موقع متخصص بالشؤون الصينية

القهوة والكاكاو… تعميق التعاون بين الصين والدول الإفريقية في مجال الزراعة الاستوائية

0

تشتهر بلدة شينغلونغ الساحلية في مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين بقهوتها العطرية. وفي هذه البلدة الصغيرة التي يزيد عدد سكانها عن 30 ألف نسمة فقط، يوجد أكثر من 200 مقهى، الأمر الذي يجذب السياح من جميع أنحاء البلاد.

وتعد إفريقيا مهد القهوة، أما هاينان فهي واحدة من أقدم المناطق لزراعة القهوة في الصين. وتم تأسيس معهد بحوث التوابل والبخور والمشروبات التابع للأكاديمية الصينية لعلوم الزراعة الاستوائية في شينغلونغ عام 1957، ويعمل المعهد على إجراء أبحاث داعمة حول تصنيع القهوة، وجمع وحفظ أكثر من 400 عينة من موارد الأصول الوراثية للقهوة، كما نجح في تطوير وزراعة خمسة أصناف من القهوة بشكل مستقل.

وقالت يان لين، مسؤولة بمركز بحوث القهوة التابع للمعهد المذكور، إن فريقها يعمل على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية مثل إثيوبيا وكوت ديفوار وكينيا لجمع وتقييم موارد الأصول الوراثية الإفريقية للقهوة بشكل مشترك، وكذلك إنشاء نظام فعال لتقنيات الزراعة، معربة عن أملها في الترويج لنموذج زراعة القهوة الصديق للبيئة، بالإضافة إلى أصناف القهوة الممتازة للصين وتقنيات الإنتاج والمعدات المتقدمة في الدول الإفريقية.

 

 

وفي نفس الوقت، شهد التعاون الصيني- الإفريقي تعمقا متزايدا في مجال الكاكاو بفضل جهود باحثي المعهد. وفي عام 2020، صُدرت حبوب الكاكاو من صنف “رهين رقم 4” الذي طوره وزرعه المعهد إلى الخارج لأول مرة، وصُنّعت حبوب الكاكاو هذه من قبل صانع الشوكولاتة البلجيكي الشهير بيير ماركوليني لتصبح منتجا جديدا من الشوكولاتة باسم “شوكولاتة هاينان التربيعية”. ومنذ ذلك الحين، جاء الكثير من صانعي الشوكولاتة المحليين والأجانب إلى هنا لشراء حبوب الكاكاو.

وقال لي فو بنغ، مسؤول بمركز بحوث الكاكاو التابع للمعهد، إن سعر تصدير حبوب الكاكاو للمقاطعة يبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف السعر العالمي لحبوب الكاكاو، الأمر الذي يجتذب اهتماما بالغا من الدول المنتجة الرئيسية مثل كوت ديفوار وغانا، وهو ما يعد دليلا على أن الباحثين الصينيين قد بدأوا في تكريس أنفسهم لإنتاج حبوب الكاكاو عالية الجودة.

وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين وإفريقيا تعميق التعاون العملي في مجال الزراعة من خلال البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” ومنتدى التعاون الصيني- الإفريقي وغيرها من الآليات والمنصات. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قامت الصين ببناء 24 مركزا نموذجيا للتقنيات الزراعية في إفريقيا، والترويج لأكثر من 300 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق مثل الزراعة المكثفة للذرة وتكاثر نبات الكسافا بشكل سريع، مما حقق زيادة متوسط في إنتاج المحاصيل المحلية بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 60 في المائة، واستفاد منه أكثر من مليون شخص من أصحاب المزارع الصغيرة في الدول الإفريقية.

 

 

وبدوره، قال تسوي بنغ وي، نائب رئيس الأكاديمية الصينية لعلوم الزراعة الاستوائية، إن التعاون بين الصين وإفريقيا في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية حقق تقدما مهما، وفي ظل تأثيرات تغير المناخ والعوامل البيئية، يواجه الجانبان تحديات مشتركة فيما يتعلق بالأمن الغذائي وجودة المنتجات الزراعية وأمن الإمدادات، مؤكدا أن التنمية الحديثة للزراعة في الجانبين الصيني والإفريقي يتطلب أنظمة تقنية ومرافق زراعية أكثر تقدما لتحسين مرونة التنمية، وأنظمة سياسات أكثر دعما لتوفير ضمانات للابتكار في مجال العلوم والتكنولوجيا الزراعية والإجراءات التعاونية.

وخلال الدورة الثانية لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي في الزراعة التي عقدت في نوفمبر الماضي، زار الضيوف الأفارقة قرية داماو الإيكولوجية بمدينة سانيا في المقاطعة، للتعرف على تطور الزراعة الذكية في الصين، وأبدوا اهتماما كبيرا بالأصناف الجديدة والتقنيات الجديدة التي يعرضها مركز بحوث الشتلات، كما تعرفوا بالتفصيل على العملية الكاملة لزراعة الفلفل والخضروات الورقية والبطيخ وغيرها من المحاصيل بدءا من أخذ العينات للأنسجة النباتية للشتلات في غرف التربية إلى الزراعة في الدفيئات الزجاجية الذكية، وعبروا عن تطلعهم إلى التعاون مع الصين في مجال التكنولوجيات ذات الصلة في المستقبل.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.