مقابلة خاصة: خبير مصري: العلاقات الصينية – العربية شهدت طفرة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
أكد أحمد الحسيني، الباحث بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة والخبير بالشؤون الصينية، أن العلاقات الصينية – العربية شهدت في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة، وهو ما انعكس إيجابا على مختلف مجالات التعاون المشترك.
وقال الحسيني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن العلاقات العربية -الصينية شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا جدا، وخاصة خلال التحدي الكبير الذي مر به العالم خلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19.
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت تلاحما كبيرا على المستويين الرسمي والشعبي بين الدول العربية والصين، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.
وتابع أحمد الحسيني قائلا، “تعزز التعاون بين الجانبين بشدة في مجال الصحة والرعاية الصحية والتبادلات رفيعة المستوى بين الحكومات العربية والحكومة الصينية لمكافحة كورونا”.
وشدد على أن “العلاقات العربية – الصينية تطورت كثيرا خلال العام الأخير على مستوى العلاقات الدبلوماسية”، حيث لعبت الصين دورا هاما في حل بعض الخلافات السياسية والأزمات وتحقيق التقارب داخل المنطقة وخاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ولفت الخبير المصري، إلى أن الصين أصبحت فاعلا مهما في المنطقة العربية وفي السياسة الدولية بشكل عام، وهو ما برز خاصة خلال الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وموقفها بمجلس الأمن الداعم والمطالب بوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
ونوه إلى أن القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت نهاية العام الماضي كانت بمثابة “بداية انطلاقة جديدة في العلاقات”، مؤكدا أن عقد قمة عربية – صينية بشكل دوري ومحدد سيكون له دور مهم جدا وفعال في تعزيز العلاقات بين الجانبين وجعلها أكثر فاعلية وأسرع استجابة لمختلف المجالات بما يصب في صالح الجانبين ويزيد من تعاونهما.
وأشار الحسيني إلى أن “الصين تمتلك تجربة مهمة جدا يجب أن نتعلم منها وأن ندرسها جيدا في الدول العربية، خاصة ما يتعلق بكيفية الانطلاقة الصينية منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن وما حققته من إنجاز يصل إلى درجة الإعجاز، والطفرات الاقتصادية والصناعية غير المسبوقة التي حققتها على أرض الواقع، أمر نحتاج في الدول العربية إلى الاستفادة منه خلال المرحلة الحالية”.
وقال الخبير، إن “الدول العربية والصين ترتبطان بمصير مشترك منذ آلاف السنوات، فطريق الحرير في شكله القديم كان الهدف المشترك من خلاله هو التجارة التي جمعت جميع الشعوب وجمعت الشرق والغرب على مصير واحد وهو التعاون، وحديثا فإن مبادرة الحزام والطريق هي تجسيد لمعنى المصير المشترك خاصة بين الجانبين الصيني والعربي”.
وأضاف أحمد الحسيني أن “التعاون الاقتصادي العربي – الصيني يشهد زخما كبيرا وتساهم الصين بشكل كبير في مساعدة الدول العربية سواء في تطوير وتحديث بنيتها التحتية، وهذا يظهر بوضوح في مصر والجزائر وغيرها من الدول، فضلا عن الاستثمار في المشروعات التنموية التي مكنت الدول العربية من إحداث طفرة كبيرة تساهم في تطوير اقتصاداتها بشكل لافت”.