مبادرة الحزام والطريق تخلق فرصا للتعاون الدولي في مجال التعدين
ذكر خبراء ومسؤولون، شاركوا في الدورة الـ25 لمؤتمر ومعرض الصين للتعدين، أن مبادرة الحزام والطريق خلقت إمكانات تنموية واسعة في قطاع التعدين، مع تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة وتوقيع اتفاقيات تعاونية في العقد الماضي.
وقال يه جيان ليانغ، كبير المهندسين بهيئة المسح الجيولوجي الصينية، أثناء مشاركته بالحدث الذي أقيم مؤخرا في بلدية تيانجين بشمالي الصين، إن الصين واصلت خلال السنوات الأخيرة تعميق التعاون مع الدول والمناطق المشاركة في بناء الحزام والطريق، في مجالات استكشاف ومعالجة وتجارة المعادن، إلى جانب إجراء البحث العلمي وتدريب الأفراد، الأمر الذي يساهم في إيجاد فرص إنتاجية للنمو الاقتصادي المحلي.
هذا وأظهرت البيانات الواردة من مركز التمويل والتنمية الخضراء بجامعة فودان، أن الاستثمارات الصينية المتجهة إلى الخارج والعقود الموقعة حديثا في قطاعي المعادن والتعدين تجاوزت 10 مليارات دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023، بزيادة 131 بالمائة على أساس سنوي. فيما من المتوقع أن يصل الرقم إلى قرابة 20 مليار دولار أمريكي لهذا العام بأكمله.
وفي هذا السياق، أشار جين تشي فنغ، رئيس معهد بحوث مينميتالز الاقتصادية التابع لشركة الصين للمعادن (مينميتالز)، إلى أن الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق أصبحت وجهات جاذبة لاستثمارات الشركات الصينية. وكشفت الإحصاءات غير الكاملة أن الشركات الصينية الكبرى قامت بالاستثمار في 140 مشروعا جديدا لموارد الطاقة المعدنية في الخارج، مع تجاوز حجم الاستثمار التراكمي 100 مليار دولار أمريكي.
ولفت تشانغ رونغ، مدير قسم التجارة الدولية بشركة شاندونغ تشانغتشيو المحدودة للمضخات، إن الشركة صدرت أكثر من 150 مضخة طين إلى دول الحزام والطريق منذ بداية العام الجاري، وتجاوزت قيمة المبيعات في سوق روسيا وحدها 10 ملايين يوان.
كما حظيت منتجات مثل أدوات الحفر والمعدات الجيوفيزيائية والتحليلية من شركة مجموعة المعدات الجيولوجية المحدودة الصينية، بترحيب من قبل البلدان المشاركة في الحزام والطريق.
وقال ليو هاي تاو، المدير العام للمجموعة المذكورة “لقد ساعدت معداتنا أكثر من 20 من دول الحزام والطريق بما فيها قرغيزستان واندونيسيا ولاوس وكمبوديا على اكتشاف موارد معدنية وتطوير اقتصاداتها المحلية”.
ومع تنفيذ المزيد من مشاريع التعدين الصينية بالخارج، وصلت المعدات والتكنولوجيا المتقدمة إلى مواقع جديدة، وتحسنت سبل معيشة السكان المحليين.
ولفت تشن جين، المتحدث باسم الشركة الصينية لاستثمارات الطاقة، إلى أن الشركة قامت بتنفيذ ما يزيد عن 10 مشاريع للطاقة خارج الصين، موضحا أن مشروع الشركة في جنوب أفريقيا وفر أكثر من 700 فرصة عمل للمواطنين المحليين خلال فترة بنائه، وأكثر من 100 فرصة عمل كل عام خلال فترة تشغيله.
وفي اندونيسيا، قامت الشركة بالتعاون مع جامعة محلية لبناء مختبر للمساعدة على تدريب مواهب محلية، ودعت ما يزيد عن 180 موظفا اندونيسيا لزيارة الصين لتلقى التدريبات وإجراء التبادلات.
وقال تشن “لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق، نولي اهتماما بالغا للتفاهم والاحترام والتقدير المتبادل مع البلدان والمجتمعات المحلية عندما نقوم بتنفيذ مشاريعنا في الخارج”، موضحا أن هذا التعاون آخذ في التوسع.
وقال لوه رونغ، المدير العام لمعهد البحوث الاقتصادية الدولية التابع للجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن الصين عززت البحوث الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا الجيولوجية خلال العقد الماضي، وأنشأت شبكة تعاون متعددة الأطراف وعابرة للحدود ومتعددة المجالات مع أكثر من 60 دولة ومنطقة، وأجرت تبادلات معلوماتية وتدريبات في التكنولوجيا الجيولوجية، وأبحاثا في مشاريع علمية كبرى. كما حفزت الابتكار في علوم الأرض والتنمية الصحية لاقتصادات التعدين الإقليمية.
وقال لوه، إن التعاون في مجال التعدين سيساهم بشكل كبير في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من خلال دفع التنمية العالية الجودة للحزام والطريق.