(كوب28) مقابلة: خبير: الصين تتخذ خطوات نحو التحول إلى الطاقة المتجددة
تتخذ الصين خطوات نحو التحول إلى الطاقة المتجددة، حيث أدركت حكومتها أن الوصول إلى الحد الأقصى من إنتاج الوقود الأحفوري يتطلب إيجاد مصادر بديلة للطاقة، بحسب جوردي سولي، باحث إسباني في تغير المناخ وأستاذ بجامعة برشلونة.
وقال سولي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) حول الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) ودور الصين في مكافحة تغير المناخ “يمكن رؤية ذلك في السياسات والإجراءات التي اتخذتها الصين مؤخرا”.
وأردف أن الاقتصادات الكبرى هي المصدر الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة، مشيرا إلى أن أي إجراء يتخذه نحو التحول إلى الطاقة المتجددة يمكن أن يكون له آثار كبيرة.
وأضاف أنه مع وجود صناعات يصعب إزالة الكربون منها في الصين، وكونها مصنع العالم، فإن أي إجراء ناجح تتخذه نحو التحول الأخضر، “سيكون بمثابة مثال لبقية العالم على الصعيدين التكنولوجي والاجتماعي-الاقتصادي”.
ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة إن الأمم المتحدة تُقيم بشكل إيجابي جهود الصين وإسهاماتها المهمة في تعزيز بلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق حياد الكربون.
وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ في كلمة ألقاها في القمة العالمية للعمل المناخي في دبي إنه في 2022، انخفضت كثافة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بأكثر من 51 بالمائة مقارنة بعام 2005، لافتا إلى أن إنتاج الصين ومبيعاتها من سيارات الطاقة الجديدة احتلت المرتبة الأولى في العالم، وهو ما يمثل أكثر من نصف الإجمالي العالمي مع وجود أكثر من 18 مليون سيارة طاقة جديدة قيد الاستخدام. وأضاف أن القدرة المركبة للطاقة غير الأحفورية زادت لتصل إلى 50.9 بالمائة.
ودعا أيضا المجتمع الدولي إلى تسريع التحول الأخضر وزيادة نسبة الطاقة المتجددة بشكل فعال، وتعزيز استخدام الطاقة التقليدية بشكل نظيف ومنخفض الكربون وفعال، وتسريع تشكيل طرق الإنتاج وأنماط الحياة الخضراء ومنخفضة الكربون.
وذكر دينغ أن الصين، باعتبارها دولة نامية مسؤولة كبرى، مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لبناء عالم نظيف وجميل، مضيفا أن البشرية تتقاسم مصيرا مشتركا في مواجهة تحديات ناتجة عن تغير المناخ، ويتعين على جميع الأطراف تعزيز عزمها وقدرته لمعالجتها بشكل مشترك.
وفي نفس الوقت، قال سولي إن كوب 28 مهم للغاية، لأنه يهدف إلى تقييم التقدم المحرز في اتفاق باريس والتخفيف بشكل كبير من الآثار السلبية لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم.
واستطرد قائلا إن كوب 28 سيركز أيضا على تسريع التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير قبل عام 2030، وكذلك تزويد البلدان الفقيرة والدول النامية بالتمويل اللازم للتعامل على تغير المناخ.
وقال دينغ في كلمته يوم الجمعة إن الصين أوفت دائما بوعدها وقدمت إسهامات مهمة في حوكمة المناخ على الصعيد العالمي، وعززت بقوة التعاون الدولي في التنمية الخضراء وثورة الطاقة وتغير المناخ، كما دعمت الدول النامية في تعزيز قدرتها على التعامل مع تغير المناخ.
ومن جهته، أشار سولي إلى أن اجتماع دبي سيظهر “ما إذا كنا نتحرك حقا نحو التزامات قوية أو ما إذا كان الأمر يتعلق بالعمل كالمعتاد، وكما هو الحال دائما، حيث نستسلم لأسوأ سيناريوهات تغير المناخ”.
واستطرد “نحن بحاجة إلى التزام واضح مدعوم بإجراءات ملموسة لتنفيذ ما يجب القيام به”.