مبعوث صيني يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الشرق الأوسط
قال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة إن التطورات التي شهدها الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية، أظهرت بوضوح أن وقف إطلاق النار الفوري والشامل يجب أن يكون الأولوية القصوى.
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، قال تشانغ إنه ما دامت الحرب مستمرة، فإن هناك حتمية لوقوع المزيد من انتهاكات القانون الإنساني الدولي، لافتا إلى أنه بدون وقف شامل لإطلاق النار، فإن أي قدر من المساعدة الإنسانية سيكون مجرد غيض من فيض.
وذكر أن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلم والأمن الدوليين، مشيرا إلى أنه في مواجهة الانتشار المستمر للصراع والكارثة الإنسانية الوشيكة بصورة متزايدة، ليس لدى مجلس الأمن أي سبب يدعو إلى التزام الصمت وليس هناك عذر لتأخير اتخاذ إجراء آخر.
وأكد تشانغ أن الصين لا توافق على الادعاء بأن تصرفات مجلس الأمن ستتدخل في الجهود الدبلوماسية الجارية، مشيرا إلى أنه برغم عدم تبني مشروعي قرارين مقترحين من روسيا والبرازيل، لا يمكن لمجلس الأمن التوقف عند هذا الحد. وأوضح أن الصين تتوقع من جميع أعضاء مجلس الأمن أن يواجهوا مسؤولياتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وأن يستجيبوا لتوقعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والمجتمع الدولي، وأن يمضوا قدما في وحدة، وأن يبنوا توافقا، وأن يتخذوا قرارات ملزمة بشأن الأزمة الحالية التي ستقف أمام اختبار التاريخ والضمير.
وأضاف أن الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي للقيام بدور بنّاء للضغط من أجل وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين ومنع حدوث المزيد من الأزمات الإنسانية وتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. وقال تشانغ إنه “إذا سُمح للقتال الحالي في غزة بالاستمرار، فإن النتيجة النهائية لن تكون انتصارا عسكريا كاملا لأي طرف، بل على الأرجح ستكون كارثة تجتاح المنطقة بأسرها، وهذا من المحتمل أن ينهي احتمالية حل الدولتين وإغراق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في حلقة مفرغة من الكراهية والمواجهة”.وأوضح تشانغ أن دولا عربية وجهت نداء قويا من أجل وقف فوري وشامل لإطلاق النار، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة الاستجابة لهذا النداء العادل وتوحيد جميع الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف.
وأعرب تشانغ عن ترحيب الصين بأي مبادرة تفضي إلى تخفيف الأزمة الإنسانية وتقليل معاناة المدنيين، وتأييدها لجميع الجهود الرامية إلى تهدئة الصراع واستعادة السلام.
وقال “نأمل أن تحافظ جميع الأطراف المعنية على الحياد، وأن تستغل تأثيرها على الأطراف المعنية بنشاط، وأن تعزز الهدوء وضبط النفس، وأن تعمل على وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف تشانغ أنه في ظل الظروف الراهنة، ينبغي أن تعمل جميع الجهود الدبلوماسية على إرسال إشارة موحدة، مفادها: أولا، لا يوجد رابحون في هذه الحرب، ولن تؤدي مواجهة العنف بالعنف إلا إلى أزمات أكثر خطورة. ثانيا، ينبغي رفض أي أعمال عنف أو هجمات ضد المدنيين. ثالثا، يجب اتباع القانون الإنساني الدولي. رابعا، يكمن الحل الأساسي للقضية الفلسطينية في تنفيذ حل الدولتين.
وأوضح أن الصين طالبت، بالاشتراك مع الإمارات وروسيا، عقد هذا الاجتماع الطارئ، لافتا إلى أن الهجوم على المستشفى المعمداني الأهلي العربي في غزة أودى بحياة مئات المدنيين الأبرياء، حيث صُدمت الصين من هذا الهجوم الشنيع وتدينه بشدة.
وأكد تشانغ أن حماية المدنيين في الصراعات المسلحة خط أحمر بموجب القانون الإنساني الدولي، مشددا على أنه ينبغي بل يجب عدم استهداف المدنيين والمرافق المدنية مثل المستشفيات والمدارس في العمليات العسكرية وعدم استهدافها.
وقال إن الاستخدام العشوائي للقوة غير مقبول، مؤكدا ضرورة ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي، مشيرا إلى أن الصين تحث إسرائيل على الوفاء الفعال بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأشار تشانغ إلى أن مآسي مثل تلك الموجودة في المستشفى الأهلي تتكشف طوال الوقت في غزة. فنتيجة للحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل، انقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود. كما أن الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء تتلاشى وهي أمور يحتاجها القطاع بشكل ضروري.
وأوضح أن عشرات الآلاف من الأشخاص أُجبروا على التحرك جنوبا بسبب أمر الإخلاء الطارئ الذي أصدرته إسرائيل، لكنهم عانوا من الضربات الجوية في الجنوب أيضا.
وقال تشانغ إنه في ظل الظروف الراهنة، ليس هناك وقت نضيعه في حماية المدنيين، والقيام بأعمال الإغاثة الإنسانية، ومنع حدوث أزمة إنسانية.
تدعو الصين، إسرائيل إلى رفع الحصار عن غزة بالكامل، والتراجع عن أمر الإخلاء الطارئ، ووقف الضربات الجوية حول معبر رفح الحدودي، بحسب المبعوث الصيني.
وأعرب المبعوث الصيني عن ترحيب بلاده بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لفتح ممر إنساني، كما أعرب عن أمل الصين في احراز تقدم ملموس في الاتصالات والترتيبات ذات الصلة في أقرب وقت ممكن.
كما أعرب عن تقدير الصين للدور المهم الذي تقوم به مصر ودول أخرى بالمنطقة.