موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: لماذا استجابت الصين لزيادة رأس مال صندوق النقد الدولي؟

0


صحيفة الشعب الصينية:
تمكن صندوق النقد الدولي من تحقيق هدفه في زيادة موارده بمقدار 400 مليار دولار على الأقل مؤخرا بعد تعهد مجموعة العشرين بمساهمة تتجاوز 430 مليار دولار، واستجابة الصين وقولها أنها “لن تكون غائبة” عن تعزيز موارد صندوق النقد الدولي. وقالت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي في بيان لها، أن الأموال الجديدة ستستخدم أساسا لتعزيز قدرة قروض صندوق النقد الدولي،ومساعدة ة في حل أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.

المسؤولية الدولية

من المفهوم،أنه لا تزال اليابان ودول منطقة اليورو اكبر الدول المساهمة في رأس مال صندوق النقد الدولي حتى الآن بنحو 200 مليار دولار أمريكي و 60 بليون دولار على التوالي. والصين لم تحدد بعد حجم الدعم الذي ستقدمه إلى صندوق النقد الدولي.

وقال تسنغ قانغ، مدير معهد بحوث المالية والمصرفية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،إن صندوق النقد الدولي منظمة دولية، ويهدف زيادة رأس مال الصندوق إلى تحسين القدرة على التغلب على الأزمة المالية، ولكن لا يمكن ذلك إلا من خلال التمويل. وباعتبار الصين أحد أعضاء صندوق النقد الدولي وفي نفس الوقت قوة عظمى مسؤولة فإن زيادة الرأس المال هو الوفاء بالتزاماتها الدولية وتحمل مسؤوليتها الدولية.

كما أن سعي الدول النامية إلى لعب دور اكبر في صندوق النقد الدولي هو احد الأسباب أيضا في المشاركة في زيادة رأس المال الصندوق. في عام 2010، توصل الأطراف إلى اتفاق على إصلاح نظام الحصص أو “الكوتا” في صندوق النقد الدولي، ومن المقرر الانتهاء من الإصلاح في اكتوبر المقبل قبل الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في خريف هذا العام. وإذا كان الإصلاح كاملا فإن 6% من حصص الصندوق تحول إلى دول نامية، وتسقط مشاركة كل البلدان المتقدمة إلى 57.7%. وفي الوقت نفسه، فإن حصة الصين في التصويت في الصندوق النقد الدولي تأتي بعد الولايات المتحدة واليابان، ولكن في الوقت الحالي فإن هذه الجولة من الإصلاح لا تزال بطيئة.

وقال بنك الصين المركزي أن الحصص أساس آلية صندوق النقد الدولي، وزيادة موارد الصندوق ينبغي أن تستند أساسا للحصص. والأمل أن تحث البلدان على إسراع في إجراءات الموافقة لانجاز برنامج إصلاح نظام الحصص أو “الكوتا” في صندوق النقد الدولي. ومن المؤكد إنهاء ذلك قبل الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في أكتوبر من هذا العام.

ويعتقد قو تيان يونغ أستاذ بجامعة المال والاقتصاد المركزية أن إ الصين وروسيا ودول أخرى مستاءة بسبب بطء التقدم في إصلاح صندوق النقد الدولي وغيرها من المنظمات المالية الدولية، وتطالب أيضا توزيع الأداء الايجابي لصوتها . كما أن الصين وغيرها من الاقتصادات الناشئة سوف لا تتخلى عن مطالبها بسهولة، بالرغم من أن النتيجة النهائية لإصلاح نظام الحصص وزيادة رأس مال صندوق النقد الدولي تقررها لعبة السلطة.

الجهود المتضافرة للخروج من الركود

إن تلاشي تباطؤ الاقتصاد العالمي يحتاج إلى تضافر الجهود. ووفقا لنموذج زيادة رأس المال لصندوق النقد الدولي، يصل إجمالي مقدار رأس المال الذي جاء من الدول الراغبة في زيادته إلى 362.3 مليار دولار، ونظرا لإجمالي المساهمات بـ 430 بليون دولار، ووفقا للعرض الإجمالي المقدر بـ 430 مليار دولار،فإن إجمالي مساهمة من الصين وروسيا والبرازيل، والهند، وإندونيسيا، وماليزيا، وتايلاند وبلدان أخرى ستبلغ 67.7 مليار دولار أمريكي، ويمكن للصين أن تسهم بـ 60 مليار دولار.

في إنقاذ أوروبا منافع للصين ايضا

إن ما يدعي للقلق بعد زيادة رأس المال لصندوق النقد الدولي هو في كيفية استخدام هذه الأموال. ووفقا للتقارير، تستخدم هذه الأموال عن طريق القروض الثنائية المؤقتة، وعن طريق شراء سندات صندوق النقد الدولي لإدخال الرأس المال ل”حساب المال العادي” لصندوق النقد الدولي. وأكد بيان صندوق النقد الدولي، أن الأموال الجديدة يستفيد منها جميع الأعضاء وليست مخصصة لإنقاذ منطقة اليورو فقط.. لكن المحللين أشاروا إلى أن الاقتصاد في العالم لايزال يعيش الخطر إلى فترة طويلة وبحاجة إلى أكثر إلى مساعدة مالية طارئة من صندوق النقد الدولي.

ويعتقد تسنغ قانغ أن الصين سوف تساعد في إنقاذ أوروبا من خلال المشاركة في زيادة رأس المال، وهذا يعود بالمنفعة عليها أيضا. وباعتبار الاتحاد الأوروبي اكبر شريك تجاري للصين، فإن انهياره سوف يؤثر على الصين. كما أن العالم مرتبط اليوم ومساعدة الآخرين عن مساعدة الذات. وإن العالم ليس غابة يأكل فيها القوي الضعيف، بل يجب الحديث عن التوازن، والدول الكبرى لا ينبغي أن تهتم فقط بكسب المال، بل ينبغي تحمل نصيبها من المسؤولية الدولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.