رسائل رئيسية فاتت الإعلام الغربي في قمة شي-بايدن وعشاء ترحيبي أقامته منظمات صديقة بالولايات المتحدة
عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء أول اجتماع وجها لوجه بينهما في فيلولي إستيت بجنوب سان فرانسيسكو، منذ اجتماعهما الأخير في بالي بإندونيسيا قبل عام.
خلال اجتماعهما الذي استمر أربع ساعات، أجرى رئيسا الدولتين تبادلا صريحا ومعمقا للآراء حول القضايا الإستراتيجية والشاملة والحيوية بالنسبة لاتجاه العلاقات الصينية-الأمريكية، وحول القضايا الرئيسية التي تؤثر على السلام والتنمية العالميين.
في وقت لاحق من اليوم، ألقى الرئيس شي كلمة هنا في حفل عشاء ترحيبي أقامته منظمات صديقة في الولايات المتحدة، شدد فيه على أهمية دور الشعبين في العلاقات الصينية-الأمريكية.
ومع قيام الإعلام الغربي بإجراء تغطية واسعة للاجتماع رفيع المستوى فضلا عن كلمة الرئيس شي في العشاء الترحيبي، ربما فاتته بعض الرسائل الرئيسية التي خرجت من الحدثين، وهي كما يلي:
خلال الاجتماع مع بايدن، قال الرئيس شي:
— بالنسبة للصين والولايات المتحدة، فإن إدارة ظهر كل منهما للآخر ليست خيارا. ومن غير الواقعي أن يعيد أحد الجانبين تشكيل الآخر، وأن الصراع والمواجهة لهما عواقب لا تحتمل على كلا الجانبين.
— تعمل الصين على تعزيز إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على جميع الأصعدة من خلال التحديث الصيني النمط. وإن البلاد لن تتبع المسار القديم المتمثل في الاستعمار والنهب، أو المسار الخاطئ المتمثل في السعي إلى الهيمنة بقوة متزايدة، قائلا إنها لا تصدّر أيديولوجيتها، وليس لديها خطة لتجاوز الولايات المتحدة أو إزاحتها. وبالمثل، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تخطط لقمع الصين واحتوائها.
— تلتزم الصين دائما بإقامة علاقات مستقرة وصحية ومستدامة مع الولايات المتحدة، وإن الصين لديها مصالح يجب صونها، ومبادئ يجب التمسك بها، وخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها.
— إن البلدين لديهما مصالح مشتركة واسعة في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك مجالات تقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والزراعة، فضلا عن مجالات ناشئة مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي.
— يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تكونا مثالا يحتذى به، وأن تعززا التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية، وأن توفرا المزيد من المنافع العامة للعالم.
— تظل مسألة تايوان المسألة الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية-الأمريكية. وأن الصين تأخذ بجدية التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الولايات المتحدة في اجتماع بالي. ويتعين على الجانب الأمريكي اتخاذ إجراءات حقيقية للوفاء بالتزامه بعدم دعم ما يسمى بـ”استقلال تايوان”، والكف عن تسليح تايوان، ودعم إعادة التوحيد السلمي للصين. وسوف تحقق الصين إعادة التوحيد الوطني، وهذا أمر لا يمكن إيقافه.
— إن تنمية الصين مدفوعة بالابتكار، وخنق التقدم التكنولوجي للصين ليس سوى خطوة لاحتواء التنمية عالية الجودة للصين وحرمان الشعب الصيني من حقه في التنمية.
وفي كلمة ألقاها في حفل العشاء الترحيبي الذي أقامته منظمات صديقة في الولايات المتحدة، قال الرئيس شي:
— إنني على قناعة بأن باب العلاقات الصينية-الأمريكية لا يمكن أن يغلق مرة أخرى بمجرد فتحه، وإن الصداقة الصينية-الأمريكية لا يمكن أن تخرج عن مسارها في منتصف الطريق بمجرد أن تبدأ. لقد نمت شجرة الصداقة بين شعبينا لتصبح باسقة وقوية؛ ويمكنها بالتأكيد الصمود في مواجهة أية رياح أو عاصفة.
— إن مسارينا مختلفين، ولكن كلاهما خيار شعوبنا، وكلاهما يؤديان إلى تحقيق القيم المشتركة للإنسانية. ويجب احترامهما.
— إن الصين لا تراهن مطلقا ضد الولايات المتحدة، ولا تتدخل أبدا في شؤونها الداخلية. وإن الصين لا تنتوي تحدي الولايات المتحدة أو إزاحتها. بل سيسعدنا أن نرى ولايات متحدة واثقة ومنفتحة ومتنامية ومزدهرة. وعلى نحو مماثل، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تراهن ضد الصين، أو تتدخل في الشؤون الداخلية للصين. بل ينبغي لها أن ترحب بصين سلمية ومستقرة ومزدهرة.
— لطالما كانت الباندا رسول صداقة بين الشعبين الصيني والأمريكي. نحن على استعداد لمواصلة تعاوننا مع الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على الباندا، وبذل قصارى جهدنا لتلبية رغبات سكان كاليفورنيا من أجل تعميق العلاقات الودية بين شعبينا.
— إن الحزب الشيوعي الصيني ملتزم بالعمل من أجل الشعب، وإن تحقيق تطلع شعبنا إلى حياة أفضل هو هدفنا. وهذا يعني ضرورة أن نعمل جاهدين لضمان دعمه.
— على مدار أكثر من 70 عاما منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم تقم الصين بإثارة صراع أو حرب، ولم تحتل شبرا واحدا من أرض أجنبية. والصين هي الدولة الكبيرة الوحيدة التي أدرجت التنمية السلمية في دستور البلاد ودستور الحزب الحاكم، وبذلك تجعل التنمية السلمية التزاما للأمة. وهي تستفيد من النظام الدولي الحالي وتصونه.
— ستظل الصين ملتزمة بإعلاء الحوار على المواجهة، وإعلاء بناء الشراكات على التحالفات. وسوف تواصل اتباع إستراتيجية انفتاح متبادلة المنفعة. إن التحديث الذي نسعى إلى تحقيقه ليس للصين وحدها.