مقالة خاصة: كيف تحولت حفرة منجم مهجور إلى بحيرة من الزمرد بشمال شرقي الصين
في التلال الواقعة على بعد حوالي 35 كم جنوب غربي محافظة باوتشينغ بمقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين، توجد بحيرة صغيرة تتلألأ باللون الأخضر الزاهي تحت ضوء الشمس، لتبدو كالزمرد. ومن الصعب التصديق، قبل رؤية صور مظهر البحيرة السابق، بأنها كانت في السابق حفرة منجم صخري مهجور.
وفي تلك الصور القديمة، لم تكن هناك نباتات، وكان الجبل قد انهار في أماكن كثيرة، وكانت هناك حفرة كبيرة عمقها عشرات الأمتار. وشكلت هذه المشاهد القبيحة، التي بدت وكأنها جروح في الأرض، مخاطر جيولوجية وبيئية على السكان المحليين.
وجاء هذا الوضع نتيجة أنشطة التنقيب غير القانونية التي قام بها مالك المنجم السابق، والتي أدت إلى رفع دعوى قضائية تتعلق بالمصلحة العامة ضد تدمير البيئة الإيكولوجية والإفراط في استكشاف الموارد.
وكانت حكومة باوتشينغ مسؤولة عن ترميم الموقع الأصلي. ولكن، كيف تم تحقيق هذا التحول؟
يتذكر شيوي بين يي، أمين لجنة الحزب في محافظة باوتشينغ، قائلا “في البداية، فكرنا في ردم هذه الحفرة، لكنها كانت ستتطلب الكثير من أعمال البناء بتكلفة باهظة”.
وتابع شيوي: “ثم وجدنا أن ضوء الشمس على الماء في الحفرة غيّر لونه. فلماذا نقوم بردمها ولدينا بالفعل مثل هذا الحوض الكبير من المياه؟”
وفي عام 2020، أطلقت المحافظة مشروع الترميم، حيث قامت بتقوية المنحدرات لضمان عدم انهيارها وزرعت العشب والأشجار في المناطق المشوهة.
وبعد إزالة الطين والمخلفات الصناعية الموجودة في قاع الحفرة، عملت المياه القادمة من مصادر المياه الجوفية ومن الأمطار على تحويل لون البحيرة بشكل طبيعي إلى اللون الأزرق اليشمي أو الأزرق الفاتح، وذلك اعتماداً على زاوية أشعة الشمس ونتيجة للمعادن الغنية التي يحتوي الماء عليها.
وقامت المحافظة تدريجياً ببناء المرافق بما في ذلك أماكن للضيافة ومطاعم وملاعب للأطفال وقاعدة تخييم حول البحيرة، وهكذا تم تشكيل “منتزه غابة المنجم ببحيرة الزمرد”.
“إنه مكان جميل حقاً”، هكذا قال وانغ جيون جيه، طالب في مدرسة ابتدائية يقوم برحلة تعليمية في المنتزه، وهو من أهل مدينة شوانغياشان التي تقع فيها محافظة باوتشينغ.
ومنذ إنشائه، استقبل المنتزه عشرات الآلاف من السائحين، بينما وفر أكثر من 100 فرصة عمل للسكان المحليين، وحقق إيرادات بقيمة 12 مليون يوان (حوالي 1.67 مليون دولار أمريكي).
وباعتبارها نموذجاً ناجحاً للتأقلم مع الظروف المحلية لاستعادة النظام الإيكولوجي، وتحويل منجم مهجور إلى كنز سياحي، تستعد بحيرة الزمرد لاستقبال المزيد من الزوار القادمين من جميع أنحاء البلاد وخارجها، سعياً لتعزيز النهوض بالريف.