مقالة خاصة: نظام تراث زراعي فريد يساعد في إنعاش “قرية الأمم المتحدة” في شرقي الصين
شرعت قرية لونغشيان، التي يطلق عليها اسم “قرية الأمم المتحدة” بسبب عدد المهاجرين من القرية، في المضي على طريق الازدهار المشترك من خلال الاستفادة من نظامها الفريد للتراث الزراعي.
وتجدر الإشارة إلى أن محافظة تشينغتيان في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، حيث تقع القرية، لا تتميز بأنها موطن مشهور للصينيين المغتربين فحسب، بل تعتبر الموقع النموذجي لنظام زراعة الأرز مع تربية الأسماك أيضا.
وعند دخول القرية، قد يرى المرء تقريبا كل أسرة تعرض العلم الوطني للبلد الذي يقيم فيه أحد أفرادها، إلى جانب العلم الوطني الصيني.
وتُزيَّن جدران المنازل بلافتات كتب عليها “بيت الصينيين المغتربين”، وتضم أسماء أفراد الأسرة الذين غادروا إلى الخارج والدول المضيفة لهم وسنة الهجرة ومهن كل منهم.
والأعلام العديدة، التي تشبه نموذجا متناهي الصغر للأمم المتحدة، لا تدل على الرحلة الشاقة للمهاجرين من القرية قبل سنوات فحسب، بل تبين أيضا كيف بدأت تلوح في الأفق حياة جديدة أمام السكان مع إفساحهم المجال كاملا لدور نظام زراعة الأرز مع تربية الأسماك.
ويتميز النظام المذكور بتكافل إيكولوجي، حيث توفر الأسماك الأسمدة للأرز، وتنظم الظروف المناخية الدقيقة، وتلين التربة، وتعكر الماء، وتأكل اليرقات والحشيش في الحقول المغمورة بالماء، بينما يوفر الأرز الظل والغذاء للأسماك، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة.
ويتمتع النظام بإمكانات هائلة لزيادة الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية. وتم إدراجه في نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية من قبل الفاو في عام 2005.
ويستعد القرويون في قرية لونغشيان الآن لإطلاق الآلاف من زريعة الأسماك في حقول الأرز في شهر يونيو القادم.
وقد طورت بلدة فانغشان، التي تضم قرية لونغشيان، بوصفها منطقة الحماية الأساسية للنظام، نموذجا متميزا ومتنوعا لتنمية صناعة زراعة الأرز مع تربية الأسماك إلى جانب التركيز على ذلك النظام.
وفي الوقت الحاضر، تعد قرية لونغشيان أقرب إلى كونها عالما للأسماك، حيث تتناثر البرك وحقول الأرز في كل مكان، ويقوم القرويون بتربية الأسماك بدون الالتفات إلى عمق مياه البرك.
وبلغت المساحة المخصصة لزراعة الأرز مع تربية الأسماك في القرية 495 مو (حوالي 33 هكتارا)، وارتفع حصاد الأسماك من كل مو إلى ما يقرب من 50 كيلوغراما حاليا.
وبدعم من الصناعة، يشهد القرويون دخلا متزايدا. “لقد نمت سمعتنا، والناس من جميع أنحاء البلاد وحتى من الخارج يأتون إلى قريتنا في مجموعات”، هكذا قالت وو لي تشن، وهي قروية تكسب هي وزوجها قوتهما من خلال تربية الأسماك، وصنع الأسماك المجففة، وإدارة نشاط سياحي يتيح للسياح الإقامة بمزارع في القرية.
وفي غضون بضع سنوات، قام الزوجان ببناء فيلا صغيرة، واشتريا سيارة، وكذلك شقة في قلب المحافظة. ويمكن أن يكسبا أكثر من مليون يوان (حوالي 141300 دولار أمريكي) سنويا على الأكثر.
وافتتح وو يونغ تشيانغ، القروي في الخمسينات من عمره، أول دار ضيافة في القرية في عام 2019، ويقول إن دخله السنوي من دار الضيافة والزراعة يصل إلى 350 ألف يوان.
وقال وو: “في الوقت الحاضر، يأتي عديد من السياح إلى قريتنا لزيارة معالم سياحية وقضاء العطلات. وتحظى أطباق مثل السمك المحمر ومعكرونة الأرز المقلية مع السمك المجفف، في مطعمنا بشعبية كبيرة”.
وفي السنوات الأخيرة، واصلت القرية الاستفادة من مواردها الثقافية من خلال إطلاق مخيمات البحوث والدراسات وقاعات العرض ودور الضيافة العالية الجودة. الأمر الذي يعزز التكامل العميق للزراعة والثقافة والتجارة والسياحة بشكل فعال، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في دخل المزارعين.
وأقام أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في القرية ومسؤولوها جمعية تعاونية لصناعة زراعة الأرز مع تربية الأسماك، ويوفرون التغليف الموحد والرفوف لمنتجات المزارعين من الأرز ويقدمون خدمات المبيعات الذاتية على مدار الساعة. ويمكن للسياح مسح رمز الاستجابة السريعة والدفع للحصول على المنتجات ببساطة.
وقال وو لي تشيون، أمين فرع الحزب بقرية لونغشيان: “خلال موسم ذروة المبيعات، نساعد المزارعين على بيع حوالي 5000 كيلوغرام من الأرز أسبوعيا. وفي العام الماضي، ساعدت الجمعية التعاونية أكثر من 80 أسرة على زيادة دخلها بأكثر من مليوني يوان إجمالا”.
وأضاف وو: “في الماضي، تركنا الجبال وغامرنا بالخروج إلى العالم لكسب الرزق. وفي السنوات الأخيرة، استفدنا من موارد تراث زراعي فريد. وأصبح القرويون أكثر ثراء. واختار العديد من المهاجرين العودة إلى مسقط رأسهم”.