مقالة خاصة: كاتب من قرية نائية بمنطقة شينجيانغ يروي القصص للقرّاء في جميع أنحاء العالم
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
تقع قرية تسايتسيقو على بعد أكثر من 200 كيلومتر شرق مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، حيث يعيش ليو ليانغ تشنغ، وهو كاتب صيني شهير حضر معرض أبوظبي الدولي للكتاب في أواخر مايو الماضي.
وخلال المعرض تم إصدار النسخة العربية من رواية (المرسال) التي كتبها ليو ليانغ تشنغ، إذ حظيت بإقبال واسع من قبل القراء العرب. وبعد عودته من أبوظبي إلى قرية تسايتسيقو، شرع ليو في كتابة أعمال أدبية جديدة.
يذكر أن ليو ليانغ تشنغ الذي اشتهر بكتاب (قرية لشخص واحد) في الصين، يشغل حالياً منصب نائب مدير لجنة النثر في الجمعية الصينية للكتاب، ورئيس جمعية الكتاب بمنطقة شينجيانغ، وقد أنشأ أكاديمية مولي للكتب في قرية تسايتسيقو في عام 2013، حيث عاش حياة رعوية تقليدية وبحث من خلالها عن الإلهام الإبداعي.
ومنذ ذلك الوقت، أبدع ليو سلسلة من الروايات التي لم تفز فقط بالعديد من الجوائز الأدبية المحلية، بل تُرجمت أيضاً إلى اللغات الإنجليزية والعربية والكورية والمقدونية وغيرها.
وحول ذلك؛ قالت يركيسي هولمانبيك، عضو هيئة رئاسة الجمعية الصينية للكتاب، ونائبة رئيس جمعية الكتاب في منطقة شينجيانغ، قالت إن الأدب في منطقة شينجيانغ هو أدب تتعايش فيه مختلف القوميات واللغات بانسجام، ما يُضفي على الأعمال الأدبية للكاتب ليو ليانغ تشنغ “ثراء” ينعكس على أرض شينجيانغ، ما يُظهر مزايا مختلفة، وهو الأمر الذي تم تأكيده في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث شهدت النسخة العربية للرواية (المرسال) إقبالاً وترحيباً كبيرين من قبل القراء المحليين.
تتمحور أحداث رواية (المرسال) حول حرب اندلعت منذ آلاف السنين بين مملكة “بيشا” في الشرق ومملكة “هيله” في الغرب، بسبب شائعة قالت إن الجدار العالي للمعبد الكبير في مملكة “بيشا” يحجب الشمس عن مملكة “هيله” التي تعتنق ديانة مختلفة، الأمر الذي أدى لزرع بذور الكراهية بين شعبي المملكتين، واستمرت الحرب بينهما لعقود طويلة. وبسبب هذه الحرب، تم حظر تبادل الرسائل بين الشعبين، وأصبحت عملية نقل الرسائل مهنة سرية، حيث لعب أشخاص يمتهنون مهنة “المرسال” دوراً مهماً في نقل المعلومات بين المملكتين خلال الحروب المتعاقبة.
وتمت ترجمة الرواية من قبل الأديب المصري الكبير يحيى مختار، ونُشرت في جميع الدول العربية.
وقال ليو ليانغ تشنغ إن كلمة “المرسال” نفسها تعني التواصل، فالروائيون هم أيضا “رسل”، والروايات هي من مهنة المرسال، معرباً عن أمله في أن تصبح الرواية مرسالا ينطلق من الصين نحو العالم بأسره.
وبدوره، قال أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة التي شاركت في تنظيم مراسم إصدار النسخة العربية من رواية (المرسال) خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، قال إن سحر الأدب يكمن في التواصل بين قلوب البشر، معرباً عن رأيه في أن الأعمال الأدبية مثل (المرسال) ستزيد من تعزيز نشر الأدب الصيني في العالم العربي، ما سيزيد من تأثيره وانتشاره لدى المزيد من القراء في أنحاء العالم.
وفي شهر يونيو الماضي، تم تدشين “متحف ليو ليانغ تشنغ للأدب” في قرية تسايتسيقو، والذي يعرض الإنجازات الأدبية لـ ليو ليانغ تشنغ، وآماله في أن تترك أعماله الأدبية ثروة روحية للأجيال القادمة.