الصين وفيتنام تقيمان علاقات أقوى حيث يتكاتف الزعيمان من أجل مستقبل مشترك
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
في العلاقات الدولية، حيث تكون المصافحات الرسمية هي العرف، فإن الحالات النادرة التي يمسك فيها القادة بأيدي بعضهم البعض تجعل مثل هذه اللحظات رمزا لرباط قوي حقا وعلاقات صادقة.
عند تشابك الأصابع، تنطق اللغة الصامتة بمجلدات. فهي تروي قصة الوحدة والثقة والمستقبل المشترك.
لقد تجلت لحظة اليدين المتشابكتين عندما التقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ في جميع المناسبات خلال زيارة الدولة التي اختتمها شي للتو إلى فيتنام.
التقط الصحفيون، من خلال عدساتهم، اللحظات المؤثرة التي لا تُنسى للرباط الدائم والعميق بين الطرفين والبلدين وشعبيهما، ثم قدموها للجمهور العالمي.
قبل زيارته إلى فيتنام، أعرب شي بالفعل عن شعور عميق بالألفة يغمره تجاه البلاد حيث ستطأ قدماه فيتنام للمرة الثالثة في منصبه الحالي، ليكتب في مقال موقع نشرته صحيفة فيتنامية قائلا إنه “منغمس بالفعل في إحساس بالدفء الذي لا يستشعره الناس إلا عند زيارة الأقارب والجيران”.
وقد تجلى هذا الشعور بوضوح في جميع الصور ومقاطع الفيديو التي التقطهما الصحفيون خلال الزيارة، وظهر فيها الزعيمين وعلى وجهيهما ابتسامة مشرقة، ويديهما متشابكتين بقوة في وحدة واحدة.
بعد فترة وجيزة من وصول شي إلى هانوي يوم الثلاثاء، أقام له ترونغ مراسم استقبال كبيرة في قصر الرئاسة قبل توجههما إلى مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لإجراء محادثات.
وأعلن الأمينان العامان خلال المحادثات عن قرار بناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك يحمل أهمية إستراتيجية على أساس تعزيز شراكتهما التعاونية الإستراتيجية الشاملة.
وفيما كانا يطلعان في وقت لاحق على الوثائق الموقَّعة في أكثر من 30 مجالا من مجالات التعاون الثنائي بأيدٍ متشابكة، كانا أشبه بأخوين يستعرضان جهودهما المشتركة السابقة ويتطلعان بشغف إلى آفاق أوسع للمستقبل.
خلال الزيارة، دعا ترونغ شي مرة أخرى إلى دردشة جماعية صغيرة أثناء تناول الشاي. فعلى مر السنين، من قاعة الشعب الكبرى في بكين إلى مقر هو تشي منه في هانوي، ثم إلى مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومركز هانوي الوطني للمؤتمرات، استخدم الأمينان العامان ثقافة الشاي المشتركة بين الصين وفيتنام كقناة للتبادلات الهامة والوثيقة، مما عزز من تعميق التفاهم المتبادل والصداقة بين البلدين.
وخلال دردشتهما أثناء تناول الشاي، قدم ترونغ لشي هدية خاصة، عبارة عن لوحة مؤطرة تجمعهما معا.
قال ترونغ بطريقة متواضعة غالبا ما يتبناها الآسيويون “هذا عمل صنع بأيدي فنان موهوب من مدينة هو تشي منه جنوبي البلاد…هذا العمل قد لا يكون من أعلى الأعمال جودة”.
“ولكن ما هو قيّم حقا هو رباط الأخوة”، هكذا أضاف وهو يمسك بيد شي ويعرض له اللوحة.
وأثناء زيارة شي، استشهد الزعيمان في عدة مناسبات بالتصريحات الشهيرة للزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه، والتي وصفت العلاقات بين الصين وفيتنام بأنها رباط “صداقة حميمة بالإضافة إلى أنها رباط أخوة”.
قال شي بعد ظهر الأربعاء عند توديع ترونغ إن أكثر ما أثار إعجابه هو تأكيد الأخير المتكرر على أن الرباط الذي يجمع بين الصين وفيتام والمتمثل في “الصداقة بالإضافة إلى الأخوة” هو نقطة البداية والأساس للعلاقات الصينية الفيتنامية.
قبل اختتام زيارة الدولة بعد ظهر الأربعاء، اجتمع شي وترونغ هنا مع ممثلين عن الشباب الصينيين والفيتناميين والأشخاص الذين قدموا إسهامات للصداقة الصينية الفيتنامية.
بابتسامة مشرقة على وجهه، سأل ترونغ الحشد عن سبب ترتيب مثل هذا الاجتماع خلال زيارة شي التاريخية.
“لأننا نأمل أن نعهد بمسؤولية تعزيز الصداقة الفيتنامية الصينية إلى الأجيال الشابة في كلا البلدين. هل تتفقون جميعا على ذلك؟ هكذا طرح الزعيم الفيتنامي سؤالا بلاغيا.
ضجت القاعة بالتصفيق على الفور. جلس شي في مكان قريب، وابتسم ابتسامة عريضة وهو ينظر إلى صديقه القديم.
إن أساس الصداقة بين الصين وفيتنام يكمن بين شعبينا، ومستقبل هذه الصداقة سيخلقه الشباب، حسبما قال شي في كلمته.
وأضاف “آمل أن تمضوا قدما في الصداقة بين الصين وفيتنام وتلعبوا دوركم في بناء مجتمع صيني فيتنامي ذي مستقبل مشترك يحمل أهمية إستراتيجية”.
في مقاله الموقع الذي نُشر قبل الزيارة، استشهد شي بكلمات أغنية صينية شهيرة عن التضامن الآسيوي تقول “في آسيا، لدينا جذور الأشجار مترابطة؛ في آسيا، حتى السحب تسبح جنبا إلى جنب”.
وكتب شي يقول إن “كلمات الأغنية تعكس التصور الأساسي للشعب الصيني لآسيا كمجتمع ذي مستقبل مشترك”.
بينما اختتم شي زيارته إلى فيتنام، والتي مثلت على حد تعبيره تتويجا ناجحا لجهود الصين الدبلوماسية هذا العام، فإن الصورة التي لا تُمحى لزعيمي الجانبين ويديهما متشابكتين ستشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية.
إنها لا تمثل تعبيرا بصريا فحسب، وإنما تمثل أيضا رمزا للالتزام المشترك بالعمل من أجل مستقبل مشترك.