تقرير إخباري: تنمية صناعة الطاقة الهيدروجينية في الصين .. زخم مستمر ومنفعة عالمية

صحيفة الشعب الصينية:

أكمل أول قطار حضري يعمل بالهيدروجين في الصين مؤخرًا اختباره بسرعة 160 كم/ساعة في تشانغتشون بمقاطعة جيلين شمال شرقي الصين. وقد تم تجهيز القطار، الذي طورته شركة سي آر آر سي تشانغتشون لمركبات السكك الحديدية المحدودة، بنظام طاقة هيدروجيني ونظام تحكم في الطاقة الهجين الهيدروجيني والكهربائي تم تطويره بشكل مستقل. وخلال الاختبار، بلغ متوسط استهلاك القطار للطاقة 5 كيلووات في الساعة لكل كيلومتر، مع تجاوز المدى الأقصى 1000 كيلومتر.
قال وانغ جيان، نائب مدير قسم أبحاث التكنولوجيا الجديدة بمركز البحوث الهندسية التابع لشركة سي آر آر سي تشانغتشون لمركبات السكك الحديدية المحدودة: “بالمقارنة مع المركبات الحضرية التي تعمل بالاحتراق الداخلي، تنبعث من القطارات التي تعمل بالهيدروجين المياه أثناء السير، وطوال دورة حياة القطار الذي يعمل بالهيدروجين، يمكن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 50 ألف طن، وهو ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن 50000 سيارة تسير مسافة 5000 كيلومتر في وقت واحد.”
تعد الطاقة الهيدروجينية مصدر طاقة ثانوي وفير وصديق للبيئة وقابل للتطبيق على نطاق واسع، ويعد تطويرها واستخدامها أمرًا بالغ الأهمية لبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال. كما تعد الصين أكبر منتج للهيدروجين في العالم، حيث سيبلغ إنتاجها 35.33 مليون طن في عام 2022، وهو ما يمثل أكثر من ثلث الإجمالي العالمي.
وتشهد صناعة الطاقة الهيدروجينية في الصين مسار نمو واعدا، وقد أتقنت البلاد بشكل أولي التكنولوجيا والتقنيات الأساسية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله وهدرجته وتكامل الأنظمة. وفي بعض مناطق الصين، تم استخدام مركبات خلايا الوقود الهيدروجيني للعرض على نطاق صغير.
ويقدر تحالف الهيدروجين الصيني أنه بحلول عام 2025، سيصل إنتاج صناعة الطاقة الهيدروجينية في الصين إلى تريليون يوان (138.2 مليار دولار). وبحلول عام 2050، سيقترب الطلب على الهيدروجين من 60 مليون طن، ومن المتوقع أن يخفض حوالي 700 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وستمثل الطاقة الهيدروجينية أكثر من 10 بالمئة من نظام الطاقة للاستخدام النهائي في الصين، حيث ستولد السلسلة الصناعية إنتاجا سنويا يصل إلى 12 تريليون يوان.

كما شهدت صناعة الطاقة الهيدروجينية الصينية تقدمًا سريعًا في التعاون الدولي، وفي السنوات الأخيرة، دخل عدد متزايد من الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية وشاركت في التعاون مع شركائها الصينيين. على سبيل المثال، تعمل شركات صناعة السيارات مثل هيونداي وتويوتا على مشاريعها لخلايا الوقود الهيدروجيني في الصين. وبدأت الشركات متعددة الجنسيات، بما في ذلك شركتي كومينز وسيمنز، في إنتاج الهيدروجين من خلال المحللات الكهربائية في الصين. وفي الوقت نفسه، تعمل الشركات الصينية على توسيع السوق العالمية وإقامة شراكات وتعاون مع نظيراتها الأجنبية. على سبيل المثال، وقعت شركة هندسة الطاقة الصينية اتفاقية مع الحكومة المصرية، وبموجبها، ستقوم ببناء مصنع للهيدروجين الأخضر بقيمة 6.75 مليار دولار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر، ومن المتوقع أن ينتج المصنع 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء و210 ألف طن من الهيدروجين الأخضر كل عام.
وتعتقد الحكومة المصرية أن مصنع الهيدروجين الأخضر سيساهم بشكل كبير في تحول الطاقة والتنمية المستدامة في مصر. وأشار سفير مصر لدى الصين عاصم حنفي، إلى أن الجهود المشتركة بين مصر والصين في تعزيز التعاون في مجال الطاقة الهيدروجينية ستؤدي إلى تحول أخضر يعود بالنفع على الجميع.
كما وقعت مجموعة استثمار الطاقة الصينية وشركة كهرباء فرنسا في أبريل 2023، اتفاقية لبناء مشروع تجريبي شامل لجزيرة الطاقة الذكية البحرية بقدرة 1.5 جيجاوات في دونجتاي، يانتشنغ، بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين.
وتوصلت شركة جيانغسو قوفو لمعدات طاقة الهيدروجين المحدودة إلى اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة ويدرو البرازيلية في أوائل عام 2023. وسيقوم الجانبان بإنشاء مشروع مشترك وبناء مصنع لإنتاج المحلل الكهربائي في البرازيل في عام 2024. ومن المتوقع أن يقوم المصنع ببناء أكثر من 50 نظامًا لإنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي للمياه بحلول عام 2025.
علاوة على ذلك، قامت الشركات الصينية مثل شركة سي آر آر سي تشوتشو لمركبات السكك الحديدية المحدودة وتكنولوجيا فيتشي ومقرها في فوشان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، بتزويد حافلات وعربات السكك الحديدية الخفيفة تعمل بالهيدروجين لمشروع تجريبي لنقل الطاقة الهيدروجينية في ماليزيا.
وأشار سيلوين هارت المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي، إلى أن الصين ستواصل لعب دور نشط في تطوير قطاعات الطاقة الخضراء مثل صناعة الطاقة الهيدروجينية، الأمر الذي سيجعل الطاقة المتجددة في متناول المزيد من الناس في العالم.