مقالة خاصة: سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين لا تحظى بقبول مع تزايد نداءات الغرب لها بالتفكير مليا
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
تخذت الولايات المتحدة، التي اعتبرت الصين منافسا إستراتيجيا في السنوات الأخيرة، مجموعة من الإجراءات لاحتواء الصين.
ومع تزايد بروز الضرر الناجم عن هذه الإجراءات، تتصاعد الانتقادات لأعمال الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدة داخل البلاد ومن جانب حلفائها على حد سواء.
— الشركات الأمريكية ترغب في التعاون
خلال زيارته للصين في أواخر مايو، قال إيلون ماسك مؤسس شركة ((تسلا)) إن الولايات المتحدة والصين تتشاركان في مصالح مترابطة ولا تنفصم، مضيفا أن تسلا تعارض فك الارتباط وترغب في مواصلة توسيع أعمالها التجارية في الصين وتقاسم فرص التنمية في البلاد.
في اليوم الذي وصل فيه ماسك إلى الصين، ارتفعت أسعار أسهم تسلا، وهو ما أظهر تفاؤل السوق الأمريكية إزاء الفرص المتاحة في الصين.
وذكرت شبكة ((إن بي سي نيوز)) أن “الصين لا تزال محط تركيز رئيسي للشركات الأمريكية، وهذا يتضح من الزيارات التي قام بها مؤخرا مسؤولون تنفيذيون كبار لشركات وذلك لأول مرة منذ فترة ما قبل الجائحة، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان جيمي ديمون، والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك”.
وأعرب العديد من الاقتصاديين والباحثين الأمريكيين عن قلقهم إزاء هوس واشنطن بقمع الصين.
فقد ذكر ستيفن روتش، وهو زميل أقدم في جامعة ييل، لشبكة ((إن بي آر)) الإخبارية أنه “على مر السنين، ادركت الشركات الأمريكية حقا الفوائد المزدوجة للاستثمار في الصين”.
وأضاف روتش قائلا “فهي تحصل على إنتاج أكثر كفاءة، وحلول إنتاج خارجية من نقل أعمالها في الخارج، كما تحصل على فرصة للاستفادة من أغنى وأعمق سوق في العالم. لكن هذه المزايا تتراجع الآن ونحن منهمكين بالتركيز على الأمن”.
ويرى ديفيد دودويل، الرئيس التنفيذي لشركة ((إستراتيجيك أكسس)) الاستشارية للسياسة التجارية والعلاقات الدولية، أن السياسة الأمريكية “تجعل من دولة، ليس لديها أي من تلك الدوافع الخبيثة التي تتخيلها واشنطن، عدوا. إنها تُضعف الاقتصاد العالمي في وقت يعاني فيه بشكل خطير من الضعف”.
— عدم رغبة الحلفاء من أن يصبحوا اتباعا عميان
لقد أدرك حلفاء أمريكا أنهم إذا أصبحوا اتباعا عميان لسياساتها (الولايات المتحدة) المناهضة للصين، فإن ذلك من شأنه أن يحولهم إلى بيادق سياسية، ويلحق الضرر بمصالحهم الخاصة ويزيد من انقسام العالم.
ففي مقابلة أُجريت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء رحلة عودته من الصين في إبريل، قال إنه ليس من شأن القارة “الدخول في أزمات ليست أزمات خاصة بنا”، وإن “أسوأ ما في الأمر أن نتصور أننا نحن الأوروبيين لابد وأن نصبح منخرطين في هذا الموضوع (تايوان) وأن نتكيف مع الإيقاع الأمريكي أو رد فعل صيني شديد”. كما ذكر الرئيس الفرنسي أن باريس تحترم سياسة صين واحدة وتتبعها.
وفي بيان صادر في شهر مارس، أوضح رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق بول كيتنغ أن الحكومة الحالية تقع في خطأ كبير “من خلال استخدام سيف أمريكي لحمل جيرانها على الاقتناع بالرؤية الأمريكية الموقرة لمصيرهم غير المقيد”.
وينتقد كيتنغ بشدة اتفاق أوكوس منذ أن أعلنته حكومة موريسون السابقة في سبتمبر 2021، قائلا إنه يقوض السيادة الأسترالية ويخاطر بإثارة الصراع مع الصين.
وهناك شعور مماثل في أوساط قطاع الأعمال. إن فك الارتباط عن الصين “أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لجميع الصناعات الألمانية تقريبا”، هكذا قال أولا كايلينيوس، رئيس مجلس إدارة مجموعة ((مرسيدس- بنز إيه جي)).
— “أمريكا ستصبح معزولة”
عملت الولايات المتحدة مؤخرا على تعزيز تحالفاتها العسكرية التي تستهدف الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما زاد من حدة التوترات الإقليمية وتسبب في إثارة المخاوف بين الجمهور الأمريكي.
ذكرت ((فوربس)) في مقال نشرته مؤخرا “ثمة ضرورة إلى أن يكون هناك مسار دبلوماسي هادف لتهدئة الأجواء بين الأمتين”.
وحذر مقال رأي نشرته ((فورين بوليسي)) من أن “المخاوف الأمريكية ليست غير معقولة فحسب — بل هي نبوءة يمكن أن تتحقق ذاتيا”، مضيفا أن “محيطا هائلا يفصل بينهما (الصين والولايات المتحدة)…فالتعايش ليس مرغوبا فيه فحسب؛ بل إنه أمر ضروري أيضا”.
في مقابلة أجرتها معه ((بلومبرغ)) مؤخرا، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر إن النقاش الحالي في الولايات المتحدة تحول إلى “نظرية متطرفة لأمريكا أولا والتي يتم تطبيقها على كلا الجانبين (من هذا البلد الذي يعاني الاستقطاب) ولكن بطريقة تركز بشكل كبير على أمريكا وليس على القضايا العالمية”.
بالنسبة له، النتيجة واضحة وهي أن “أمريكا ستصبح معزولة” إذا ظلت في حالة إنكفاء على الذات، مضيفا بقوله إن “المسار الحالي للعلاقات (بين الصين والولايات المتحدة) يجب تغييره”.