تحويل رؤية سان فرانسيسكو إلى إجراءات ملموسة
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
على الرغم من أن المجتمع الدولي شعر بالقلق حيال التوتر المتصاعد بالعلاقات الصينية الأمريكية، إلا أن القمة التي انعقدت بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن في سان فرانسيسكو، أحيت الآمال في التوصل إلى وفاق في هذه العلاقة الثنائية المحورية.
وتمثل هذه القمة المهمة عودة الرئيس الصيني إلى الولايات المتحدة بعد توقف دام لمدة 6 سنوات، كما كانت أول لقاء وجها لوجه بين الرئيسين منذ قمة بالي في نوفمبر الماضي.
عندما ابتسم شي وبايدن لبعضهما البعض وتصافحا أمام العالم، شعر العالم بالراحة. مرة أخرى، ثُبت أن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للتعايش بين البلدين.
وخلال القمة، أجرى الرئيسان تبادلات صريحة لوجهات النظر حول المسائل التي لها تأثير ملموس على العلاقات الثنائية، فضلا عن القضايا المتعلقة بالسلام والتنمية العالميين، ما رسم مسار العلاقات الصينية الأمريكية متوجها للأمام.
ووسط المناظر الطبيعية الرائعة لفيلولي إستيت في ضواحي سان فرانسيسكو، حث شي البلدين على بناء خمس ركائز من شأنها تعزيز علاقتهما، وهي تطوير التصور الصحيح بشكل مشترك، وإدارة الخلافات بشكل مشترك وفعال، وتعزيز التعاون متبادل المنفعة بشكل مشترك، وتحمل المسؤوليات بشكل مشترك كدول كبرى، وكذلك تعزيز التبادلات الشعبية بشكل مشترك.
وخلال زيارته، ذكر شي رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة في عام 1985 في مناسبات متعددة، وعقد اجتماعات خاصة مع أصدقاء أمريكيين من مختلف مناحي الحياة. وشدد أن “تواصل شعبينا مع بعضنا البعض هو الذي أعاد العلاقات الصينية الأمريكية مرارا وتكرارا من أدنى مستوياتها إلى المسار الصحيح”، كما طرح تدابير ملموسة لتسهيل الاتصالات المدنية بين الجانبين.
وفي الوقت نفسه، مهدت القمة الطريق أمام البلدين للتوصل إلى أكثر من 20 تفاهما مشتركا في مجالات تشمل التبادلات السياسية والدبلوماسية والثقافية والشعبية، إلى جانب الحوكمة العالمية، والشؤون العسكرية والأمنية، مما خلق زخما جديدا لإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح.
ومن أجل البناء على نتائج قمة سان فرانسيسكو، يتعين على البلدين أن يتعلما من الماضي. فعلى مدى السنوات الماضية، واجهت العلاقات الصينية الأمريكية رياحا معاكسة، وعانت من النكسات. ويكمن جوهر ذلك في فشل الولايات المتحدة في العثور على الإجابة الصحيحة على ما إذا كانت الصين خصما أم شريكا، مما تسبب في إساءة الحكم على الصين، واعتبارها منافسا وتحديا وحتى تهديدا.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الناحية الاقتصادية، بين الصين والولايات المتحدة درجة كبيرة من التكامل، حيث تتوفر فرص كبيرة للتعاون في مجالات تشمل التجارة والطاقة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة.
هناك درس يثبته التاريخ والواقع، عندما يوحد البلدان قواهما، يجني المجتمع العالمي الثمار؛ ولكن عندما يكونا على خلاف، يعاني العالم بأجمعه.
ومع دخول العالم فترة جديدة من الاضطراب والتحول، يتعين علي الصين والولايات المتحدة اتخاذ زمام المبادرة كلاعبين رئيسيين في الساحة العالمية، فضلا عن التعاون للتغلب على التحديات العالمية وتعزيز رفاهية البشرية جمعاء.
ولتحقيق هذه الهدف، يتعين على الصين والولايات المتحدة المضي قدما في رحلة جديدة اعتبارا من سان فرانسيسكو، وكذلك متابعة التفاعلات السليمة والنظر إلى بعضهما البعض كشركاء.
لقد حددت قمة سان فرانسيسكو مسار العلاقات الصينية الأمريكية، فإن العلاقات بين الدول الكبرى تكون الأكثر أهمية لمستقبل العالم. والأهم الآن هو أن يبذل الجانبان جهودا متضافرة ويتعاونا معا لتحويل رؤية سان فرانسيسكو إلى سياسات فعلية وخطوات ملموسة لضمان علاقة مستقرة وسليمة.