مقالة خاصة: الشركات متعددة الجنسيات تتوافد على الصين وعينها على الفرص الهائلة
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
تتوق الشركات متعددة الجنسيات إلى زيادة استثماراتها في السوق الصينية المزدهرة مع بداية العام الجديد. فعلى الرغم من البيئة العالمية الصعبة والانتعاش الاقتصادي الضعيف، لا تزال هذه الشركات ترى إمكانات غير مستغلَّة في الصين.
— “الصين القادمة” لا تزال هي الصين
تقدم الصين فرصا واعدة للشركات من مختلف البلدان للتوسع، بفضل بنيتها التحتية القوية وسوقها الاستهلاكية الواسعة ومناخها الاستثماري المواتي الذي يشهد تحسنا مستمرا.
فقد أشار أولا كالينيوس، رئيس مجلس إدارة مجموعة مرسيدس بنز، إلى أن الشركة قطعت خطوات كبيرة في عملها بالصين على مر السنين، وهو ما أرسى أساسا متينا للنمو المستقبلي للمجموعة.
وقال كالينيوس في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه في ظل التنمية الاقتصادية الناضجة وحجم السوق الضخم في الصين، لا تزال هناك إمكانات نمو كبيرة على المدى الطويل، مضيفا أن شركته تأمل في اغتنام هذه الفرصة ومواصلة تعميق وجودها الإستراتيجي في الصين.
أما مجموعة فولكسفاغن الألمانية، وهي شركة أخرى متعددة الجنسيات لصناعة السيارات، فتسعى إلى تحقيق التوطين الكامل للإنتاج والبحوث والمشتريات. في نوفمبر الماضي، كشفت المجموعة عن أن شركة فولكسفاغن تشاينا للتكنولوجيا، وهي أكبر مركز تطوير لها خارج ألمانيا، تعتزم إطلاق منصة كهربائية للقطاع المبتدئ في غضون 36 شهرا.
وذكر رالف براندستيتر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة فولكسفاغن تشاينا، أنه “مع تطوير منصة خاصة بالصين للقطاع المبتدئ، فإننا نتحمل مهاما تنموية كبيرة تجاه إستراتيجيتنا القائمة على ‘ في الصين من أجل الصين ‘ “.
كما وفر صعود صناعة السيارات الكهربائية في الصين فرص أعمال وفيرة لشركات تصنيع معدات السيارات الفرنسية مثل فاليو وفوريسيا.
فقد كشف تقرير فوريسيا المالي للربع الثالث من عام 2023 عن زيادة نسبتها 11.8 في المائة في المبيعات في السوق الصينية، وهذا يدل على أداء قوي.
وأكد باتريك كولر، الرئيس التنفيذي لشركة فوريسيا، مرارا على الأهمية الإستراتيجية للسوق الصينية بالنسبة لشركته في مناسبات مختلفة، قائلا إن التأثير المتزايد داخل قطاع السيارات في الصين من المتوقع أن يدفع بشكل كبير تطوير وتقدم سلسلة توريد إلكترونيات السيارات الخاصة بشركة فوريسيا.
أما كريستيان دريجر، الزميل الباحث البارز في جامعة فيادرينا فرانكفورت الأوروبية (أودر)، فقال لـ((شينخوا)) إن السوق والمؤسسات الأوروبية تولي اهتماما كبيرا بالتنمية الاقتصادية في الصين.
وقال دريجر إن حجم السوق ومستوى تعليم السكان والبنية التحتية عالية الجودة في الصين، ودور الصين المؤثر في دفع النمو الاقتصادي في جنوب شرق آسيا كلها عوامل حاسمة لانتعاش الاقتصاد الأوروبي.
— سحر السوق
اجتذبت السوق الصينية الضخمة استثمارات متزايدة من شركات الصناعات التحويلية متعددة الجنسيات وكذا من شركات الخدمات الغذائية وشركات التكنولوجيا الفائقة والمؤسسات المالية العالمية، ما يظهر مرونتها وسط ركود الاقتصاد العالمي.
فعمالقة الخدمات الغذائية العالمية تواصل ازدهارها. والمثال على ذلك شركة “يم تشاينا”، مشغل مطاعم “كيه إف سي” و”بيتزا هت” في البلاد. فقد سجلت الشركة نموا مطردا في عملياتها وأضافت 500 متجر حتى الربع الثالث من عام 2023. وهي الآن تدير أكثر من 14 ألف مطعم وتهدف إلى أن يكون لديها 20 ألف متجر في الصين بحلول عام 2026.
وقال المدير التنفيذى للشركة آبل الأمريكية الرائدة تيم كوك إن السوق الصينية تعد سوقا حيوية بالنسبة لآبل، وأنه “متفائل جدا” بشأن آفاق الشركة طويلة الأجل هناك.
بالنسبة لشركة آبل، تعد الصين مصدرا بالغ الأهمية في سلسلة التوريد. وإن 151 من الموردين الرئيسيين الـ200 للشركة، بمن فيهم الموردون الأجانب والصينيون، لديهم وجود تصنيعي في البلاد.
كما يعمل الدعم القوي الذي يقدمه النظام البيئي الصناعي في الصين على تعزيز كفاءة الإنتاج. فقد أنتج مصنع تسلا في شانغهاي، أول مصنع غيغافاكتوري لشركة تصنيع السيارات هذه خارج الولايات المتحدة، 947 ألف سيارة في عام 2023 ويمكنه إنتاج سيارة في غضون أقل من 40 ثانية.
ووفقا لـ((رويترز))، تعتزم سيتي غروب ومقرها الولايات المتحدة إنشاء وحدة مصرفية استثمارية مملوكة بالكامل في الصين بحلول نهاية عام 2024 وتوظيف ما يقرب من 30 شخصا. كما ستركز على سوق رأس المال المحلي، حيث تضع خططا ترمي إلى توسيع قوتها العاملة إلى ما يقرب من 100.