تعليق : فرصة جديدة لتعزيز العلاقات الصينية – الفرنسية
شبكة الصين:
أدى فرانسوا اولاند اليمين الثلاثاء رئيسا جديدا لفرنسا ، ما يراه الكثيرون فرصة لتحسين علاقات الدولة الأوروبية الهامة مع الصين.
تولى أولاند السلطة في وقت يمر فيه الوضع فى الساحة الدولية بتغيرات عميقة ، وتواجه فيه فرنسا تحديات حول كيفية التكيف مع العولمة ، ومواجهة آثار الأزمة المالية العالمية ، ومشكلة الدين الأوروبية ، ومواصلة لعب دور كبير فى الساحة الدولية.
وفي ظل هذه الظروف ، تبدو أهمية علاقات فرنسا مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، واضحة للغاية.
وبعد يومين من هزيمة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية ، التقى أولاند مع كونغ تشيوان، سفير الصين لدى فرنسا حيث قال إنه يولي اهمية كبرى لدور الصين في السياسات والاقتصادات العالمية.
كما اعرب الرئيس عن أمله في أن تحقق العلاقات الودية بين البلدين تقدما جديدا.
شهدت العلاقات بين الصين وفرنسا تقلبات منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1964.
وفي عام 1997 وقع الرئيس الصيني جيانغ تسه مين ونظيره الفرنسي جاك شيراك إعلانا مشتركا فى بكين حول إقامة شراكة شاملة بين البلدين.
وفي عام 2004 اتفق الرئيس الصيني هو جين تاو وشيراك على تطويرالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وفي عام 2010 تعهد هو وساركوزي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين على أساس الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة.
وتظهر الحقائق المتقدم ذكرها بالكامل اعتراف قادة البلدين بالقيمة الاستراتيجية للعلاقات الصينية – الفرنسية ، وجهودهم المستمرة لتحسينها.
وقد شهدت العلاقات الثنائية تراجعا في أعقاب مبيعات الأسلحة الفرنسية لتايوان فى أواخر الثمانينيات واوائل التسعينيات.
ووصلت العلاقات الثنائية الى أدنى مستوياتها في ديسمبر عام 2008 في أعقاب اجتماع ساركوزي مع الدالاي لاما ، وقيام متظاهرين مؤيدين للتبت بقطع طريق شعلة بكين الأوليمبية خلال مرورها بباريس خلال نفس العام.
ويكمن السبب وراء هذه التقلبات في حقيقة أن باريس لم تعترف بشكل كامل بالقيمة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية.
فقط بعد أن فهمت فرنسا سوء صنيعها وبدأت في إتخاذ خطوات لتصحيح أخطائها ، عادت العلاقات الثنائية الى مسارها الطبيعي.
ترجع الخلافات القائمة بين الصين وفرنسا الى اختلاف النظم السياسية ، والايديولوجيات ، والقيم ، لكن هذه الخلافات لم تمنع البلدين من اقامة روابط دبلوماسية خلال حقبة الحرب الباردة ، كما لم تعوق التنمية المطردة للعلاقات خلال نصف القرن الماضي.
يذكر ان الخلافات لا مفر منها فى الواقع ، لكن الحوار والمشاورات هما السبيل الصحيح لحلها. ومن الشائع أيضا وجود نزاعات واحتكاكات في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإقتصادين الكبيرين . وأن كيفية معالجة هذه الإحتكاكات هو حقا سؤال حول كيفية مواجهة آثار العولمة.
وبالنسبة لفرنسا فان طريقة الخروج من دوامة العولمة هو اطلاق العنان كاملا لمزاياها في الابتكار وتحسين قدرتها التنافسية وليس التعامل السلبى مع الوضع من خلال الحمائية.
إن الصين وفرنسا شريكتان تجاريتان هامتان لكل منهما الأخرى ، واقتصادهما متداخل ومتكامل . وأنه مما يتفق مع مصالح البلدين تحقيق وضع متكافىء الكسب.
ومن المرجح أن تتصرف القيادة الفرنسية الجديدة بالتنسيق مع الصين من أجل مواصلة استكشاف امكانات التعاون بينهما ، ودفع العلاقات الثنائية قدما بشكل أكبر.