شي جين بينغ يؤكد على التنمية الشاملة للأطفال في العصر الجديد خلال جولة تفقدية أجراها في مدرسة ببكين
قام شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بجولة تفقدية في مدرسة يويينغ ببكين بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يصادف اليوم، وذلك لزيارة المعلمين والطلاب هناك. وقدم شي تهانيه للأطفال واليافعين في جميع أنحاء البلاد بهذه المناسبة. وأكد على أن الأطفال واليافعين هم مستقبل الوطن وأمل الأمة الصينية. وأشار إلى أنه يجب على الأطفال الصينيين في العصر الجديد أن يكونوا أطفالا ممتازين يتحلون بالطموحات والأحلام، ويحبون الدراسة والعمل، ويتصفون بالامتنان والود، ويجرؤون على الابتكار والكفاح، وينمون على نحو شامل من حيث الأخلاق، والعقل، والمزايا البدنية، والذوق الجمالي، والعمل. وأعرب شي عن أمله في أن يجتهد الطلاب في الدراسة من أجل بناء دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية وألا يخيبوا توقعات الوالدين وتطلعات الحزب والشعب.
ورافق شي في جولته التفقدية تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب العام للجنة المركزية للحزب، ودينغ شيويه شيانغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني.
وتأسست مدرسة يويينغ ببكين عام 1948 في شيبايبوه بمقاطعة خبي شمالي الصين وتم نقلها إلى بكين عام 1949. وعلى مدى 75 عاما منذ تأسيسها، وبفضل رعاية واهتمام الجيل القديم من الثوريين، ظلت المدرسة تطبق سياسة الحزب التعليمية على نحو شامل، وتنفذ المهمة الجوهرية المتمثلة في ترسيخ الأخلاق وتربية النشء، وتقوم بالابتكار في نظام التعليم المدرسي، وتطور خصائصها في الإدارة المدرسية، وترشد الطلاب للنمو الشامل أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا.
وعندما وصل شي جين بينغ إلى المدرسة، توجه إلى متحف تاريخ المدرسة أولا، للاطلاع على التطورات التاريخية للمدرسة وأعمال بنائها وتطويرها وجهودها خلال السنوات الأخيرة لدفع إصلاح وابتكار الأنشطة التربوية والتعليمية وتنفيذ متطلبات سياسة “التخفيف من الأعباء على صعيدين” (التخفيف من أعباء الطلاب في مرحلة التعليم الإلزامي من حيث الواجبات المنزلية المفرطة، وتخفيف أعباء مشاركتهم في الدورات التعليمية خارج الحرم المدرسي – المحرر) وتشجيع الطلاب على النمو الشامل أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا. وأشار شي جين بينغ إلى أن المهمة الجوهرية للتعليم هي ترسيخ الأخلاق وتربية النشء، وإعداد البناة والورثة للاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا. ولا بد من تربية الطلاب في كافة الجوانب دون استثناء، والتي تشمل المثل العليا والعقيدة السياسية، والصفات الأخلاقية، والقدرات المعرفية والعقلية، والمزايا البدنية والنفسية. وتحتاج سياسة “التخفيف من الأعباء على صعيدين” إلى وقت لتنفيذها بشكل واقعي، ومن اللازم بذل جهود دؤوبة لإنجاحها. ويجب إرشاد أولياء أمور الطلاب والمدارس والمجتمع وغيرها من الأطراف لرفع الوعي بذلك، ودفع تنفيذ متطلبات العمل الخاصة بسياسة “التخفيف من الأعباء في مجالين”، وتعزيز النمو الشامل للطلاب. وأوضح شي أنه نظرا لأن مدرسة يويينغ ببكين تتميز بالتقاليد الثورية المجيدة والجينات الثورية الواضحة، فيجب عليها تعزيز التثقيف بالتقاليد الثورية لتمكين كل طالب فيها من تذكر تاريخها المجيد ورعاية الحزب، ومواصلة التقاليد الثورية، وتوارث الجينات الثورية، والالتزام بتعليمات الحزب واتباعه منذ سن صغيرة، وعقد العزم على تطوير نفسه شخصا مفيدا للحزب وتقديم مساهمات للوطن.
