مقالة خاصة: برنامج الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد يعزز تعاون الفوز المشترك على طول مبادرة “الحزام والطريق”
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
انجذب الزوار في معرض الاستثمار والتجارة الدولي في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين إلى سلسلة من مركبات الطاقة الجديدة المبتكرة التي عرضتها مجموعة “SERES”، وهي شركة لصناعة السيارات مقرها في تشونغتشينغ، والتي من المقرر أن تصل إلى السوق العالمية من خلال برنامج الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد.
ويعد الممر التجاري الجديد قناة لوجستية تجارية تم بناؤها بشكل مشترك من قبل مناطق على مستوى المقاطعة في غربي الصين ودول من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). كما أنه أحد المشاريع الرئيسية لمبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين.
في هذا السياق؛ قال تشانغ شينغ يان، المدير العام لقسم الأعمال الخارجية في مجموعة “SERES”: “مقارنة بالطريق القديم عبر النهر والبحر، يمكن للممر التجاري الجديد أن يوفر لنا ما يتراوح بين 10 أيام إلى 20 يوما، لقد لعب الممر دورا حاسما لشركتنا في توسيع وجودها في الأسواق الخارجية”.
وعلى سبيل المثال، من خلال الممر التجاري البري والبحري، يمكن لمنتجات مجموعة “SERES” الوصول إلى إندونيسيا في حوالي 18 يوما فقط، بينما كان الأمر يستغرق حوالي شهر.
واعتباراً من عام 2022، صدّرت الشركة مركبات كاملة وقطع غيار سيارات بقيمة حوالي ملياري يوان (حوالي 284.39 مليون دولار أمريكي) إلى إندونيسيا، وبيرو، والإكوادور ودول أخرى عبر الممر التجاري الجديد.
ونظراً لأن الممر التجاري يوفر قناة أسرع وأكثر كفاءة مع خفض تكاليف النقل والتشغيل، فقد عززت مجموعة “SERES” استثماراتها الخارجية. وحتى الآن؛ استثمرت 150 مليون دولار أمريكي في إنشاء قاعدة لتصنيع السيارات في إندونيسيا.
ويعكس النمو السريع للشركة الفرص الهائلة التي يوفرها الممر التجاري الجديد.
وبفضل هذا الممر التجاري، أُتيحت الفرص أمام المزيد من المنتجات من المقاطعات والمناطق الداخلية في الصين على طول الممر، مثل النبيذ الأحمر من منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غربي الصين، ومعكرونة “لوسيفن” للحلزون ذي الرائحة من منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين، والمكسرات من منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، أُتيحت لها الفرص للانفتاح واستكشاف سوق أوسع في جميع أنحاء العالم.
من جانبه؛ قال ليو وي، مدير مركز اللوجستيات وتنسيق العمليات لبرنامج الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد: “لقد شهدنا مشاركة متزايدة من المقاطعات والمناطق الصينية، وكذلك الدول والمناطق على طول الممر، ما يعرض المبدأ الأساسي لتحقيق النمو المشترك من خلال التشاور والتعاون”.
قبل أربع سنوات، كان الممر التجاري الجديد مرتبطاً مع 166 ميناء في 71 دولة، لكنه توسع الآن ليشمل أكثر من 390 ميناء في 119 دولة.
يمكن للأثاث اللاوسي المصنوع من الخشب الأحمر، والدوريان الفلبيني، وقهوة القط الإندونيسية (قهوة كوبي لواك) الوصول إلى بلدية تشونغتشينغ الصينية عبر الممر التجاري في غضون أيام قليلة.
وأشاد وو يانغ، الذي انخرط منذ فترة طويلة في أعمال النقل بين الصين ولاوس، بالممر التجاري الجديد الذي أسهم في تقصير وقت النقل بشكل كبير، قائلاً: “كان الأمر في السابق يستغرق أكثر من 20 يوما لنقل البضائع من لاوس إلى المناطق النائية الغربية للصين في بلدية تشونغتشينغ ومقاطعة سيتشوان. وبفضل الممر التجاري الجديد، تم تقصير وقت النقل إلى أربعة أيام.”
ويمثل الممر التجاري الجديد حلقة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا، حيث يقدم مساهمات كبيرة في التنمية والتكامل للاقتصاد بين الجانبين. وقال أحمد بارفيز حج غلام قادر، المدير العام لمجلس زيت النخيل الماليزي، إن تأثير الممر جدير بالملاحظة بشكل خاص في ضمان سلاسل التوريد الآمنة للمواد الخام الأساسية مثل الغذاء، والأعلاف، والكيماويات، والأسمدة والطاقة.
وأضاف ليو وي قائلا: “سنعمل على تعزيز قدرتنا التشغيلية والتنظيمية، وتحسين شبكات البنية التحتية، وتعميق الابتكار المتكامل وإصلاح المؤسسات، وتعزيز التكامل العميق للنقل والخدمات اللوجستية والاقتصاد”.
وفقا لـ تشاي كون، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة بكين، فإن تقدم الممر التجاري الجديد لا يعكس مرونة وإمكانات وحيوية الاقتصاد الصيني فحسب، بل يجسد أيضا مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية، والذي يؤكد بُعد نظر مبادرة “الحزام والطريق”.