تقليدية مع شركات الاتصالات المتقدمة فحسب، بل تواجه ضغوطا تنافسية مع شركات محلية افريقية. وقالت مديرة شينغ إن شركات الاتصالات الافريقية تنمو بصورة سريعة وعملية التصنيع سريعة أيضا.
يعتبرعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي تحديا تواجهه الشركات الصينية أيضا. وقالت شينغ إن عدد الدول الافريقية كثير وظروفها السياسية معقدة، بحيث كانت كثير من الدول مستعمرات لفرنسا وبريطانيا. لذلك، تواجه الشركات الصينية الأوضاع غير المستقرة و صعوبات أخرى. حيث أن بعض الدول تعتمد رئيسيا على تنمية الموارد وتصديرها في مجال الاقتصاد، واذا كانت الأسعار الدولية تتقلب، الأمر الذي سيؤثر على اقتصاد الدولة. كما أن عدم استقرار الوضع الاقتصادي الكلي سوف يسبب عدم استقرار الطلب من صناعة الاتصالات.
وقالت المديرة شينغ إن معايير المعلومات تكون تحديا للشركات الصينية أيضا، بحيث كانت كثير من الدول الافريقية مستعمرات لأوروبا وتنفذ معايير الدول المتسلطة في القطاع الصناعي، كما نفس الحال في قطاع الاتصالات. فهذه المعايير تشكل تحديا للشركات الصينية أيضا.