مقابلة خاصة: أمين عام الغرف العربية: العلاقات التجارية العربية الصينية تنمو بشكل لافت
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
ذكر الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي أن العلاقات التجارية العربية الصينية نمت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، داعيا إلى تبني نموذج جديد للتعاون بين الجانبين في أقرب وقت.
وقال حنفي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا “لقد ارتفع حجم التجارة بين الدول العربية والصين … لكننا نهدف إلى المزيد”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الشركات الصينية متواجدة في المنطقة وتتوسع ليس فقط في الأعمال وإنما أيضا في التكنولوجيا الخاصة بها.
وأضاف أن “تنوع المنتجات الذي يمكننا رؤيته اليوم يعتبر أمرا مهما أيضا”، لافتا إلى أنه “تقليديا، كانت التجارة بين الصين والعالم العربي مقتصرة على منتجات محددة، ولكن في الوقت الحالي بدأ نطاق أنواع المنتجات يتوسع”.
ولاحظ الأمين العام لاتحاد الغرف العربية أن حجم استثمارات الشركات الصينية في العالم العربي ازداد في السنوات الأخيرة بتشجيع من نموذج أعمال هندسة المشتريات.
وذكر أن “هذا النموذج شجّع العديد من الدول العربية، ليس فقط في القطاع الخاص ولكن الحكومات أيضا، على جذب استثمارات الشركات الصينية في محطات الطاقة وأنظمة الري والبنية التحتية والكثير غيرها”.
وبمناسبة الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية التي ستُعقد في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر الجاري في مدينة يينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، سلط حنفي الضوء على حرص العديد من الدول العربية على المشاركة في المعرض كونه يوفر منصة لعقد الندوات وتبادل الأفكار وخلق فرص في مجال الأعمال.
ولدى إشارته إلى ضرورة وجود نماذج مبتكرة من التعاون مع الصين، ذكر حنفي “لا يمكننا أن نضمن أن النموذج الكلاسيكي لتصدير واستيراد السلع سيكون النموذج الصحيح حتى بعد زيادة حجم التجارة”، مضيفا “نحن بحاجة إلى التحول إلى نموذج آخر”.
وضرب حنفي أمثلة على التعاون غير التقليدي من خلال “قيام الصين بإنشاء محطات أو مراكز أو مناطق اقتصادية ومجموعات من الصناعات والشركات في بعض المناطق العربية لإنشاء المنتجات ونقلها إلى مناطق أخرى في أفريقيا وقارات مختلفة”.
وأضاف “بهذه الطريقة، لن نستهدف الأسواق والمستهلكين العرب فقط … بل (أيضا المستهلكين) في الأسواق الأخرى من خلال الاستفادة من الميزة التنافسية في بعض الدول العربية، بما في ذلك انخفاض تكلفة العمالة، والشباب الماهر، وموارد الطاقة، والموقع الجغرافي”.
وأشار حنفي إلى أن “تبني نماذج غير تقليدية للتعاون بين الدول العربية والصين سيكون مفيدا للجانبين”، موضحا أنه من خلال ذلك ستكون الصين قادرة على نشر تقنياتها في الدول الأخرى وتعزيز علاقاتها التجارية والثقافية معها، بينما ستستفيد هذه الدول، وبالتحديد الدول العربية، من التكنولوجيا الصينية المتقدمة.
وأعرب حنفي عن ثقته بأن المستقبل سيجلب المزيد من التعاون بين الدول العربية والصين، مؤكدا على أن اتحاد الغرف العربية يبذل جهودا لتعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين الجانبين.
على مدى العقد الماضي، ارتفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والصين إلى مستويات جديدة. فقد أشارت الإحصاءات الرسمية إلى أنه في عام 2022، وصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 431.4 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ222.4 مليار دولار أمريكي في عام 2012.