جوائز العلوم الطريفة تشجع الفضول وتقدر البحوث “الطريفة والجادة”
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
“لماذا نتف الشعر يجعله يتحول إلى اللون الأبيض بشكل أسرع”، “كيف تؤثر الروائح على رؤية الألوان” ، “مرحاض زلق للغاية”… فازت عشر دراسات علمية طريفة من داخل الصين وخارجها بجائزة “الأناناس” للعلوم في مدينة ونتشو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين يوم السبت الماضي.
وبالمقارنة مع جوائز الإنجاز البحثي العلمي التقليدي، فإن جائزة “الأناناس” للعلوم هي أكثر حيوية وواقعية، حيث تم إنشاء عشرة أصناف من الجوائز بناء على مجالات متعددة، مثل الفيزياء والرياضيات والإبتكار والأحداث العلمية ورعاية الجيل القادم، وغيرها.
وكانت الفائزة بالجائزة الطبية هي سون تشي، زميلة ما بعد الدكتوراه في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك الأمريكية، وفريقها، الذي أمضى عامين في إكمال “تجربة نتف الشعر” للكشف عن آلية تحول الشعر إلى اللون الأبيض.
وقالت سون خلال اتصال فيديو مباشر أثناء حفل توزيع الجوائز: “وجد العلماء في الحيوانات أن نتف الشعر المتكرر يمكن أن يسرع من ظهور الشعر الرمادي”، مضيفة “نستخدم تكنولوجيا تصوير الخلايا الحية لتسجيل عملية تغير خلايا بصيلات الشعر بالتفصيل، كما نستخدم التقنيات الوراثية لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء تحول الشعر إلى اللون الأبيض”.
واكتشف فريقها أنه عندما ينمو الشعر، تخضع الخلايا الجذعية المنتجة للميلانين في بصيلات الشعر لمجموعة من التغييرات، بما في ذلك تحركات في الموضع. ومع ذلك، فإن بعض الخلايا الجذعية تفشل في الانتقال إلى الموضع الصحيح، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الميلانين ثم الشَّيْب، بحسب سون.
وفاز ريان جوزيف وارد، وهو طالب دكتوراه من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، وفريقه البحثي بجائزة علم النفس، إذ أنهم وجدوا أن الحواس البشرية يمكن أن تؤثر على بعضها البعض.
وفي دراستهم، وضع فريق البحث ناشر عطري يطلق الروائح المختلفة في غرفة جافة عديمة الرائحة، حيث طُلب من المشاركين أن يشموا الروائح وأن يعدلوا بقعة الألوان يدويا على شاشة الكمبيوتر لتُظهر اللون الرمادي عليها.
ووجد الفريق أنه عندما يشم الناس رائحة الكراميل، فمن المحتمل أن يعدلوا الألوان باتجاه البني والأصفر، ومع رائحة القهوة يعدلو الألوان إلى البني الداكن والأحمر، ومع رائحة الكرز إلى الوردي والأرجواني، ومع رائحة النعناع إلى الوردي.
ومن جانبه؛ قال سون وي شين، الأستاذ في جامعة تايوان بمنطقة تايوان الصينية والباحث الزائر في المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم: “هذه دراسة مثيرة للاهتمام للغاية”، مضيفا “أننا نميل إلى إدراك العالم من خلال الحواس الخمس المتمثلة في البصر والسمع والشم والتذوق واللمس، ولكن من الواضح أن هذه الحواس الخمسة ليست موثوقة تماما ويسهل خداعها”.
ولا تكافئ جائزة الأناناس للعلوم إنجازات البحث العلمي فحسب، بل تكافئ أيضا المشاركين في تعميم العلوم والأحداث العلمية الهامة، حيث فاز بجائزة الحدث العلمي نشاطٌ بعنوان “العلماء الصينيون يستجيبون لـ ‘العلوم‘ بالعلوم”، وقد شارك في هذا الحدث أكثر من 100 معلم وطالب من 15 جامعة.
وفي عام 2019، نشرت مجلة “ساينس” دراسة حول الاقتصاد السلوكي، حيث تم بشكل متعمد “فقدان” محافظ تحتوي على معلومات تتعلق بالبريد الإلكتروني، في الأماكن العامة لقياس مصداقية المواطنين من خلال معدل الاستجابة عبر البريد الإلكتروني.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الصين تتذيل ترتيب المصداقية المزعومة، فيما شكك الباحثون الصينيون على نطاق واسع في هذا الاستنتاج، قائلين إن التصميم التجريبي به عيوب كبيرة.
وردا على ذلك، أطلق الباحثون الصينيون مبادرة شعبية شارك فيها أكثر من 100 من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في 15 جامعة لتكرار التجربة، حيث كشفت نتائج تجاربهم أن نسبة كبيرة من الأفراد الصينيين، من خلال وسائل أخرى غير البريد الإلكتروني، اتصلوا بالمالك وأعادوا المحفظة، بمعدل استرداد فعلي قارب 80 بالمائة.
ولم يدحض هذا الجهد التعاوني للباحثين الصينيين الاتهام بعدم النزاهة بين الجمهور الصيني فحسب، بل أظهر أيضا النهج الاستباقي والصارم للباحثين الصينيين في معالجة القضايا العلمية.
وفازت عشر نتائج بحوث أو اختراعات تبدو تافهة، مثل “القيام بالتمرين لمدة ساعتين إضافيتين يوميا لن يؤثر على الأداء الأكاديمي”، و”الحشرات تحب اللعب أيضا”، و”الصوت الذي يتم التحدث به في عكس اتجاه الرياح ينتشر بشكل أفضل”، وغيرها، فازت هذا العام بجائزة “الأناناس” للعلوم.
وبدوره؛ قال سو جي لان، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم وعَالِم البحار: “إن جائزة الأناناس للعلوم هي محاولة جيدة لتثقيف الجمهور حول العلوم وتحفيز فضول الشباب وخيالهم من خلال العلاقة العلمية بين العلوم الطريفة والعلوم الجادة،” مضيفا:” نأمل أن يشاركها المزيد من الناس”.
وأقيمت جائزة “الأناناس” للعلوم لأول مرة في عام 2012 لتكريم البحوث العلمية الخيالية، وأصبحت قسما ليليا من القمة العالمية للعلماء الشباب منذ عام 2019 لجمع وتكريم وتعميم نتائج البحوث العلمية الخيالية والأحداث العلمية من هذا النوع.