الشركات الصينية تساهم في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بمصر
صحيفة الشعب الصينية –
هوانغ بيتشاو:
على بعد حوالي 50 كيلومترا شرق القاهرة، يقف البرج الأيقوني الذي يبلغ ارتفاعه 385.8 مترا شامخا تحت أشعة الشمس. بالصعود إلى قمة هذا البرج، يمكن الحصول على منظر بانورامي لمنطقة الأعمال المركزية ولمشاريع البناء في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر. وقد أعرب أحمد والي، رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية عن إعجابه العميق بما يراه، حيث قال: “قد قلت إنه مشروع هام ساعدتنا الصين في بنائه، وهو ارتفاع جديد ومشهد جديد للصداقة المصرية الصينية. وعند الوقوف على هذا البرج العالي، أتأكد بذلك أكثر.”
يعد البرج الأيقوني جزءا مهما من العاصمة الإدارية الجديدة في مصر ومشروعا رئيسيا في منطقة الأعمال المركزية، وسيكون أطول مبنى في إفريقيا عند اكتماله. العاصمة الإدارية الجديدة هي واحدة من أحدث جهود مصر “لبناء مدينة صحراوية جديدة” وجزء مهم من رؤية مصر 2030، والتي ستساعد في تخفيف الضغط السكاني على القاهرة وتخفيف الازدحام المروري، وخلق فرص عمل جديدة وجذب الاستثمار الأجنبي. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن العاصمة الإدارية الجديدة هي “محرك التنمية المستقبلية في مصر”.
وقال دياب، باحث في مركز التحرير للبحوث والدراسات: “إن العاصمة الإدارية الجديدة تظهر تصميم مصر على تحديث البلاد في الوضع الجديد، والصين تساعد مصر على جعلها حقيقة واقعة، كما عزز التعاون ذي الصلة التوافق المتعمق لرؤية مصر 2030 مع مبادرة الحزام والطريق الصينية.”
تم تنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة من قبل فرع الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في مصر، حيث يغطي المشروع مساحة إجمالية تبلغ حوالي 505 ألف متر مربع، بما في ذلك 10 مباني مكتبية و5 مباني سكنية و4 فنادق كبيرة والبرج الأيقوني وغيرها من 20 مبنى شاهق ومرافق داعمة للمشاريع الحكومية، مما يجعله أكبر مشروع تستثمره شركة صينية في مصر. في الوقت الحالي، تم الانتهاء من الهيكل الرئيسي لمشروع منطقة الأعمال المركزية، الزخرفة الخارجية والمرافق العامة على وشك الانتهاء، وبدأت أعمال البناء الداخلية والميكانيكية والكهربائية، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال هذا العام.
ترتفع المباني الشاهقة الحديثة في الصحراء لتدهش وسائل الإعلام المحلية. حيث علقت الإعلام المصري بأن مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة يسلط الضوء على السرعة والجودة والكفاءة الصينية. وذكر واحد من التقارير لها: “سرعة الشركات الصينية مذهلة، حيث يمكن لفريق بناء البرج الأيقوني إكمال بناء طابق واحد كل 4 أيام، مما يجعله أطول مبنى في أفريقيا عند اكتماله، وبالتالي مساعدة مصر على تحقيق حلمها في بناء عاصمة إدارية جديدة خطوة بخطوة.”
لقد التزمت الشركة الصينية دائما بمفهوم حماية البيئة الخضراء أثناء عملية البناء، ليس باستخدام قوالب الألمنيوم لتحل محل القوالب الخشبية التقليدية مما يقلل بشكل كبير من استهلاك مواد البناء فحسب، ولكن أيضا إنشاء نظام مياه مستصلحة في الموقع، مما يحسن بشكل فعال معدل استخدام الموارد المائية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تغطية أسطح مباني منطقة الأعمال المركزية بألواح شمسية، مما يسمح للطاقة المتجددة بتلبية معظم احتياجاتها من الطاقة. كما ستسهل نقاط شحن السيارات الكهربائية المثبتة في المرآب تحت الأرض للبرج الأيقوني من الترويج للمركبات العاملة بالطاقة المتجددة في مصر.
وفي نفس الوقت، ساهم هذا المشروع أيضا في استحداث عشرات الآلاف من فرص العمل ودرّب عددا كبيرا من المواهب المحلية في مجال صناعة البناء. في يناير 2020، أنشأ المشروع آلية تعليمية عامة وهي “ورشة لوبان” لتوفير التدريب اللازم للموظفين المحليين في مجال البناء والتشييد. وقال تشانغ وي تساي، رئيس مجلس إدارة فرع الشركة الصينية للهندسة المعمارية في مصر بأن العمال المهرة والمهندسين المحليين سيساهمون بشكل أكبر في تطوير صناعة البناء في مصر بعد التدريب.
وقال أحمد، مهندس مصري يعمل في هذا المشروع: “في السابق لم يكن لدينا خبرة في تشييد المباني الشاهقة. في السنوات القليلة الماضية، بفضل عملي مع الشركة الصينية، أتقنت الكثير من التقنيات والمفاهيم المتقدمة وتعلمت الكثير أيضا، لذا أنا أكن مشاعر خاصة تجاه للصين”. وقد أعجب كثيرا بموقف العمل الصارم والدقيق للعمال الصينيين واحترامهم الكامل للعادات والتقاليد المعيشية المحلية، لذلك أضاف قائلا: “لقد صارت تربطنا علاقة صداقة وأخوّة عميقة مع الموظفين الصينيين حيث نعمل معا لتعزيز بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر.”