وتفقد شي جين بينغ مرافق المدرسة ماشيا. وفي ملعب كرة السلة، كان التلاميذ يأخذون دروس التربية البدنية والرياضية، حيث كانوا يلعبون كرة السلة ويمارسون لعبة نط الحبل. وأشار شي جين بينغ إلى أن سن المراهقة والشباب هي الفترة الذهبية لرفع اللياقة البدنية. وخلال هذه الفترة، يأتي النمو البدني في المقام الأول، ولا يمكن وضع أساس متين للدراسة والعمل مدى الحياة إلا بأن يكون الجسم سليما. وتعتبر التمارين البدنية الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز بنية الجسم للأطفال واليافعين. وبينما أصبحت الظروف المعيشية الآن أفضل، فإنه على الأطفال التمتع بلياقة بدنية عالية عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بدلا من أن يكونوا سمينين. ومن الضروري الاهتمام بالتمارين الرياضية منذ الصغر، وعندما تزداد هذه التمارين، سينخفض عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة وقصر النظر. وينبغي للمدارس توفير عدد كافٍ من معلمي التربية البدنية ذوي الكفاءة. وعلى جميع الأطراف، بما فيها العائلات والمدارس والمجتمع، تهيئة الظروف للأطفال واليافعين لرفع لياقتهم البدنية.
وبعد ذلك، توجه شي جين بينغ إلى مزرعة بالمدرسة، وهي مكان للتلاميذ لممارسة الأنشطة الزراعية، حيث تنمو شتلات الخضروات الخضراء في المزرعة بحيوية تحت أشعة الشمس، ويستخدم الأطفال أدوات مختلفة للقيام بالأنشطة الزراعية. وأكد شي جين بينغ أن الكثير من المعارف وقوانين الأشياء تأتي من العمل والحياة. ويعتبر إرشاد الأطفال لتشكيل مفهوم وعادات العمل اليدوي في سن صغيرة وتحسين قدراتهم عليه أمرا سيساعدهم على تعلم المعارف بشكل أفضل. ويفتقر بعض أطفال الحضر حاليا إلى الاتصال مع المناطق الريفية والطبيعة، لدرجة أنهم عاجزون عن أداء العمل اليدوي، ولا يمكنهم تمييز أنواع الحبوب، ولا يعرفون أي شيء عما يتناولونه، ومن أين تأتي هذه الأشياء، وكيف تأتي، ولا يمكنهم أن يفهموا أن كل وجبة استلزمت عملا شاقا. وقال شي جين بينغ للتلاميذ إن التعرف على الطبيعة يبدأ بالتعرف على النباتات من حولهم. وعلى رغم من أن الكتب تقدم المعلومات حول النباتات المتنوعة التي زرعوها، إلا أنهم سيحظون بمعارف مختلفة عن طريق زراعتها وتربيتها ومراقبتها المستمرة بأنفسهم. وأعرب شي عن أمله في أن يعرف الأطفال صعوبات العمل الزراعي والأعمال الشاقة للمزارعين من خلال تلك الأنشطة الزراعية، وأن يطوروا عادات جيدة في حب العمل اليدوي والاعتزاز بالحبوب الغذائية واحترام الطبيعة منذ الصغر، حتى يسهموا في بناء الصين الجميلة. وأوضح أنه يجب الاهتمام بتثقيف الأطفال بشأن بناء الحضارة الإيكولوجية في العصر الجديد، وحثهم على تجربة وفهم ذلك بأنفسهم من خلال دروس تجريبية حيوية خاصة بالعمل اليدوي، لتمكينهم من استيعاب المفهوم المتمثل في أن “المياه الصافية والجبال الخضراء أصول لا تقدر بثمن”.
وفي إحدى حجرات الدراسة بالطابق الثاني من مبنى “سي تسونغ” في المدرسة، كانت أصوات الطلاب المبتهجين تُسمع بين حين وآخر. وعندما دخل شي جين بينغ إلى هذه الحجرة، أخبر المعلمون والطلاب الأمين العام أنهم كانوا يصممون ويبنون نموذج السفينة الدوارة باستخدام مكعبات خشبية، لاختبار المعارف التي تعلموها حول الحركة المستقيمة والمنحنية والحركة على المنحدرات. وأشار شي جين بينغ إلى أن دروس التجارب العلمية هي وسيلة فعالة لتطوير التفكير العلمي للأطفال واهتمامهم باستكشاف الأشياء المجهولة ورفع وعيهم بالابتكار. وأعرب شي عن أمله في أن يرسخ الطلاب مبدأ “لأدفعن الابتكار العلمي والتكنولوجي، ولأسهمن بنصيبي في تقوية الوطن” منذ الصغر، وأن يجرؤوا على تشكيل العالِم الصغير في الوقت الراهن ويسعوا إلى إعداد العالِم العظيم في المستقبل، من أجل تقديم إسهامات في تحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات بقدر أكبر في العلوم والتكنولوجيا للوصول بهما إلى المستوى الرفيع المنشود في بلادنا.
