مقابلة: لاكروا: الصين لاعب أساسي في عمليات حفظ السلام
أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا يوم الثلاثاء عن تقديره لمساهمات الصين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، مؤكدا على الدور الحيوي للصين في هذه الجهود.
صرح لاكروا بذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، مؤكدا أن “الصين دولة مهمة للغاية بالنسبة لنا”.
وقال “إننا نقدر بشدة مساهمات الصين في حفظ السلام. لدينا علاقة قوية للغاية مع الصين”.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري للأمم المتحدة لحفظ السلام لعام 2023 في العاصمة الغانية أكرا في الفترة من 5 إلى 6 ديسمبر.
وباعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، تعد الصين ثاني أكبر مساهم مالي في عمليات حفظ السلام الأممية.
وأقر لاكروا بأن الصين لاعب أساسي في حفظ السلام، موضحا أن دورها المهم لا يقتصر على نشر القوات والأفراد النظاميين ولكنها تعد أيضا “داعما هاما لمختلف المبادرات التي اتخذناها لتحسين تأثير وفعالية عمليات حفظ السلام”.
وأكد لاكروا على قدرات الصين في مجال حفظ السلام، قائلا إن الصين تتمتع بـ”قدرات قوية” للغاية في مجال التكنولوجيا مع مجموعة من المهارات الخاصة.”هناك العديد من المهارات المحددة والمتطورة التي تكتسب أهمية متزايدة لحفظ السلام”.
وأكد لاكروا أن الشراكة مع دول مثل الصين “ستكون مهمة للغاية لأننا بحاجة إلى دعم الصين سياسيا”، مضيفا “إننا نتطلع بشدة إلى العمل مع الصين للتأكد من أننا سنكون مجهزين بشكل جيد” لمواجهة التحديات التي تواجهها عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة.
وفي حديثه عن التحديات، سلط لاكروا الضوء على “التحديات السياسية” التي تواجه عمليات حفظ السلام. وأوضح أن الجهود السياسية “تحظى بدعم أقل وبالتأكيد أقل اتحادا من ذي قبل”، مضيفا “لدينا مجلس أمن منقسم، ولدينا عضوية منقسمة”.
وقال “إننا نواجه أيضا تحديات مثل انتشار الجماعات المسلحة. العديد من هذه الجماعات تفتقر إلى جدول أعمال سياسي ومتورطة بشكل أكبر في الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود الوطنية والإرهاب، الأمر الذي يجعل الانخراط في نقاش سياسي معها أكثر صعوبة”.
في الوقت نفسه، شدد لاكروا على ضرورة التحلى باليقظة، محذرا من أن الهجمات ضد المدنيين وقوات حفظ السلام “أصبحت أيضا أكثر تعقيدا، بسبب استخدام التقنيات الجديدة”.
وقال “لقد اتخذنا عددا من المبادرات لتحسين سلامة وأمن قوات حفظ السلام لدينا”، مضيفا أنهم يعملون على تحسين قدرات قوات حفظ السلام على استخدام التكنولوجيا الرقمية ومكافحة المعلومات المضللة، معتقدا أن “كل هذه المبادرات لا يمكن تنفيذها دون الشراكة الكاملة بين الدول الأعضاء”.
كما أشاد لاكروا بالصين “لدورها القيادي” فيما يتعلق بسلامة وأمن قوات حفظ السلام.
وفي معرض مناقشة حفظ السلام في أفريقيا، أشار لاكروا إلى المساهمة الكبيرة للقارة في عمليات الأمم المتحدة وأهمية الاعتراف بهذا الدور. وشدد على معالجة الأسباب الجذرية للصراعات والتحديات الأفريقية، بما في ذلك تغير المناخ والاستغلال غير القانوني للموارد، داعيا إلى إنشاء “أنماط جديدة” لعمليات السلام لمعالجة هذه التحديات بشكل فعال.
وأشار قائد عمليات حفظ السلام أيضا في حديثه إلى التقدم المحرز في مشاركة المرأة في عمليات حفظ السلام، حيث تشكل النساء 30 في المائة من ضباط الشرطة وحوالي 20 في المائة من ضباط الجيش وأعضاء الوحدات الشرطية الأجنبية.
وأكد على ضرورة وجود المزيد من النساء في المناصب العسكرية العليا وتحسين بيئة عملهن، داعيا إلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية لإزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة المرأة في عمليات حفظ السلام.
وفيما يتعلق بالاجتماع الوزاري المقبل، أكد لاكروا على توقعات أساسية بدءا بـ “إعادة تجديد الالتزام السياسي من قبل دولنا الأعضاء تجاه حفظ السلام”. كما أعرب لاكروا عن رغبته في مناقشة “أفكار وطرق جديدة” لمعالجة التحديات بشكل أكثر فعالية.
وقال “لقد شاركنا مع الدول الأعضاء قائمة طويلة تشمل ما نتوقعه منهم، والتعهدات التي نتوقعها منهم، ونتطلع بشدة إلى الاستماع إليهم في أكرا”.