مواجهة صينية أميركية بسبب معارض ضرير
موقع قناة الجزيرة الالكتروني:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن كلاً من الصين والولايات المتحدة وضعتا في حرج شديد بعد هروب ناشط صيني ضرير من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه حكومته وورود أنباء عن لجوئه إلى السفارة الأميركية في بكين.
وتأتي أزمة الناشط السياسي والحقوقي الصيني شين غوانغشينغ في وقت تبذل فيه الولايات المتحدة جهودا لإصلاح علاقتها المتوترة مع بكين.
ويعتبر غوانغشينغ أحد أبرز المعارضين السياسيين الصينيين، وقد استطاع الأسبوع المنصرم -وبمساعدة شبكة سرية من الأعوان- الإفلات من قبضة الحراسة المفروضة عليه من السلطات الصينية في محبسه، واستطاع بعد هروبه قطع مسافة 480 كلم للوصول إلى العاصمة الصينية بكين، حيث يعتقد أنه لجأ إلى السفارة الأميركية هناك، الأمر الذي وضع السلطات الصينية في موقف محرج.
وكانت السلطات الصينية قد صرحت بأن غوانغشينغ قد لجأ إلى السفارة الأميركية، ولكن لم يصدر أي نفي أو تأكيد من الجانب الأميركي بهذا الخصوص.
وعلى الجانب الأميركي تأتي قضية غوانغشينغ في وقت تبذل فيه الدبلوماسية الأميركية جهودا لتحسين العلاقة مع الصين بعد توترها في فبراير/شباط الماضي بسبب قضية مشابهة، عندما لجأ للسفارة الأميركية مسؤول صيني اسمه وانغ ليجون وكشف ملابسات مقتل مواطن بريطاني في الصين وتورط أعضاء من الحزب الشيوعي الصيني بشكل أو بآخر في مقتله.
ورغم رفض السفارة الأميركية في بكين منح المعارض الصيني الحماية وتم تسليمه إلى الجانب الصيني، إلا أن القضية ألقت بظلالها على العلاقات الأميركية الصينية.
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية فنقلت من جهتها عن بوب فو رئيس منظمة “شاينا أيد” أن الناشط غوانغشينغ هو فعلا تحت الحماية الأميركية في سفارة بكين. وبيّن فو أن غوانغشينغ قد نجح في التملص من الحراسة المفروضة عليه في 22 أبريل/نيسان، واعترف بأن منظمته كان لها يد في تهريبه، وأنها أعلمت الحكومة الأميركية بالترتيبات التي جرت على مدى أشهر لإخراج الناشط الضرير من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه في منزله في قرية صينية نائية.
كما نقلت الصحيفة عن الناشط الصيني المعروف هو جيا قوله إنه التقى غوانغشينغ بعيد هروبه، وأنه يعتقد بوجوده الآن في السفارة الأميركية ببكين. يذكر أن جيا كان مشتركا في عملية تهريب غوانغشينغ الذي كان يقبع في منزله وسط حراسة مشددة من رجال أمن يرتدون الزي المدني.
وترى الصحيفة أن لجوء غوانغشينغ إلى السفارة الأميركية قد وضع إدارة أوباما في موقف لا تحسد عليه، فبينما تجاهد لتحسين علاقتها بالصين، تتصاعد الضغوط عليها داخليا لعدم معالجة موضوع الناشط الضرير بنفس الأسلوب الذي اتبع مع ليجون.
وتعرب الصحيفة عن اعتقادها بأن معالجة ملف غوانغشينغ ستكون إيجابية، حيث يتمتع هذا الناشط بدعم أميركي برز خلال الأشهر الماضية من خلال طلبات لمشرعين أميركيين للقائه، ولكن الجهات الصينية قابلت جميع الطلبات بالرفض. كما شن مجلس النواب الأميركي حملة إعلامية للدفاع عن غوانغشينغ عندما كان تحت الإقامة الجبرية ووصف أنه محام يمثل رمزا لقمع الديمقراطية في الصين.
جدير بالذكر أن الإشادة بغوانغشينغ وإدانة تقييد حريته جاءت أيضا من الاتحاد الأوروبي.