مقابلة خاصة: الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: زيارة عباس لبكين “بالغة الأهمية” ونرحب بدور صيني “فاعل ومؤثر” بالقضية الفلسطينية
أكد السفير الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، الأهمية البالغة لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين، معربا عن ترحيبه بدور صيني “فاعل ومؤثر” بالقضية الفلسطينية.
وقال أبو علي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا “تأتي الزيارة في ظرف بالغ الأهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية وأيضا بالنسبة لتطور العلاقات الصينية – الفلسطينية وما تشهده العلاقات الصينية – العربية عامة من تقدم وتطور في مختلف المجالات”.
بدأ الرئيس الفلسطيني زيارة دولة إلى الصين يوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتستمر الزيارة حتى 16 يونيو الجاري. وقد قدّم الرئيس الصيني شي اقتراحا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، وذلك خلال محادثاته مع الرئيس عباس في بكين يوم الأربعاء.
وسلط أبو علي الضوء على أن زيارة الرئيس عباس للصين تأخذ بعدا خاصا بالنسبة للقضية الفلسطينية حيث التحديات الجسيمة التي تواجهها القضية جراء الممارسات والانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني من جهة، والجمود المستمر في عملية السلام وما يترافق مع ذلك من تأثير وانعكاس سلبي على آمال المنطقة والشعب الفلسطيني في إنجاز عملية سلام حقيقية وجادة.
وأشار إلى أن للصين مواقف تاريخية معروفة حيال القضية الفلسطينية بعمقها التاريخي وينظر الشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء إلى الموقف الصيني بكل احترام وتقدير لما قدمته الصين من دعم وإسناد للقضية الفلسطينية.
ونوه أبو علي إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني للصين تأتي احتفاء بمرور حوالي 60 عاما على تدشين العلاقات منها 35 عاما على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين، كما أن الزيارة تأتي في إطار ما تشهده العلاقات الثنائية الصينية – الفلسطينية من تطور كبير.
وتابع المسئول العربي قائلا إن “الكل يعلم أن الدعم الصيني لدولة فلسطين لا يتوقف عند حدود الدعم السياسي المتعدد، ولكن هناك أيضا الدعم والإسناد المادي والاقتصادي من خلال الكثير من المشاريع التي تقدمها الصين للشعب الفلسطيني”.
ولفت إلى أن الرئيس عباس سيسعى إلى “بلورة صيغ للتنسيق والتعاون للتحرك السياسي سواء لإحداث اختراق في جمود عملية السلام أو لخدمة الاحتياجات الفلسطينية على المستوى الدولي”.
وقال إن “الصين قدمت العديد من المبادرات للمساهمة في حل القضية الفلسطينية وفي مقدمتها المبادرة التي سبق وطرحها الرئيس شي كأسس لعملية السلام ومرتكزات لتحقيق أهداف تتمثل بالمقام الأول في إقامة الدولة الفلسطينية وتمكين الدولة الفلسطينية من ممارسة السيادة والاستقلال”.
وأعرب أبو علي عن أمله في أن تأخذ هذه المساعي الصينية المشكورة لحل القضية الفلسطينية والتي تؤيدها وتدعمها الدول والجامعة العربية، حيزا أوسع في إطار ما تتمتع به الصين من علاقات واسعة وشبكة تعاون ومصالح ورؤى كبيرة على مستوى العالم.
وتابع أبو علي قائلا “على الجميع أن يدرك أن استمرار حالة الجمود والتدهور وتفاقم الأوضاع الجارية لا يهدد فقط القضية الفلسطينية أو الاستقرار في المنطقة، وإنما تنعكس أيضا تداعياته على العالم بأسره”.
وأكد أن القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ترحب وتحرص على الدور الصيني خاصة وأن هذا الدور المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية هو منسجم أيضا مع التطلعات والطموحات الفلسطينية والعربية المشروعة، معربا عن تطلع الشعب الفلسطيني والقيادات العربية كلها إلى دور صيني أكثر تأثيرا وفاعلية للدفع بمسار السلام في الشرق الأوسط وفق الأسس والمرتكزات التي قامت عليها عملية السلام وصولا لتحقيق أهدافها.
وفيما يتعلق بالعلاقات ما بين جامعة الدول العربية والصين، فأكد أنها علاقات تاريخية وتشهد في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على مستوى مؤسسي، من خلال التعاون والتنسيق في مختلف المجالات والموضوعات والقضايا لخدمة المصالح المشتركة.
وشدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة على أن هناك آفاقا كبيرة للتعاون العربي – الصيني يمكن أن تساهم في تحقيق قفزة كبيرة في العلاقات المشتركة وبما يسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار والتنمية.