الصين وأفريقيا تعززان جهودهما لدفع التنمية الخضراء بالقارة السمراء

في ضوء الجهود الرامية إلى أن جعل تطور الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة مسعى مشتركا وزخم نمو جديدا في العالم، وافق الممثلون المشاركون في المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي الثالث، الذي اختتمت فعالياته في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين، على أهمية التنمية الخضراء والمستدامة وعالية الجودة للتعاون الصيني-الأفريقي في المستقبل.

وأثناء المعرض، نشطت جهود من كل من الجانبين الصيني والأفريقي باتجاه تحقيق التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون للقارة الأفريقية، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة الجديدة والمتجددة والاتصالات وغيرها.

وفي منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في مجال الطاقة الجديدة، الذي عقد على هامش المعرض، أطلقت خمس شركات صينية بشكل مشترك “الاتحاد الصيني-الأفريقي لصناعة الطاقة الجديدة”. وسيركز هذا الاتحاد على التعاون الثنائي في مجال الطاقة الجديدة، لدعم تحقيق المنافع المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والدول الأفريقية، خاصة تحقيق التنمية الخضراء. وقد أعرب الاتحاد عن أمله في أن يشارك فيه المزيد من الشركات والمؤسسات ذات الصلة.

وذكر جيانغ يون، سكرتير الجمعية الصينية للتنمية خارج البلاد، أن القارة الأفريقية تزخر بموارد طبيعية وفيرة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرهما، أما الصين، فتمتلك تقنيات لتطوير الطاقة الجديدة تتميز بتكاليفها المنخفضة والقابلية الجيدة لتطبيقها علاوة على الظروف المواتية لاستخدام تلك التقنيات، مضيفا أن تقوية التعاون الثنائي في مجال تقنيات الطاقة الجديدة سيقوي قدرة الدول الأفريقية على تحقيق التنمية المستدامة في مجالي الطاقة والكهرباء، بما يساعد على تحقيق التنمية الخضراء والمستدامة للاقتصاد الأفريقي.

وأعرب شارلز مينوبلى، وزير الإسكان والبنية التحتية والتنمية العمرانية في زامبيا، عن ترحيب بلاده بالمستثمرين الصينيين للاستثمار في مرافق البنية التحتية الخضراء، وقال إن الحكومة الزامبية قد وضعت قوانين وسياسات قوية لضمان الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال.

كما وجه ممثلون من جنوب أفريقيا والمغرب وملاوي وغيرها من الدول الأفريقية، دعوات إلى الشركات والمستثمرين من الصين، داعين إلى تعزيز التعاون الصيني-الأفريقي لتطوير الموارد المحلية ودعم التنمية الخضراء المستدامة للاقتصاد المحلي وغير ذلك.

إلى جانب ذلك، خلال منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في مجال البنية التحتية، الذي عُقد على هامش المعرض، تم التوقيع على 19 اتفاقية تعاون بين الصين والمغرب ومصر وكينيا وغيرها من الدول الأفريقية، في مجالات تشمل النقل، والطاقة، والاتصالات، والهندسة الهيدروليكية وغير ذلك، ليبلغ إجمالي قيمة المشروعات الموقعة أثناء المنتدى أكثر من 2.9 مليار دولار أمريكي، وستساهم فيها 32 مؤسسة وشركة.

ورأى وانغ جيان بينغ، رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية المحدودة لبناء السكك الحديدية، أنه ينبغي تعزيز فكرة التنمية الخضراء أثناء أعمال التخطيط والتصميم والبناء والإدارة وغيرها على طول عمليات إنشاء البنى التحتية، والتشجيع على استخدام المواد الخضراء الجديدة الصديقة للبيئة، والتكنولوجيات الجديدة، والمهن الجديدة، مؤكدا على أنه يجب بناء منصات خضراء في مجالي الصناعة وسلاسل الإمداد، من أجل تحقيق التنمية المستدامة للبنية التحتية في أفريقيا.

جدير بالذكر أن المعرض الذي تم تدشينه في عام 2019 عقد ثلاث دورات. وشهدت الدورة الثالثة التي اختتمت يوم الأحد الماضي، توسعا في حجم المعرض مقارنة بالدورتين السابقتين.

وقالت تشن شي بينغ، المسؤولة ببنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية، إن التعاون الصيني-الأفريقي، من وجهة نظرها، لا يزال يواجه عديدا من التحديات والصعوبات، خاصة في الهياكل القانونية وبنود اتفاقيات التعاون بشأن المشروعات العابرة للحدود بين الدول الأفريقية.

وأشارت تشن إلى أنه على الرغم من ذلك، لا تزال القارة الأفريقية قارة واعدة ذات قدرة تنافسية قوية في المستقبل، معربة عن ثقتها بأن التعاون الصيني-الأفريقي يستشرف مستقبلا مشرقا.