مقالة خاصة: مدينة صينية قديمة تستكشف تحولا مبتكرا لاكتساب حيوية جديدة

وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:

كانت مدينة لوهيانغ، وهي عاصمة صينية قديمة تقع في مقاطعة خنان بوسط الصين، اسما مبهرا في الحضارة الصينية الرائعة، حيث كانت المدينة عاصمة لـ13 أسرة إمبراطورية صينية، ويعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام .

وتوجد في لوهيانغ حاليا خمسة مواقع لأطلال عواصم صينية قديمة، وستة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، و197 وحدة للآثار الثقافية الخاضعة للحماية الوطنية والحماية على مستوى المقاطعة، و9000 قطعة من الآثار الثقافية غيرالقابلة للنقل، و102 متحفا.

وبينما عززت لوهيانغ الحفاظ على الآثار الثقافية من خلال تدابير مخصصة، استكشفت في السنوات الأخيرة تحولا مبتكرا وضخت حيوية جديدة في كنوزها التاريخية والثقافية.

ومنذ عام 2020، تعمل مدينة لوهيانغ على تسريع وتيرة التحول الرقمي لتراثها التاريخي والثقافي، حيث أضافت العديد من المتاحف معدات رقمية وطبقت تقنيات رقمية مثل التقنيات الثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي لزيادة الأنشطة التفاعلية والغامرة للزوار وجذب انتباههم، وخاصة الشباب.

وفي القاعة التفاعلية الرقمية التي تبلغ مساحتها 760 مترا مربعا في متحف موقع أرليتو لعاصمة أسرة شيا، تعيد المساحة الثلاثية الأبعاد الغامرة التي تم إنشاؤها بواسطة ما يقرب من 40 جهاز عرض، تعيد إحياء عظمة آثار أرليتو.

هذا وتم اكتشاف آثار أرليتو في عام 1959 وتم تحديدها من قبل علماء الآثار كواحدة من العواصم الصينية القديمة خلال عهد أسرة شيا (2070 قبل الميلاد إلى 1600 قبل الميلاد).

في هذا السياق؛ قال قونغ وان يوي، مدير قسم المعلومات الرقمية بالمتحف، إن المعرض الرقمي يعرض عاصمة أسرة شيا، وورش العمل اليدوية، واحتفاليات التضحية، مما يوفر للزوار تأثيرات بصرية رائعة.

كما افتتح متحف الفاوانيا في مدينة لوهيانغ، المتحف الوحيد الذي يحمل طابع الفاوانيا في البلاد، منطقة تفاعلية في قاعة العرض بالمتحف، حيث يعرض مجموعة متنوعة من الآثار الثقافية وغيرها من العناصر المتعلقة بثقافة الفاوانيا عبر التكنولوجيا الرقمية.

بعد أن يخطو الزوار على رمز صيني على الأرض، ستظهر على الفور قصيدة تتعلق بهذا الرمز. وبعد أن يسير الزوار في المعرض، تتفتح أزهار الفاوانيا مع خطوات أقدامهم وتتغير إلى أشكال وألوان مختلفة.

من جانبها؛ قالت لي دان ياو، محاضرة في المتحف: إن المعروضات الرقمية للمتحف تمثل حاليا حوالي 70 بالمائة من الإجمالي، حيث يكسر تطبيق التكنولوجيا الرقمية نمط العرض الثابت التقليدي ويحسن التجربة الغامرة للجمهور.

كما تقدم مدينة لوهيانغ للزوار تجربة ثقافية غامرة من خلال التسوق وتناول الطعام والأنشطة الترفيهية الأخرى.

في متجر لأداء الأدوار الحية في البلدة القديمة بمدينة لوهيانغ، يمكن للاعبين ارتداء الملابس التقليدية وتجربة أدوار مختلفة من أكثر من ألف مسرحية. وحولت هذه المسرحيات الآثار التاريخية والمتاحف والمواقع التاريخية ذات المناظر الخلابة إلى مسرح لأداء الأدوار الحية، مما يتيح للاعبين بالحصول على تجربة غامرة في العصور القديمة.

هذا وتسعى مدينة لوهيانغ جاهدة لأن تصبح وجهة سياحية ثقافية غامرة وطنية بحلول عام 2025، وأن تصبح “عاصمة أداء الأدوار الحية” في الصين، حيث قامت المدينة ببناء حديقة صناعية لأداء الأدوار الحية على مساحة تبلغ 20 ألف متر مربع.

وخلال مهرجان الفاوانيا الثقافي لهذا العام في مدينة لوهيانغ في أبريل الماضي، استقبلت المدينة 12.32 مليون زائر في 20 يوما، لتصبح واحدة من أشهر الوجهات السياحية في البلاد. وتمت قراءة الموضوع المتعلق بأداء الأدوار الحية 120 مليون مرة على منصة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو”.

وخلال الفترة من يناير إلى مايو من هذا العام، استقبلت مدينة لوهيانغ ما مجموعه 61.68 مليون سائح، وبلغ إجمالي إيراداتها السياحية 45.2 مليار يوان (حوالي 6.3 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 116.96 بالمائة و154.63 بالمائة على أساس سنوي على التوالي.

بدوره؛ قال وانغ لي، نائب مدير متحف موقع أرليتو لعاصمة أسرة شيا: “يسمح التحول الرقمي والأنشطة الترفيهية الغامرة للزوار بالتفاعل مع الآثار الثقافية بطريقة جديدة، مما يضخ حيوية جديدة في الكنوز التاريخية والثقافية ويساعد الزوار على تجربة التاريخ والثقافة العميقة للعاصمة القديمة”.