مقالة خاصة: التبادلات الإقليمية تصبح قوة جديدة في التعاون الصيني-الأفريقي
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
في السنوات الأخيرة، ازدهر التعاون بين الصين والدول الأفريقية، مدفوعا بمبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق وأطر مثل منتدى التعاون الصيني الأفريقي. وقد ركز هذا التعاون على قطاعات عدة من بينها التجارة والبنية التحتية ورفع مستويات المعيشة.
وفي هذا السياق البراغماتي، دفعت مقاطعات صينية مثل جيانغسو وهونان وهوبى وتشجيانغ وفوجيان سبل التعاون، وعملت على تشكيل منصات محلية، واستفادت من قوتها الصناعية ومزاياها الإقليمية، وحققت نتائج ملحوظة.
وقال تشو بينغ، نائب مدير عام إدارة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية، خلال مؤتمر التعاون للعام 2023 بين جيانغسو والدول الأفريقية، والذي عقد مؤخرا في مدينة تشنجيانغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، إن “التعاون الإقليمي بين الصين وأفريقيا يمكن أن يحقق الاستفادة الكاملة من نقاط القوة الإقليمية ويعزز التكامل الثنائي”.
وأعرب إليا جورج كايامو، سفير ناميبيا لدى الصين، عن تقديره لمشروعات التعاون الزراعي بين جيانغسو وأفريقيا، مشيرا إلى أن التقنيات الصينية المتقدمة ستساعد البلدان الأفريقية على تطويرها زراعيا.
وأثناء زيارتها لورشة عمل في مقر شركة “جيانغسو ورلد للآلات الزراعية” أشادت فوتي جويس تسيبا، القنصل العام لجمهورية جنوب إفريقيا في شانغهاي، بالتكنولوجيا المتقدمة التي لاحظتها.
وقالت تسيبا “هذه الآلات رائعة. نأمل أن تأتي المزيد من هذه الشركات البارزة في تصنيع الآلات الزراعية لمساعدة إفريقيا في طريقها نحو التحديث الزراعي”.
وفي أكتوبر الماضي، أقيم حفل افتتاح أول قرية تجريبية في كينيا للتنمية الزراعية والحد من الفقر بين الصين وأفريقيا في ماتانغي تيسا بمقاطعة ناكورو. ويقف هذا المشروع الذي تقوده جامعة نانجينغ الزراعية كدليل حي على التعاون الزراعي بين البلدين.
ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق فوائد كبيرة لما يقرب من 200 مزارع من خلال إدخال نوع مبتكر من الفول “تشيلالانغ” ونظام ري فعال.
وأكد هو فنغ، نائب رئيس جامعة نانجينغ الزراعية، على هدف المشروع، قائلا: “هدفنا هو زيادة محصول الفول من 1500 إلى 2700 كجم/هكتار، وبالتالي مساعدة المزارعين المحليين على الخروج من الفقر”.
وفي سوق قاوتشياو الكبير الواقع في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان، يمكن العثور على مجموعات متنوعة من المنتجات من مختلف البلدان الأفريقية، مثل الزيوت الأساسية من مدغشقر وحبوب البن من إثيوبيا والمنحوتات الخشبية من زيمبابوي والنبيذ من جنوب أفريقيا.
وأصبحت هونان “بقعة اقتصادية ساخنة” بعد استضافتها للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي. ويعد سوق قاوتشياو الكبير في تشانغشا مركزا صاخبا للتجارة، حيث يضم 9100 تاجر ويقف كمثال رئيس على علاقة هونان التجارية المزدهرة مع أفريقيا.
وفي عام 2022، بلغ حجم تجارة هونان مع أفريقيا 3.1 مليار يوان (حوالي 425.1 مليون دولار أمريكي)، مسجلا ارتفاعا مثيرا للإعجاب بنسبة 302 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وفي السنوات الأخيرة، استفادت مقاطعة هوبي في وسط الصين بما تتمتع به من مزايا في البحث العلمي في تعزيز التعاون التكنولوجي المبتكر ودفعه مع أفريقيا.
وشهد منتدى المنتدى الصيني-الأفريقي للتعاون والتنمية في مجال الابتكار للعام 2023 ومؤتمر هوبي الدولي لتبادل التكنولوجيا في أوائل يوليو في مدينة ووهان، حاضرة المقاطعة، توقيع 20 مشروعا بشأن التعاون العلمي والتكنولوجي.
وبعد أسبوعين، عقدت مسابقة الابتكار وريادة الأعمال للشباب الثانية بين الصين وأفريقيا في ووهان. وركزت المسابقة على الاقتصاد الرقمي والتصنيع الصناعي والزراعة الحديثة بين أمور أخرى، ما أدى إلى تحفيز النشاط الابتكاري وريادة الأعمال لشباب الصين وأفريقيا وبالتالي تعزيز التجارة والتبادلات البشرية بين الجانبين.
وقالت أميناتا كويتا، سفيرة جمهورية غينيا لدى الصين، خلال زيارتها في يونيو إلى مدن نانجينغ وشانغهاي وشنتشن إن “الصين هي الأفضل من بين كل شركاء غينيا”.
وأشارت إلى أن غينيا تمتلك موارد بشرية ومعدنية وفيرة، وأن البلدين لديهما إمكانات كبيرة للتعاون. و”آمل أن تتمكن الصين من جلب التقنيات المتقدمة إلى غينيا”.