(شينجيانغ الجميلة) مقالة خاصة: ازدهار أعمال راعي صيني نتيجة لمبادرة الحزام والطريق
في سيموهانا، وهي قرية إدارية في أقصى غربي الصين، ظل هناك طلب كبير على الراعي موسى بورخان، حيث يأخذه موظفو الميناء البري ومسؤولو القرية والسياح دائما خارج القرية للقيام بعمل تلو الآخر.
تتمثل مهمته الرئيسية في تنسيق نقل مركبات التصدير عبر الجمارك في ميناء إركشتام على الحدود بين الصين وقيرغيزستان. تقع نقطة العبور، التي تعد موقعا نشطا، في ولاية كيزيلسو كيرغيز ذاتية الحكم في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، وقد شهدت زيادة كبيرة في حركة المرور عبر الحدود بسبب مبادرة الحزام والطريق.
ومع ذلك، فإن موسى بورخان تسند إليه أيضا أعمالا تتعلق بالسياحة المحلية، أو توفير وسائل النقل حول المنطقة المحلية أو تنظيم أعمال ترقية الإقامة المنزلية لخدمة العدد المتزايد من الزوار.
مع هذه المسؤوليات الكثيرة، لم يعد موسى بورخان راعيا عاديا يتمتع بالكثير من وقت الفراغ، ولكنه رجل أعمال مشغول انتهز الفرص الهائلة التي أتاحتها مبادرة الحزام والطريق.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لاقتراح الصين لمبادرة الحزام والطريق، التي تضخ المزيد من الزخم في التنمية العالمية. وبالنسبة لميناء إركشتام وقرية سيموهانا القريبة، فإن هذا يعني وجود طوابير طويلة من السيارات التي تنتظر التخليص الجمركي، مما يشير إلى أن الصادرات تزدهر.
“أين موسى؟” سأل تشانغ تشي شين، مدير مركز الإدارة والخدمات في لجنة إدارة الميناء، بقلق.
وأوضح تشانغ أن موسى بورخان هو منسق المرور الخاص بهم الذي ينظم السائقين لنقل السيارات من الميناء إلى الحدود، على مسافة حوالي 4 كيلومترات.
قبل التسليم، يقدم موسى بورخان المعلومات اللازمة عن السيارة إلى السلطات المحلية. بعد ذلك، يضطلع بمسؤولية إعادة السائقين إلى الميناء. عادة ما يكسب 100 يوان (حوالي 14 دولارا أمريكيا) مقابل كل سيارة صغيرة يتم مساعدتها، وأكثر للمركبات الأكبر.
قال تشانغ: “بسبب العدد الكبير من المركبات والوقت المحدود للتخليص الجمركي، نحتاج إلى أشخاص مثل موسى للمساعدة في تنسيق ترتيب تخليص المركبات”، مضيفا أن هناك ما يقرب من 200 سائق وأكثر من 10 منسقين في الميناء البري.
من جانبها؛ قالت أيناغور أكيموعلي، وهي مسؤولة من قرية سيموهانا: “إنه يبلغ من العمر 35 عاما فقط وهو أيضا أول منسق مرور في قريتنا”، مضيفة أن موسى بورخان حصل على حوالي 400 ألف يوان من هذا العمل حتى الآن هذا العام.
تعليقاتها على الأموال المكتسبة هنا مدعومة ببيانات التجارة الخارجية. في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، تم تصدير أكثر من 9 آلاف سيارة، معظمها من سيارات الطاقة الجديدة المصنوعة في الصين، وهو أعلى رقم منذ افتتاح الميناء في عام 2002، وفقا لـ تشانغ.
كان موسى بورخان يقود حافلة مكوكية ذات سبعة مقاعد لنقل الناس من قرية سيموهانا إلى محافظة ووتشيا على بعد حوالي 140 كيلومترا. كانت تلك الوظيفة هي التي أتاحت له فرص الوصول إلى وسطاء تصدير السيارات المحليين. ومنذ أن استأنف الميناء البري عملياته في أوائل يناير الماضي، كان يساعد تلك الشركات على إيجاد سائقين مناسبين، وهي مهمة تجعله مشغولا خمسة أيام في الأسبوع.
بدوره؛ قال موسى بورخان: “لقد جلبت مبادرة الحزام والطريق حيوية كبيرة إلى الميناء. ومع ذلك، فإن وقت التخليص الجمركي للسيارات الجديدة يستمر فقط من الساعة 2 ظهرا حتى 4 مساء كل يوم عمل، لذلك يجب علينا أن نسابق الزمن”.
من ناحية أخرى، لدى أيناغور أكيموعلي الكثير من الأعمال الأخرى التي يجب على موسى بورخان القيام بها.
تريده أن يرتب لقاء مع القرويين المحليين، ويحثهم على تحسين فنادق الإقامة المنزلية التي يوفرونها للسياح. بدلا من تقديم أَسِرَّة تقليدية تتكون من سجاد على الأرض، تريد منهم تركيب أَسِرَّة حديثة، والتي سيجدها السياح أكثر راحة. كما أنها تريدهم أن يشتروا بعض الضروريات التي تستخدم لمرة واحدة.
نظرا لأن رأي موسى بورخان مهم جدا بالنسبة إلى السكان المحليين، ولذا فهو أفضل رجل يقود مثل هذه التحسينات.
أوضحت أيناغور أكيموعلي قائلة: “كان موسى بورخان أول شخص في قريتنا أصبح ثريا ويحول منزله إلى فندق إقامة منزلية. يمكن له أن يلعب دورا مثاليا ورائدا في مشروعنا”.
اعتبارا من العام الماضي، أصبحت قرية سيموهانا مشهورة باعتبارها القرية التي تستمتع بأشعة الشمس الأخيرة في الصين، مما يجعلها منطقة جذب سياحي شهيرة. نظرا لأن القرية بعيدة جدا عن مدن المحافظة، فغالبا ما يفضل الزوار البقاء في القرية طوال الليل والاستمتاع بالمناظر الخلابة المحلية لبضعة أيام في هدوء.
يوافق موسى بورخان على فكرة ترقية مرافق الإقامة السياحية المحلية. وقال: “يمكن للضيوف أيضا تجربة الزبادي والموسيقى والرقص المحلي في كيرغيز في فنادق الإقامة المنزلية الخاصة بنا”.
مع وصول المزيد والمزيد من السياح إلى هذه القرية، أصبح هناك طلب متزايد على خدمات السفر المنتظمة إلى المح افظات المجاورة.
اشترى موسى بورخان مؤخرا حافلة ركاب ذات 18 مقعدا بهدف توظيف عدد من السائقين المحليين لتلبية الطلب الجديد. وبعد يوم مشغول على الحدود، يحول انتباهه إلى مهمة أخرى، حيث انطلق هذه المرة في رحلة إلى مدينة كاشغر، التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر.
أضاف موسى بورخان قائلا: “أنا أستعد لامتحان رخصة القيادة. أما السائقون المحليون فهم مشغولون جدا أعمال في الحافلات المكوكية، لذلك تظل سيارتي الجديدة معطلة. وبمجرد أن أكون مؤهلا لقيادة السيارة الأكبر، سأقوم بالمهمة بنفسي”.