مقالة خاصة: خبراء: مبادرة الحزام والطريق تمهد الطريق لمستقبل مزدهر ومستدام
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
ضخت الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي التي اختتمت لتوها حيوية جديدة في مبادرة الحزام والطريق.
ومع الإعلان عن اتخاذ ثماني خطوات رئيسية وتحقيق 458 نتيجة في الاجتماع، ترسم المبادرة المسار لعالم يشهد ربطا بينيا أفضل ويتسم بالرخاء والتناغم والاستدامة.
في العقد الماضي، وقعت الصين أكثر من 230 اتفاقية تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية. وبدأ تنفيذ أكثر من 3 آلاف مشروع تعاون.
وقد قال خبراء ومسؤولون إن المبادرة حققت فوائد ملموسة، وأتاحت المزيد من الفرص، ودفعت باتجاه عالم مفتوح وشامل ومترابط من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
— ربط بيني يحقق الرخاء
منذ إطلاق المبادرة، توقع العديد من المراقبين أنها ستحسن معيشة الناس. وبعد عشر سنوات، عملت المبادرة بالفعل على تعزيز الربط البيني بين شركاء مبادرة الحزام والطريق.
في هذا الصدد قال ستيفن بيري، رئيس مؤسسة “نادي مجموعة 48” البريطانية، إنه في بعض الأماكن التي كانت تحت الحكم الاستعماري في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، على سبيل المثال، لا توجد حركة نقل عبر القارة.
وأضاف أن الصين “تبذل جهودا كبيرة لمساعدة هاتين القارتين على فتح حركة النقل الداخلية، وذلك من شأنه أن يحدث فرقا كبيرا في إنتاجية تلك الدول”.
أما في آسيا، فإن أحد الأمثلة الجيدة على ذلك هو خط سكة حديد الصين-لاوس، وهو مشروع بارز للتعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، حيث يمتد على مسافة 1035 كيلومترا، منها 422 كيلومترا في لاوس، من مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، إلى العاصمة اللاوسية فينتيان.
قال أونج تي كيت، رئيس مجموعة مبادرة الحزام والطريق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن “خط سكة حديد الصين-لاوس قد حول لاوس من دولة حبيسة إلى دولة موصولة بريا”.
وثمة مثل صيني شهير يقول “إذا أردت أن تكون ثريا، فقم ببناء الطرق أولا”. تشير الإحصاءات إلى أن حجم التجارة البينية بين الصين والآسيان بلغ 975.3 مليار دولار أمريكي في عام 2022، أي أكثر من ضعف حجمه المسجل في عام 2013 والذي بلغ 443.6 مليار دولار أمريكي.
وقد صرح تشهيانغ فاناريث، رئيس معهد الرؤية الآسيوية في بنوم بنه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا “إن مبادرة الحزام والطريق ملتزمة بتحقيق الربط البيني العالمي والتعددية في عصر يشهد تراجع العولمة”.
— في حينها وضرورية
لقد ساعدت المبادرة على تحسين معيشة الناس في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة وتزايد معدلات التضخم التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19.
بدوره صرح علاء ثابت، رئيس تحرير صحيفة ((الأهرام)) المصرية، بأن جميع المشاركين في المبادرة، التي اقترحتها الصين قبل 10 سنوات، رابحون.
وأكد علاء ثابت أن “مبادرة الحزام والطريق أدت إلى إنشاء مشروعات بنية تحتية ضخمة عبر القارات، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ وخطوط أنابيب الطاقة”.
من جانبه قال الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، لـ((شينخوا)) إن مبادرة الحزام والطريق مبادرة جاءت في الوقت المناسب. وإن المبادرات الصينية ضرورية للبشرية. فهي تتصدى للتهديدات العالمية وتعزز (بناء) مجتمع ذي مستقبل مشترك.
وأضاف شرف أنه على مدى العقد الماضي، تم البدء في تنفيذ أكثر من 3 آلاف مشروع تعاون، تقدر استثماراتها بنحو تريليون دولار أمريكي.
وعبرت فرحات آصف، رئيسة معهد السلام والدراسات الدبلوماسية، قائلة إن هذه المبادرة، التي تقوم على مبادئ التشاور الواسع والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة، لديها القدرة على تقديم مساهمات كبيرة لنظام حوكمة عالمي أكثر عقلانية وعدلا وكذا تعزيز العولمة.
وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، من المتوقع أن تؤدي زيادة التجارة عبر التعاون في إطار الحزام والطريق إلى زيادة الدخل الحقيقي العالمي بواقع 0.7 ليصل إلى 2.9 في المائة، وأن مشاريع مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تساعد في انتشال 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع.
— خضراء ومستدامة
لقد ساهمت المبادرة التي أُطلقت قبل عشر سنوات في بناء سمعة الصين كلاعب عالمي مسؤول يسعى إلى تحقيق عولمة خضراء ومستدامة.
من جهته قال وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة إريك سولهايم إنه “في الذكرى السنوية العاشرة، يمكننا أن نعلن أن مبادرة الحزام والطريق مبادرة ناجحة بشكل مذهل”.
وأشار إلى أن المبادرة ساهمت في إنشاء ممرات سكك حديدية خضراء مهمة للغاية في كينيا وإثيوبيا ولاوس ومؤخرا في إندونيسيا.
وذكر كتاب أبيض صدر قبل انعقاد منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في دورته الثالثة أن المبادرة تتبنى الاتجاه العالمي للتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وتؤكد على أهمية احترام الطبيعة وحمايتها واتباع قوانينها، وتحترم حق جميع الأطراف في السعي لتحقيق نمو مستدام وصديق للبيئة.
في هذا الإطار قالت داميلولا أوغونبيي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للطاقة المستدامة للجميع، لـ((شينخوا)) إن الصين، باعتبارها أكبر دولة مصنعة للألواح الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات والمركبات الكهربائية في العالم، فإنها في وضع جيد يمكنها من المساعدة في تمكين الاقتصادات الناشئة والدول النامية من تبني تكنولوجيات منخفضة الكربون على نطاق واسع من خلال مبادرة الحزام والطريق”.
في سعيها لتحقيق “الهدفين” المتمثلين في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، تعمل الصين على تحسين استدامة وكفاءة مبادرة الحزام والطريق باعتبارها منفعة عامة دولية، بما يتماشى مع الاتجاه الحالي للعولمة.
ووفقا لإحدى الخطوات الثماني الرئيسية التي أعلنتها الصين الأسبوع الماضي لدعم التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، ستواصل البلاد تعزيز التنمية الخضراء وستزيد من دعمها للتحالف الدولي للتنمية الخضراء لـ”الحزام والطريق”.
كما ستنفذ الصين مبادئ الاستثمار الأخضر للحزام والطريق، وستوفر 100 ألف فرصة تدريب للدول الشريكة بحلول عام 2030.
وقد قالت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، لـ((شينخوا))، إن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، باعتبارها “مشروعا ضخما” يحمل “إمكانات هائلة”، يمكن أن تساعد في تسريع الجهود لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.