تعليق “شينخوا”: سلوك واشنطن في تشهيرها بالصين “مثير للمشكلات”
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
لدى وصوله إلى عاصمة تونغا، نوكو ألوفا لم يتوانَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في إلقاء الوحل على الصين.
وهذه المرة وصف انخراط بكين في المنطقة بأنه “سلوك مثير للمشكلات” والاستثمار الصيني بأنه “مفترس” ومن شأنه أن يلحق الضرر بالاقتصاد المحلي.
وراء هذه الكليشيهات التي تهاجم الصين، كان بلينكن، أول وزير خارجية أمريكي يزور تونغا، يطلب في الواقع من الدولة الجزيرة الانحياز إلى جانب ويجعل من المنطقة ساحة جديدة للتنافس، ولكن عليه أن يفهم أن تشويه سمعة التعاون الطبيعي للآخرين يعد سلوكا مثيرا للمشكلات حقا. فاتهامه لم يكن هجوما على الصين فحسب، بل كان أيضا بمثابة تشكيك غير حكيم في قرار تونغا بشأن اختيار الشركاء باعتبارها دولة ذات سيادة.
في مؤتمر صحفي مشترك عقد عقب اجتماعه مع بلينكن يوم الأربعاء، أخبر رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني الضيف الأمريكي بأن بلاده ليس لديها شواغل إزاء علاقاتها مع الصين.
عندما واجهت تونغا تحديات متعددة، بما فيها الثورانات البركانية وأمواج تسونامي وجائحة كوفيد-19، أسرعت الصين دوما إلى تقديم يد المساعدة. وقد قال توبو السادس ملك تونغا إنه كما أثبتت الحقائق، فإن الصداقة مع الصين تقوم دائما على الأفعال وليس على الأقوال.
وفي جزر المحيط الهادئ الأوسع نطاقا، نفذت الصين عددا كبيرا من مشاريع المساعدة التي تلبي الاحتياجات الفعلية للبلدان التي تسعى إلى مساعدتها. وقد عززت هذه المشاريع بقوة التنمية الاقتصادية المحلية وحسنت معيشة المواطنين هناك. وفي الوقت الذي تقدم فيه الصين المساعدة، فإنها تقدم كامل الاحترام دائما للسيادة والاستقلال وكذا الإرادة والتقاليد الثقافية للبلدان التي تتلقى المساعدة.
واستنادا إلى تجربتها التنموية الخاصة، أقامت الصين تعاونا متبادل المنفعة مع الدول النامية الأخرى من خلال دعم العدالة والسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة، وقدمت المساعدة دون ربطها بأية شروط سياسية.
وساهم هذا التعاون كثيرا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك معيشة شعوب البلدان ذات الصلة. فقد أتاح خط سكة حديد مومباسا- نيروبي الذي مولته وبنته الصين نحو 50 ألف فرصة عمل لكينيا. وبحلول نهاية عام 2022، جلب الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني 25.4 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات المباشرة إلى باكستان وخلق 236 ألف فرصة عمل. وهناك أمثلة عديدة على ذلك.
إذا كانت واشنطن تهتم حقا بتنمية جزر المحيط الهادئ، فعليها أولا أن تعتذر وتقدم تعويضات كاملة عن الأضرار الناجمة عن أكثر من 60 تجربة نووية أجرتها في المنطقة، والتصدي للتحديات الملحة التي تواجهها الجزر بشأن تغير المناخ وذلك من خلال إجراءات ملموسة، والتركيز على الاحتياجات الحقيقية للسكان المحليين، بدلا من إرسال مسؤولين كبار لإجراء حملة دبلوماسية أشبه بعرض الأزياء.
وإذا كانت الولايات المتحدة ملتزمة حقا بأن تنعم الشعوب في الأجزاء الأخرى من العالم بمستقبل ورفاه أفضل، فعليها أن تتوقف عن إلقاء الوحل على الصين، وتتعاون بدلا من ذلك مع الصين لمساعدة الدول المحتاجة.
فالدولة التي لا تقدم سوى أقل القليل من المساعدة، وتحاول جاهدة عرقلة يد المساعدة التي تقدمها الدول الأخرى، بل وتسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصالح الآخرين، لا ترقى إلى مستوى صورة قوة عظمى محترمة.