مجموعة من اللوحات الصينية القديمة تجذب أنظار الجماهير الماليزية
بمصاحبة نغمات صادرة عن آلة قوتشين الموسيقية، عُرضت صورة للوحة الكلاسيكية التي تحمل اسم “آلاف الأميال من الأنهار والجبال” على أغلفة الكتب، وهي مجموعة شاملة من اللوحات الصينية القديمة التي ظهرت في معرض كوالالمبور الدولي للكتاب الذي حلت فيه الصين ضيف شرف. وقد أتاحت هذه المجموعة، التي عُرضت بالضوء والظل، الفرصة للجماهير للانغماس في جمال فن الرسم الصيني القديم.
وبدوره قال تان كاي شو، نائب الأمين العام لجمعية الثقافة والفنون الماليزية الصينية، الذي انجذب إلى المعرض “إنه رائع. فإعداد هذا الكتاب عمل عظيم وشاق وسيفيد الأجيال المقبلة”.
تجدر الإشارة إلى أن تان يشارك في التبادلات الثقافية والفنية بين ماليزيا والصين منذ أكثر من 20 عاما. وبصفته عاشقا للفن الصيني التقليدي، فقد تأثر بشكل خاص عندما رأى عناوين اللوحات الموجودة في هذه المجموعة.
قال تان إن “العديد من كنوز الثقافة الصينية والفن الصيني فقدت في الخارج. وقد توجه الموظفون إلى أنحاء مختلفة من العالم للتعامل مع هذه الأعمال الفنية باستخدام تكنولوجيات المعالجة الرقمية وجمعها في مجموعة ضخمة. إن الصعوبات تفوق مخيلتي. فهذه المجموعة تعيد الجوهر الحقيقي والروح الحقيقية للوحات القديمة إلى أقصى حد. آمل أن تتمكن المكتبة الوطنية الماليزية من الاحتفاظ بمجموعة واحدة!”
تعد المجموعة الشاملة من اللوحات الصينية القديمة، وهي مشروع قامت به جامعة تشجيانغ وإدارة مقاطعة تشجيانغ للتراث الثقافي، إلى حد بعيد المجموعة الأكثر شمولا في العالم من صور اللوحات التي رُسمت في الصين القديمة. وتغطي ما يزيد على 12 ألف قطعة من اللوحات الصينية على الورق والحرير (بما في ذلك الديباج والبروكار) والكتان وغيرها من المواد من 263 متحفا ومؤسسة ثقافية أخرى في الداخل والخارج.
أحب سيم بولين، مدير دار هنري بوتشر للمزادات الفنية، المجموعة كثيرا، حيث قال إنها تدهشه وتمنحه مصدر إلهام في آن واحد. ولدى إشارته إلى لوحة ون تشنغ مينغ، وهو رسام صيني في عهد أسرة مينغ، ذكر أن “هذه المجموعة لا تعرض فقط الصورة الكاملة لكل قطعة فنية بل تحدد أيضا بوضوح نسبة التكبير. لقد تأثرت كثيرا بهذه التفاصيل. كما إن المحررين كانوا حقا في غاية الدقة. يمكنني التعمق في هذه التفاصيل عندما أقوم بعمل كتالوجات المزاد في المستقبل”.
وفي عين المكان، التقى صحفيو وكالة أنباء ((شينخوا)) أيضا بعض طلاب المدارس المتوسطة القادمين من ولاية جوهور في ماليزيا. من بينهم تشانغ يوي هونغ، البالغ من العمر 13 عاما، الذي بدأ في دراسة فن الخط منذ ثلاث سنوات.
وقد قال في حديثه “في البداية، تعلمت فن الخط بشكل ارتجالي. ولكن تدريجيا أصبحت أكثر شغفا به. وبعد أن حازت على إعجابي بعض أعمال فن الخط الموجودة ضمن هذه المجموعة، أعتقد أنني سأصر على تعلمه وتوريثه”.
ومن جانبه، أشار تشن جيه، نائب رئيس تحرير دار نشر جامعة تشجيانغ، إلى أن المجموعة هي موسوعة لدراسة الفنون والثقافة الصينية القديمة، كما أنها سجل أبدي لا بديل عنه لتاريخ الفن الكلاسيكي الذي إبدعه الإنسان. وقد أُنجز هذا المشروع الثقافي غير المسبوق بدعم من المؤسسات الثقافية وهواة الجمع في كافة أنحاء العالم.
تم إطلاق معرض كوالالمبور الدولي للكتاب، وهو احتفال ثقافي مهم في ماليزيا، في عام 1981. وافتتح معرض هذا العام في 26 مايو ويستمر لمدة 10 أيام.