الصين الثانية عالميا في قوة الحوسبة
صحيفة الشعب الصينية:
جاء في تقرير تقييم مؤشر قوة الحوسبة العالمية (2022-2023) الصادر مؤخرًا، أن قوة الحوسبة الصينية تحتل المرتبة الثانية عالميا. ووفقًا للتقرير، الذي أصدرته شركة “إنترناشيونال ديتا كوربوريشن” بالتعاون مع شركة “اينسبور” الصينية المصنعة للخوادم ومعهد الصناعة العالمية بجامعة تشينغهوا، فقد حافظت سوق الخوادم الصينية على نمو إيجابي بنسبة 6.9%، مما شكّل ربع السوق العالمي في عام 2022.
وتمثل قوة الحوسبة قوة إنتاجية جديدة في عصر الاقتصاد الرقمي. حيث تلعب هذه القوة بشكل متزايد دورًا أكثر أهمية في تعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي، وتعزيز التحول الرقمي للصناعات ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدت الصناعة الحاسوبية في الصين تطورًا وابتكارًا مستمرين. وإلى غاية نهاية عام 2022، كان أكثر من 6.5 مليون وحدة قياسية في الخدمة داخل مراكز البيانات في البلاد، بإجمالي قوة حوسبة بلغت 180 ألف تريليون عملية في الثانية.
وأصبح الدور النشيط الذي تلعبه قوة الحوسبة أكثر فأكثر بروزًا، مع عمل الصين بشكل مكثف على تعزيز التنمية المتكاملة للصناعات الحاسوبية وغيرها من الصناعات. من ناحية أخرى، دخلت الحوسبة إلى مجالات جديدة، مثل الإنترنت والاتصالات والتصنيع والبحث العلمي وعدة قطاعات أخرى. مما يوفر دعمًا قويًا للترقية الذكية والتحول الرقمي في البلاد. من ناحية أخرى، نجد أن أشكال ونماذج الأعمال الجديدة التي تحفزها الحوسبة قاد باتت تقود نمو الصناعات الناشئة.
أظهر الكتاب الأبيض لعام 2022 حول التطوير الحسابي الصادر عن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن التطبيقات الحاسوبية تتوسع تدريجياً لتشمل قطاعات الاتصالات والتصنيع والتعليم في الصين. ووفقًا للتقرير، فإن صناعة الإنترنت، التي تشهد ارتفاعًا في الطلب على معالجة البيانات وتدريب النماذج، قد استخدمت 50 % من الموارد الحسابية في البلاد، وهي أعلى نسبة بين جميع الصناعات. ويظل القطاع الحكومي ثاني أكبر مستخدم، حيث استحوذ على 12 % من إمدادات الطاقة الحاسوبية، يليه قطاع الخدمات والاتصالات والتمويل والتصنيع والتعليم والنقل.
في ذات السياق، قامت منطقة ميناء تشونغتشينغ ليانغلو – غويوان الشاملة في بلدية تشونغتشينغ جنوب غرب الصين ببناء نماذج لوجستية ذكية جديدة اعتمادا على تقنيات المعلومات من الجيل الجديد، بما في ذلك الحوسبة المتطورة. وفي منطقة الإيداع، يتم انتقاء البضائع تلقائيًا بعد تلقي الطلبات من المستودعات، ثم يتم نقلها إلى شاحنات الطيار الآلي بواسطة المركبات الموجهة آليًا. والتي تُمنح أولوية إشارة العبور بفضل تطبيق تقنيات تنسيق إشارات المرور.
وفي حديثه عن طريقة عمل الميناء، قال لي شياو، مدير حلول النقل الذكية لشركة لينوفو: “نحن نراقب المركبات والطرق بأجهزة استشعار على جانب الطريق ومنصة حوسبة متطورة، ونوزع بيانات إنترنت المركبات على عناقيد الحوسبة المتطورة عبر شبكات 5 جي. ثم نقوم بدمج البيانات وتحليلها على منصة سحابية خاصة.”
وفي محمية دلتا النهر الأصفر الوطنية للطيور المهاجرة بمقاطعة شاندونغ، قام المهندسون بتصميم نظام ذكي لمراقبة الطيور. حيث يسجل النظام جميع المعلومات المتعلقة بحركة الطيور. ويقول شانكاي، وهو مهندس مشرف على نظام المراقبة، بأن هذه التقنية تساعد الموظفين على توفير الوقت بشكل كبير، كما تحسّن من كفاءة مراقبة الطيور، وتعالج بيانات الوقت الحقيقي والتاريخ مع تقليل إهدار الصور.
ويقول وي بياو، الرئيس التنفيذي لشركة “تشوانغ شي للتكنولوجيا الذكية”، التي تقدم حلول المراقبة للمحمية إن نظام المراقبة المُحسَّن يمكنه الآن التعرف على الطيور بشكل أكثر دقة وتلبية طلبات المحمية الطبيعية. ويعتقد الخبراء أن العصر الذكي قد وصل وأن الحوسبة قد باتت منتشرة في كل مكان، بما في ذلك كل من الأجهزة الطرفية والأنظمة السحابية.
وفي ذات الصدد، قال تشين تشن كوان، نائب رئيس شركة لينوف، إنه نظرًا للنمو الهائل للبيانات، سيتم تدعيم أسس الحوسبة باستمرار، مما سيزيد من متطلبات تطوير قوة الحوسبة. مضيفا بأن قوة الحوسبة لن تشهد توسعا على مستوى الحجم فحسب، بل ستصبح أكثر ذكاءً. معتبرا أن قوة الحوسبة الذكية ستصبح موردا أساسيا مثل الماء والكهرباء وتحقق نجاحًا أكبر في التطوير التآزري للعناصر الرقمية المختلفة.