عودة رواد فضاء بعثة “شنتشو-15” الصينية إلى الأرض بنتائج لتجارب مثمرة
عاد ثلاثة رواد فضاء صينيين على متن سفينة الفضاء المأهولة “شنتشو-15” إلى الأرض بسلام اليوم، وذلك بعد انتهاء مهمتهم في محطة الفضاء الصينية، والتي استمرت لستة أشهر.
وهبطت كبسولة العودة لسفينة الفضاء “شنتشو-15″، التي أقلت رواد الفضاء في جيون لونغ، ودنغ تشينغ مينغ، وتشانغ لو، في موقع دونغفنغ للهبوط في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين في الساعة 6:33 صباحا (بتوقيت بكين)، وفقا لوكالة الفضاء المأهول الصينية.
وكان رواد الفضاء في حالة جيدة، وكانت مهمة “شنتشو-15” المأهولة ناجحة، حسبما أعلنت الوكالة.
وقام عمال الخدمات الأرضية بإخراج رواد الفضاء من الكبسولة وحملهم على كراسي كانت مجهزة أمام الكبسولة.
وقال في جيون لونغ، قائد البعثة، والذي شارك أيضا في مهمة الفضاء المأهولة الثانية للبلاد “شنتشو-6” في أكتوبر عام 2005، “لقد أكملنا جميع المهام المنوطة وشعرنا بالسعادة بعد العودة إلى الوطن الأم”.
وقال دنغ، الذي حصل أخيرا على فرصة للسفر إلى الفضاء بعد 25 عاما من التحضير، إنه ممتن للدعم والتشجيع من قبل شعب البلاد بأكملها.
وأضاف “أنني أؤمن دائما بقوة الأحلام والمثابرة. بغض النظر عن عمري، أشعر بسعادة غامرة لأن الأمة بحاجة إلي”.
وقال تشانغ، أحد أفراد الدفعة الثانية من رواد الفضاء الصينيين “إنني الآن متحمس للغاية، وعندما كنت في محطة الفضاء، غالبا ما كنت أنظر عبر النافذة، أحاول تحديد موقعي وطني الأم ومسقط رأسي”.
وأضاف تشانغ “سنعدل أجسامنا في أقرب وقت ممكن ونعود إلى التدريب ونكون مستعدين للبعثات الفضائية في المستقبل”.
وانفصلت كبسولة العودة عن الكبسولة المدارية لـ”شنتشو -15″ في الساعة 5:42 صباحا وفقا لإجراءات الرحلة.
وبعد وقت قصير من هبوط كبسولة العودة، وصل فريق البحث الأرضي إلى موقع الهبوط. وأكد الطاقم الطبي أن رواد الفضاء في صحة جيدة.
وأطلقت الصين سفينة الفضاء المأهولة “شنتشو-15” في 29 نوفمبر عام 2022. وأكمل طاقم “شنتشو-15″، وهو أكبر طاقم لمهمة في الصين من حيث متوسط العمر، بنجاح أربعة أنشطة خارج المحطة الفضائية، ليصبح الطاقم الذي ينجز أكبر عدد من الأنشطة خارج المحطة الفضائية من بين جميع الأطقم الصينية حتى الآن.
عاش الطاقم وعمل في مجمع المحطة الفضائية لمدة 186 يوما وأجرى عددا من التجارب أسفرت عن نتائج مثمرة.
ونجح الطاقم في الحصول على صور هيكلية ثلاثية الأبعاد لخلايا جلدهم باستخدام المجهر الثنائي الفوتون المطور ذاتيا في البلاد.
ويمثل هذا الإنجاز، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، نجاح تجارب التحقق في المدار للميكروسكوب ثنائي الفوتون، ما يوفر أداة واعدة للرصد الصحي المستقبلي لرواد الفضاء في المدار.
كما أجرت الصين بنجاح أول اختبار اشتعال في المدار في خزانة الاحتراق بالوحدة المعملية الفضائية (منغتيان) خلال مهمة “شنتشو-15”.
وتحقق الاختبار من وظائف النظام التجريبي لعلوم الاحتراق لدى المحطة الفضائية ودقة العملية التجريبية الشاملة وطابعها العلمي.
وبالإضافة إلى ذلك، من الجدير بالذكر أن تشغيل محول ستيرلنغ الكهروحراري للبلاد نجح في إنجاز عملية التحقق في المدار، حيث أظهر المحول كفاءة تحويل متقدمة دوليا أثناء تشغيله السلس، وفقا للوكالة.
وأكملت الصين أيضا تجارب في المدار بشأن الإدارة الحرارية للمعادن السائلة في محطتها الفضائية لأول مرة على الإطلاق خلال مهمة “شنتشو-15”.
وأثبتت هذه التجارب سلسلة من التقنيات الرئيسية المتعلقة بالمعادن القائمة على البزموت في ظروف الجاذبية الصغرى، مثل التحكم في الذوبان والتمدد وانتقال الحرارة .
وحتى 29 مايو، أجرى رواد الفضاء ثمانية أنشطة بحثية في هندسة العوامل البشرية و28 تجربة طبية فضائية و38 تجربة في علوم الفضاء تغطي بيئة الحياة وعلوم المواد وميكانيكا السوائل، وحصلوا على بيانات تجريبية قيمة.
وقام الطاقم أيضا بنقل بضائع إلى خارج المركبة عدة مرات، وقام بتركيب عدة عناصر من المعدات، من بينها مجموعات من المضخات الممتدة خارج المركبة، والكابلات متعددة الوحدات، وأجهزة الدعم لمنصة الحمولة خارج المركبة، ما وضع الأساس لإجراء تجارب علمية وتكنولوجية لاحقة واسعة النطاق خارج المحطة الفضائية، حسبما ذكرت الوكالة.
وشهد هذا الطاقم اكتمال بناء محطة الفضاء الصينية.