وفي أعقاب ذلك، توجه شي جين بينغ إلى مكتب معلمي الصف الخامس، وزار المعلمين الذين كانوا يتناقشون بشأن الدروس ويقومون بإعدادها، واستفسر عن أحوال خدمات ما بعد الدروس الأساسية وتشكيل هيكل البرامج التعليمية. وأشار شي جين بينغ إلى أن نظام التعليم الاشتراكي ذا الخصائص الصينية ممتاز، وأن بلادنا تتمتع بتفوق عالمي في التعليم الأساسي، وأنه لا بد من ترسيخ الثقة الذاتية الثقافية، والتمسك بالأشياء الممتازة الخاصة بنا بشكل جيد، والاستفادة بشكل جيد من الأشياء الأجنبية الممتازة، ومواكبة تطورات العصر والالتزام بالتنمية المفتوحة، وجعل الأطفال يتمتعون برؤى أكبر وتفكير أوسع وفهم أكثر انفتاحا، سعيا إلى إعداد ركائز للبلاد قادرة على الاضطلاع بمهمة إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية ولديها الجرأة على خلق العجائب العالمية. وأكد شي جين بينغ على أن مفتاح إعداد الأكفاء يكمن في المعلمين. ويجب على المعلمين تذكر الغاية الأصلية والرسالة المتمثلتين في تربية الأكفاء للحزب والدولة، واتباع التربويين الشعبيين باعتبارهم قدوة، وتشكيل صورة رائعة للمعلمين وتحديد هدف التعلم وممارسة التدريس بالأخلاق النبيلة. ومن الضروري تهيئة مناخ جيد يدعو إلى تبجيل المعلمين والاهتمام بالتدريس في المجتمع بأسره، لجعل مهنة المعلم من بين المهن الأكثر تقديرا وإعجابا في المجتمع، ومن أجل تشكيل وضع جيد يبادر فيه الأكفاء الممتازون إلى ممارسة التدريس ويبرز فيه المعلمون المتفوقون باستمرار.
وودع المعلمون والطلاب الأمين العام وداعا حارا في ساحة صغيرة بالمدرسة. وتمنى شي جين بينغ للأطفال أن ينموا بصحة ويصبحوا أكفاء قادرين بشكل سليم، وقدم تهانيه للأطفال واليافعين في جميع أنحاء البلاد بمناسبة اليوم العالمي للطفل. وقال شي: “قمت اليوم بزيارتكم بشكل خاص في مدرسة يويينغ ببكين والاحتفال مع الأطفال باليوم العالمي للطفل. وشعرت بالسرور البالغ لمشاهدة الأطفال الأبرياء يتمتعون بالحيوية ويبتسمون بسعادة”. وأضاف أن اللجنة المركزية للحزب ما برحت تهتم بالنمو الصحي للأطفال، واتخذت سلسلة من الإجراءات والسياسات لتهيئة بيئة أفضل للنمو الصحي للأطفال، معربا عن ثقته بأن الأطفال من جميع القوميات الذين يعيشون ضمن الأسرة الكبيرة للأمة الصينية سيصبحون أسعد وسيتمتعون بمستقبل أجمل تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ومع التفوق البارز للنظام الاشتراكي. وأضاف شي أنه ينبغي للجان الحزب والحكومات على كافة المستويات وجميع أطراف المجتمع الإجادة بشكل فعلي في مختلف الأعمال ذات الصلة بتنمية قضايا الأطفال، ورعاية ومساعدة الأطفال في العائلات التي تعاني من صعوبات وخاصة الأيتام والأطفال ذوي الإعاقة، حتى يتمكن جميع الأطفال من الشعور بدفء الحزب والحكومة والتمتع بطفولة سعيدة.
وقال شي جين بينغ للتلاميذ “إن الأطفال هم الورثة والقوة الرئيسية في المستقبل للقضية العظيمة لبناء دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. ولتحقيق هدف إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل بحلول منتصف القرن الجاري، يكافح جيلنا الآن، وستواصلون الكفاح من أجل ذلك في المستقبل”.
وتمنى شي جين بينغ لجميع أولياء الأمور صحة جيدة وسعادة عائلية، فيما تمنى لجميع المعلمين أن يقدموا إسهامات جديدة في رسالتهم المقدسة.
ورافق شي في جولته التفقدية ين لي وكذلك مسؤولون من القطاعات ذات الصلة في الدوائر المركزية والأجهزة الحكومية ومن بلدية بكين.