إدراج غابات الشاي القديمة في مدينة بوآر الصينية على قائمة التراث العالمي لليونسكو
تم إدراج المشهد الثقافي لغابات الشاي القديمة على جبل جينغماي في مدينة بوآر جنوب غربي الصين ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وخلال أعمال دورتها الموسعة الـ45 المنعقدة هنا في العاصمة السعودية الرياض، فحصت لجنة التراث العالمي لليونسكو هذا الموقع الذي رشحته الصين، وضمته إلى القائمة باعتباره من الممتلكات الثقافية، ليصبح موقع التراث العالمي الـ57 للصين.
ويؤكد هذا القرار الحيوية الكبيرة التي تستمر حتى اليوم لغابات الشاي القديمة والمشهد الثقافي ذات الصلة في جبل جينغماي بمحافظة لانتسانغ ذاتية الحكم لقومية لاهو بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، وهي إحدى المناطق التي مارست الاستخدام المبكر لموارد الشاي وكان لها تأثير كبير على ثقافة الشاي في العالم.
ويعد هذا المشهد، الذي يتألف من خمس مناطق غابات شاي قديمة وتسع قرى تقليدية وثلاث غابات محمية، مثالا على غابات الشاي القديمة المستأنسة والمحفوظة جيدا والغنية ثقافيا.
وتدار تلك الغابات بشكل جيد في ظل نظام حماية فريد من نوعه يحترم التنوع الثقافي والبيولوجي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
ويحترم هذا النظام الظروف المناخية المحلية والسمات الطبوغرافية وأنواع النباتات والحيوانات، ما يحقق الحفاظ على التنوع الثقافي والبيولوجي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال الدورة الموسعة لليونسكو، قال لي تشيون، رئيس الهيئة الوطنية للتراث الثقافي في الصين، إن “هذا الإدراج يسلط الضوء على أهمية مكانة الصين في منشأ الشاي وزراعته وتجارته ونشر ثقافة الشاي في جميع أنحاء العالم”.
وفي القرن العاشر تقريبا، هاجر أسلاف مجموعة بولانغ القومية إلى جبل جينغماي، حيث اكتشفوا أشجار الشاي البرية وبنوا المعرفة على أساسها.
وبمرور الوقت، تكيفوا مع النظام الإيكولوجي للغابات جنبا إلى جنب مع قومية داي ومجموعات قومية أخرى جاءت لاحقا إلى المنطقة، لإنشاء نموذج فريد من نوعه لزراعة أشجار الطبقة السفلى للشاي، وهي ممارسة زراعية تقليدية ظلت باقية رغم تكنولوجيا مزارع الشاي الحديثة المنتشرة على نطاق واسع.
وأضاف لي أنه على مدار آلاف السنين من الحماية والإدارة، اتخذ المشهد شكله باعتباره تعايشا بين الغابات ومزارع الشاي ليجسد فكرة الانسجام مع الطبيعة.
وأقرت اللجنة بأن الموقع يفي بمعياري التراث العالمي الثالث والخامس، مشيدة بقيمته العالمية لكونه “شهادة نموذجية على تقاليد زراعة أشجار الطبقة السفلى للشاي لدى السكان الأصليين”، وباعتباره “مثالا بارزا للمشاهد الثقافية المستدامة لزراعة الغابات الجبلية”، بحسب ملخص تنفيذي نُشر حديثا على الموقع الإلكتروني لليونسكو.
وانعقدت الدورة الموسعة للجنة في الفترة من 10 حتى 25 سبتمبر لفحص إجمالي 53 ترشيحا للمواقع الثقافية والطبيعية والمختلطة لقائمة التراث العالمي.