رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى دعم العولمة الاقتصادية والتعاون المربح بين الصين وألمانيا
دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ مجتمع الأعمال الألماني إلى دعم العولمة الاقتصادية والتعاون المربح بين الصين وألمانيا.
وقال لي أثناء حضوره ندوة مع ممثلي مجتمع الأعمال الألماني إنه يتعين إعادة الشركات إلى مقعد القيادة فيما يتعلق بالوقاية من المخاطر، مؤكدا أن الوقاية من المخاطر والتعاون ليسا نقيضين.
كما حذر من مجرد مساواة الاعتماد المتبادل بانعدام الأمن.
حضر الاجتماع ممثلون من شركات ألمانية مثل سيمنز وفولكس فاغن ومرسيدس بنز وبي أم دبليو وشايفلر وبي أيه أس أف وكوفيسترو وواكر شيمي وميرك وأس أيه بي وأليانز.
وبناء على طلب لي، أجرى المشاركون مناقشات مفتوحة وصريحة بالإضافة إلى تبادلات معمقة حول كيفية نظرتهم للوضع الاقتصادي والسياسي الدولي الحالي، والتنمية الاقتصادية في الصين، وآفاق التطور التكنولوجي في المستقبل، وما يسمى بـ “إنهاء المخاطر” و “تقليص درجة التبعية” بمبادرة من بعض الدول.
وبعد الاستماع إلى كلمات ممثلي مجتمع الأعمال الألماني، قال لي إن التواصل وجها لوجه يمكن أن يعمق التفاهم والثقة بين الناس.
وقال لي إنه في عالم تسوده الاضطرابات والتحولات، كلما كان الوضع أكثر خطورة وتعقيدا، كان من الضروري التفكير بهدوء وإدراك اليقين وسط الشكوك.
ودعا إلى اتباع القانون الموضوعي والاتجاه الأساسي للعصر بنشاط، ولا سيما الاتجاه التاريخي للعولمة الاقتصادية، والاتجاه العام للتنمية الاقتصادية طويلة الأجل للصين نحو الأفضل، والاتجاه الكبير للتعاون المربح للجانبين بين الصين وألمانيا.
وقال لي إن الثقة بحاجة إلى تعزيز للتغلب على الصعوبات، داعيا إلى تسريع انتعاش الاقتصاد العالمي من خلال الانفتاح والتعاون.
وفي معرض إشارته إلى أنه من المفهوم وجود شواغل أمنية خاصة لدى جميع الأطراف، قال لي إن المهم هو كيفية تحديد تلك المخاطر والوقاية منها على نحو عقلاني.
وأوضح أنه إذا لم يتم التعامل مع المخاطر بشكل صحيح وجرى تضخيمها، فالنتيجة الوحيدة لذلك ستكون ظهور مشاكل أكبر حجما وأكثر عددا، مضيفا أن الشركات لديها أكبر درجة من الإحساس المباشر والثاقب بالمخاطر، وتعرف كيفية تجنبها والاستجابة لها.
وأشار إلى أن الإخفاق في التعاون هو الخطر الأكبر والفشل في التنمية هو انعدام الأمن الأكبر.
وقال إن العولمة الاقتصادية أدت إلى تشابك الاقتصاد العالمي، ما يستلزم نظرة جدلية إلى مفهوم الاعتماد.
وأضاف أن هذا يعني الامتناع عن المبالغة في درجة الاعتماد أو حتى النظر إلى الاعتماد المتبادل على أنه مساوٍ لانعدام الأمن.
وفيما يتعلق ببعض المشاكل المحددة، حث لي جميع الأطراف على تحليلها بالتفصيل والوقاية منها والاستجابة لها بشكل مشترك عبر التشاور والتعاون.
وأعرب لي عن أمله في أن يتمكن رواد الأعمال من كلا البلدين من اتباع هذا الاتجاه ومواصلة السعي وراء الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجانبين، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد من خلال التعاون العملي عالي الجودة والمستوى.
ودعا لي إلى اغتنام الفرص واتخاذ إجراءات فورية للدفع من أجل تحقيق المزيد من النتائج في التعاون في المجالات الناشئة مثل الابتكار والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، مما يفضي إلى جعل كعكة المصالح المشتركة للبلدين أكبر.
كما توقع منهم الاستمرار في العمل كسفراء للصداقة بين الصين وألمانيا، وتقديم إسهامات أكبر لرفاهية شعبيهما، وتنمية العلاقات الثنائية، وكذا التعاون الودي بين الصين وأوروبا.
وفي معرض إشارتهم إلى ألمانيا والصين كشريكين وثيقين في التعاون، قال ممثلو مجتمع الأعمال الألماني إن تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين أثمر عن نجاح كبير.
وأكدوا على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للقضاء على المخاطر، مشيرين إلى أن الانفصال أمر مستبعد ولن ينجح.
وأعربوا عن تفاؤل مجتمع الأعمال الألماني إزاء التوقعات الاقتصادية للصين وثقته التامة بها.
كما أعربوا عن إيمانهم بالتزام الصين بالانفتاح، وقالوا إنهم مستعدون لمواصلة تعزيز الاستثمارات في الصين والاستفادة من السوق الصينية بشكل كبير.
كما أشاروا إلى استعدادهم لتعميق التعاون بين ألمانيا والصين في التعامل مع تغير المناخ، وتعزيز قدرات البحث والتطوير، ودفع التحول الرقمي، من أجل تحقيق التصنيع في الصين، والبحث والتطوير مع الصين، والفوز المشترك مع الصين.