الصين وقرغيزستان تعملان على بذل جهود متجددة لتعزيز حسن الجوار والرخاء المشترك
في وقت أصبحت فيه العلاقات الصينية-القرغيزية الآن في أفضل حالاتها على الإطلاق بعد تطور مستمر منذ 31 عاما، تعهدت الدولتان ببذل جهود متجددة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين وقرغيزستان على أساس حسن الجوار والرخاء المشترك.
وفي أحدث حلقة من التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين، وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الثلاثاء إلى بيشكك في زيارة رسمية إلى هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وتهدف زيارة لي إلى زيادة تعميق الثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة، وخلق المزيد من النقاط والمعايير البارزة الجديدة للتعاون، بعد حوالي 5 أشهر من رفع البلدين العلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة في عصر جديد.
وقال قو وي، وهو باحث مشارك في معهد العلاقات الدولية بأكاديمية شانغهاي للعلوم الاجتماعية، إن رفع مستوى العلاقات الثنائية “يعكس ثقة الجانبين في تطوير علاقاتهما”.
وذكر قو أنه “في سياق سعي دول آسيا الوسطى إلى الوحدة وتطلعها لتقوية الاستقلالية والتأثير، فإن حضور لي للحدث الدبلوماسي الكبير الذي تستضيفه قرغيزستان لا يعزز التعاون داخل منظمة شانغهاي للتعاون فحسب، بل يقدم أيضا دعما قويا لقرغيزستان”.
وخلال محادثات مع رئيس وزراء قرغيزستان أكيلبيك جاباروف لدى وصوله، قال لي إن الصين وقرغيزستان جارتان وصديقتان وشريكتان وشقيقتان على نحو جيد حقا.
وأفاد إيغور شيستاكوف، أستاذ العلوم السياسية القرغيزي، إن زيارة لي ستضخ حيوية جديدة في التطور المستقبلي للعلاقات الثنائية.
وذكر شيستاكوف أن الصين تمول بنشاط مشاريع البنية التحتية والمشاريع الاجتماعية في قرغيزستان، مبينا أنه بفضل مساعدة الصين، أكملت قرغيزستان سلسلة من مشاريع سبل العيش المهمة، كمشروع داتكا-كيمين لنقل وتحويل الطاقة وإعادة بناء طرق سريعة إستراتيجية، مما مكن البلاد من ضمان الاستقلال في مجال الطاقة وتجديد الطرق ذات الأهمية الإستراتيجية.
وأضاف الخبير أن الشعب القرغيزي لن ينسى أبدا المساعدة التي قدمتها الصين خلال جائحة كوفيد-19.
وأشار إلى أن التعاون الصيني-القرغيزي يشهد على علاقة حسن جوار أخوية حقيقية.
وخلال إقامته في قرغيزستان، سيحضر لي أيضا الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون.
وذكر قو أن “الاجتماع، كآلية أساسية لتنفيذ توافق قمة منظمة شانغهاي للتعاون، يقوي التواصل بين الدول الأعضاء في مجالات محددة ويعزز التقدم في الوقت المناسب لمختلف المبادرات ويعمل كوسيلة لتحديد المعايير المتبادلة ويشجع الجهود التعاونية بين الدول الأعضاء مع منع التنمية المتمايزة”.
وقال قو لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الصين مستعدة للقيام بدور قيادي في تعزيز بناء مجتمع منظمة شانغهاي للتعاون ذي مستقبل مشترك وتهدف إلى تحقيق الاستقرار والنمو داخل منظمة شانغهاي للتعاون، خاصة في مواجهة التحديات المتصاعدة”.
وقال لي خلال اجتماعه القصير مع رئيس الوزراء جاباروف في المطار إن الجانب الصيني يتطلع إلى العمل مع الأعضاء الآخرين في منظمة شانغهاي للتعاون من أجل المضي قدما بشكل مشترك بروح شانغهاي، وضخ زخم جديد في السلام والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.
وأكد جابروف أن الجانب القرغيزي مستعد لتعزيز التبادلات في مختلف المجالات مع الجانب الصيني، والعمل بشكل مشترك على تعزيز الاستقرار والتنمية في آسيا الوسطى.